الجمعة، 26 مايو 2017

واشنطن تهدّد بضرب قواعد داخل إيران إذا تمّ التعرّض لجنودها في العراق أو سورية

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

طهران ستعمد إلى مواجهة «غير متكافئة» بدفعها الميليشيات الموالية لها إلى شن هجمات ضد الأميركيين المشاركين في الحرب ضد «داعش»تداولت الأوساط الأميركية تقارير أفادت ان الولايات المتحدة أرسلت الى ايران تهديدات مفادها انه اذا تعرضت الجمهورية الاسلامية لأمن الجنود الاميركيين في العراق او سورية، فان أميركا سترد بضرب اهداف عسكرية داخل ايران.

وأكدت مصادر ان رسالة واشنطن الى طهران حملها ضباط روس، ممن شاركوا في الجلسات التي تجمع ضباطا اميركيين وروسا من اجل تنسيق اماكن عملياتهما العسكرية داخل سورية وتفاديا لأي حوادث اصطدام غير مقصودة.

وسبق لرئيس الاركان الاميركي السابق الجنرال مارتن ديمبسي ان قال في جلسة استماع في الكونغرس ان ايران مسؤولة عن مقتل الف من اربعة آلاف جندي اميركي لقوا حتفهم في العراق. وفي زمن ادارة الرئيس باراك أوباما، أدى التحسن في العلاقات بين واشنطن وطهران الى ما يشبه التحالف العسكري بينهما - غالبا عن طريق الحكومة العراقية - في الحرب ضد تنظيم «داعش».

ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، قبل عام، مقالة مفصلة، ذكرت فيها ان «المستشارين العسكريين الاميركيين المنتشرين في العراق والمنخرطين في صفوف التحالف ضد داعش، يقيمون في العراق برعاية جمال الجراح (ابو مهدي المهندس)، قائد ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية وممثل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني».

على ان التوتر الذي بدأ يشوب العلاقة الاميركية - الايرانية، منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسا، بدأ ينعكس على الأرض السورية، حيث صار معلوما ان الولايات المتحدة تسعى لاقامة «منطقة آمنة» تمتد من التنف، جنوب شرقي سورية، الى عين العرب (كوباني) شمالها. ومن شأن حزام امني من هذا النوع ان يقطع جغرافيا التحالف الايراني الممتد من طهران الى بيروت، عبر بغداد ودمشق.

ويبدو ان ايران حاولت امتحان جدية الاميركيين، فأرسلت مقاتلين من ميليشياتها الى اراض قريبة من التنف، فقامت المقاتلات الاميركية بالتحليق على علو منخفض لتحذيرها، ولما لم تنسحب الميليشيات، قصفتها المقاتلات الاميركية.

طهران لم ترد حتى الآن على «غارة التنف»، لكن الخبراء الاميركيين رصدوا ارسال ايران 3 آلاف مقاتل من «حزب الله» اللبناني، وهو الاكثر قوة بين الميليشيات الموالية لايران المقاتلة في سورية، الى مناطق قريبة من دير الزور، في الشمال الشرقي السوري. كما عزز الرئيس السوري بشار الأسد بعض الجيوب العسكرية التي تحتفظ بها قواته في مناطق دير الزور برفدها بألف جندي.

ويعتقد الاميركيون ان ايران والأسد سيسعيان الى الالتحام مع «داعش» في محيط دير الزور، والاستيلاء على مناطق هناك في شكل يقطع الحزام الاميركي ويبقي على الخط الايراني بين طهران وبيروت.

ويكاد يجمع الخبراء الاميركيون ان مواجهة واقعة لا محالة بين حلفاء اميركا من الميليشيات الكردية و«الجيش السوري الحر»، من جهة، وايران والأسد وميليشياتهما، من جهة اخرى. ويخشى الخبراء ان تتطلب مواجهة من هذا النوع تعزيز التحالف الاميركي بالمزيد من القوات البرية الاميركية، وهو ما يعزز من احتماليات الاصطدام العسكري بين اميركا وايران.

ولأن غالبية المسؤولين الاميركيين يعتقدون انه بسبب تعذر تفوقها على اميركا في مواجهة عسكرية، ستعمد ايران الى مواجهة «غير متكافئة» بدفعها الميليشيات الموالية لها الى شن هجمات ضد الاميركيين المشاركين في الحرب ضد «داعش». في هذه الحالة، تقول المصادر الاميركية، «ستقصف واشنطن اهدافا عسكرية داخل ايران للرد على اي عدوان محتمل للميليشيات الايرانية ضد القوات الاميركية في العراق».

وسبق وزير الدفاع جيمس ماتيس ان طلب من ادارة الرئيس السابق باراك أوباما السماح له بالرد عسكريا داخل ايران في حال هجوم الميليشيات الموالية لايران على القوات الاميركية في العراق، اثناء عمل ماتيس قائدا للقيادة الوسطى في الجيش الاميركي. لكن طلب ماتيس، الذي كان يعمل قائدا لقيادة المنطقة الوسطى، لم يعجب أوباما، الذي كان يسعى بدوره لاسترضاء ايران وتوقيع اتفاقية نووية معها، فأقال أوباما ماتيس.

وفي ادارة ترامب، شبه الأميّ خصوصا في الشؤون الدولية، يتمتع ماتيس بدور أكبر، ويبدو انه لو اراد الرد على هجمات ايران ضد قوات اميركية داخل ايران، فلن يمنعه ترامب، وهو ما يعزز الانباء المتداولة عن قيام الاميركيين بتوجيه إنذار للايرانيين عبر الروس، وربما قنوات اخرى، يعتقد البعض انها تتضمن مسؤولين في الحكومة العراقية.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008