الأربعاء، 16 سبتمبر 2020

الأميركيون يحدّدون مبدئياً دول «التطبيع» المرتقبة والديموقراطيون يقتنصون بعض الرصيد... لبايدن

واشنطن - من حسين عبدالحسين

تناقلت أوساط السياسة الخارجية في واشنطن، لائحة بأسماء الدول العربية الست، التي أشار إليها الرئيس دونالد ترامب قبيل توقيع اتفاقيتي السلام بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين في البيت الابيض مساء الثلاثاء، والتي تستعد لتوقيع اتفاقيات مماثلة مع إسرائيل. وان سارت الديبلوماسية الأميركية حسب المأمول، سيبلغ عدد الدول العربية التي تتمتع باتفاقيات سلام مع إسرائيل، 10 من الدول الأعضاء في الجامعة العربية. كما تعمل واشنطن على حضّ ماليزيا ومالي والنيجر، وهي دول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، على توقيع اتفاقيات سلام، ما من شأنه أن يرفع عدد الدول الإسلامية التي تتمتع بعلاقات ديبلوماسية مع إسرائيل من 27 حالياً، الى 38 من الدول الـ 56 الأعضاء. 
وفي وقت يعتقد البعض أن اتفاقيتي السلام تحسنان من شعبية ترامب لولاية رئاسية ثانية، قبل 46 يوماً من موعد الانتخابات المقررة في الثالث من نوفمبر المقبل، أشار يهود أميركيون في «مجلس اليهود الديموقراطيين» الى أن استطلاعات الرأي تشير الى تقدم المرشح الديموقراطي ونائب الرئيس السابق جو بايدن بنسبة 41 نقطة مئوية في صفوف اليهود الأميركيين، الأرجح بسبب الغزل السياسي الذي يلجأ اليه ترامب عادة تجاه المتطرفين البيض، ذوي النزعات النازية المعادية للسامية. 
كذلك، لا يغفر اليهود الأميركيون توجه ترامب إليهم قبل سنتين بالقول إنه رغم سياساته المنحازة لإسرائيل، إلا أنهم لا يؤيدونه لأنهم «خونة»، وهو اتهام يندرج كذلك في باب معاداة السامية والتحريض ضد اليهود. 
ولفت اليهود الديموقراطيون الى أن سياسة ترامب تضعف الموقف الاسرائيلي في الولايات المتحدة، اذ لطالما كان التأييد الأميركي من الحزبين. 
وعقد «مجلس اليهود الديموقراطيين» ندوة عبر الانترنت شارك فيها من القدس، دان شابيرو، السفير الأميركي لدى إسرائيل أثناء حكم الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي قال: «لا تستهينوا باتفاقيات السلام هذه، فهي الأولى بين اسرائيل ودول من مجلس التعاون الخليجي، وهي الثالثة والرابعة مع الدول العربية بشكل عام، وأنا هنا في إسرائيل والعديد من الإسرائيليين متحمسون لقبولهم كجيران في الشرق الأوسط». 
وأشار الى «المجالات الجديدة للتعاون بين إسرائيل والعرب في الأوساط الأكاديمية والتجارية والتكنولوجيا، وخاصة في الإمارات، حيث يوجد قطاع خاص مهم للغاية». 
وأضاف شابيرو انه، لأهميتها، عندما تم الإعلان عن الاتفاقية قبل نحو شهر، رحب بايدن بها. 
وحاول شابيرو اقتناص بعض الرصيد السياسي من الاتفاقيتين للمرشح الديموقراطي. وقال من ناحية ثانية، إن السلام الاسرائيلي مع دول الخليج يمكن أن يكون مختلفاً عن «السلام البارد» مع مصر والأردن. 
كما حاول شابيرو الانتقاص من دور ترامب في التوصل الى الاتفاقيتين، واعتبر أنهما «وقعتا في حضنه قبل أسابيع قليلة من الانتخابات»، معتبرا أن فكرة الرئيس الجمهوري الأساسية كانت «ضم إسرائيل أحاديا لمناطق في الضفة الغربية، وما حدث هو أنه في يونيو قال (السفير الاماراتي في واشنطن) يوسف العتيبة إنه، إما التطبيع أو الضم، وكان على الإسرائيليين الاختيار. ولحسن الحظ اتخذ الإسرائيليون الخيار الصحيح».واعتبر شابيرو أنه إذا قامت إسرائيل بتطبيع علاقاتها مع كل الدول العربية، «وهو يوم آمل أن يأتي، لكن ذلك لن يحل بعد قضايا الأمن مع الفلسطينيين، لذا، فان ما آمل أن نراه هو محاولة استخدام هذه الاتفاقات وتطبيع العلاقات كأساس لتوليد زخم جديد على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي». 
وختم بالقول إن «هذه ليست خطة ترامب… خطة ترامب هي إقامة دولة واحدة، بلا دولة فلسطينية».
من جهتها، قالت الأميركية اليهودية الباحثة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى دانا سترول، إنها «تناولت الغداء مع صديق في الحكومة الإسرائيلية كان يسافر بانتظام إلى عواصم الخليج، وما قاله لي، أن الحوار مع الخليجيين يختلف عما لدينا مع الأردن ومصر، اذ لا يوجد ماض (من القتال) بيننا وبين هذه العواصم، ونحن نناقش معها إمكانات التعاون في عالم التكنولوجيا، والتمويل وما إلى ذلك». 
ومثل شابيرو، حاولت سترول أن تنسب انجاز اتفاقيتي السلام الى إدارة باراك أوباما - بايدن، وقالت أن الإدارة السابقة «كانت تضع في نقاط الكلام دائماً ما يحث الخليج على التطبيع مع اسرائيل، والجميع متفق على أن مصدر المشكلة في المنطقة هو إيران». 
وأضافت: «بعد ذلك، يمكن بناء التعاون (بين اسرائيل والخليج) على كل الأشياء الأخرى، مثل مشاركة فريق رياضي إسرائيلي في مباريات في الخليج... الإسرائيليون يستعدون للمشاركة في كأس العالم في الدوحة (في حال تأهلوا للنهائيات)، كما في معرض دبي العالمي».
وتابعت شابيرو: «إذا استمعتم لـ (رئيس حكومة اسرائيل بنيامين) نتنياهو في خطابه (الثلاثاء)، لوجدتم أن كلمة فلسطينيين لم ترد ولا مرة واحدة، فيما ان استمعت إلى وزير الخارجية الإماراتي (الشيخ) عبدالله بن زايد، فقد ذكر كلمة فلسطينيين مرات عدة، وتحدث باللغة العربية، وكان يربط بوضوح بين هذه الاتفاقية وقدرة الإمارات على تحسين الوضع الفلسطيني، وهو الأمر الذي بدأ مع نجاح الإمارات في وقف عملية الضم الإسرائيلية الأحادية».
وعن عدم لقاء نتنياهو وبايدن، قالت دانا إنها ليست متفاجئة لأن بايدن لم يكن أصلاً في واشنطن، «وحتى لو كان، فان الديموقراطيين يسعون الى تكريس أن في البلاد رئيس واحد وادارة واحدة، على عكس ما فعل ترامب على اثر انتخابه في العام 2016 وقبل دخوله البيت الأبيض، حيث راح يتحاور وحكومات العالم من دون علم إدارة أوباما، التي كانت ما زالت في الحكم، وهو ما يتنافى وأصول الديموقراطية».
في سياق آخر، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في مؤتمر صحافي مشترك، أمس، مع نظيره البريطاني دومينيك راب، إن واشنطن ستواصل جهودها «لمنع رفع حظر السلاح المفروض على إيران».
وشدد بومبيو على أن «إيران ما زالت أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم... إيران أنفقت أموالاً طائلة على الميليشيات الشيعية في المنطقة»، مضيفاً: «سنعيد تفعيل نظام العقوبات على إيران».
من جهته، أكد راب «يجب عدم السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي»، مضيفاً: «نتشارك مع واشنطن الموقف نفسه بشأن إيران».

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008