| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
وصلت الأزمة الخليجية إلى ما كانت وزارتا الخارجية والدفاع الأميركيتان تخشيانه، في ظل عدم بروز أي مؤشرات على خرق قريب.
ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن أزمة الخليج تحولت واقعاً يومياً، من دون قدرة أي من الاطراف على الحسم، وأن الأمور ستسود على ما هي عليه في المدى المنظور، مع ما لذلك من انعكاسات سلبية على مسيرة مجلس التعاون الخليجي.
وبسبب غرق الرئيس دونالد ترامب وفريقه في فضيحة التورط مع موسكو، وبسبب مواجهة ترامب تحقيقات قضائية جدية قد تطيح رئاسته، بدا أن الحل والربط هو بين يدي وزيري الخارجية والدفاع ريكس تيلرسون وجيمس ماتيس.
والمسؤولان الأميركيان، اللذان يتمتعان بعلاقة وطيدة وصداقة، حاولا أقصى ما يستطيعان لإبقاء واشنطن على الحياد تجاه الأفرقاء الخليجيين، كما عوّلا على الوساطات الدولية، خصوصاً الكويتية، لرأب الصدع.
وذكّرت أوساط أميركية بما سبق أن نشرته «الراي» إبان اندلاع الأزمة، في قولها إن للكويت حظوة كبيرة لدى الدول الخليجية الثلاث (السعودية وقطر والامارات)، لكنها لا تملك عصا سحرية، ما يجعل الحل النهائي في أيدي أفرقاء الأزمة وحدهم.
وقالت الأوساط إن «جوهر الوساطات»، التي حاولت رأب الصدع الخليجي، تركزت على العودة إلى «ما قبل اندلاع الأزمة، ومن ثم تقديم المطالبات وعرض الحلول، لكن يبدو أن لا السعودية والامارات، من جهة، ولا قطر، من جهة ثانية، وافقت على عودة المياه إلى مجاريها، من دون تنازلات مسبقة من الطرف الآخر».
ويقتبس المسؤولون الأميركيون من المقالة التي كتبها في صحيفة«وول ستريت جورنال» سفير الامارات في واشنطن يوسف العتيبة، وقال فيها ان على قطر الاعتراف بأنها«أصبحت مركز التطرف المالي والاعلامي والعقائدي»، وأن«تتخذ مواقف حاسمة للتخلص بشكل نهائي من مشكلة التطرف، أي أن تنهي التمويل، وتوقف التدخل في (شؤون) جيرانها الداخلية، وان تنهي تحريضها الاعلامي».
ووصف السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل دان شابيرو هذه المطالب بأنها «غامضة»، وأضاف في مقالة في«فورين بوليسي» أن«الولايات المتحدة اشتكت من علاقات قطر مع (حماس)، على الرغم من أن إثبات (تهمة) تمويل الارهاب، وفق معايير قانونية، هو أمر صعب».
وتنقل مصادر أميركية عن مسؤولين قطريين قولهم:«حتى لو كان للأشقاء السعوديين والإماراتيين مطالب، كان يمكنهم إثارتها معنا عبر القنوات الديبلوماسية الثنائية، وإن لم نتفق يمكن إشراك سعاة الخير أو التوصل لحل داخل مجلس التعاون».
وحسب المصادر، فإن الدوحة مستاءة من أنها«سمعت بالمطالب السعودية والاماراتية، والتصعيد الذي تلاها، من الاعلام أولاً».
واشنطن من جهتها، تقف في حيرة بشأن كيفية التعامل مع الأزمة الخليجية. الهدف الأول هو رأب الصدع لإغلاق باب الخليج أمام القوى الأخرى، مثل روسيا وإيران التي رأت فرصة ذهبية في اصطياد حلفاء داخل الخليج. صحيح أن الولايات المتحدة، وخصوصاً أصدقاء إسرائيل فيها، ترغب في رؤية الضغط يتصاعد على الدوحة لتتخلى عن«حماس»، لكنها تدرك أيضاً أن للضغط على قطر حدوداً، وأن«لا أهمية استراتيجية للتخلص من (حماس) توازي إمكانية المجازفة بخسارة قطر لمصلحة القوى العالمية المنافسة».
على الرغم من ذلك، لا خطة واضحة لدى وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين في شأن كيفية التعامل مع الأزمة.
ويتابع المسؤولون الأميركيون ان واشنطن قد تقوم بـ«محاولة ديبلوماسية أخيرة لرأب الصدع، رغم الاعتقاد السائد بأن التسوية تبدو صعبة جداً».
في غياب التسوية، تقول المصادر الأميركية إن بديل واشنطن الوحيد هو الحفاظ على التحالف مع كل واحدة من هذه الدول، حتى لو كانت هذه الدول على خلاف مع بعضها البعض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق