يتجمهر في كل يوم من ايام الاسبوع نفر قليل امام البيت الابيض. يحملون اعلاما ايرانية تعود الى زمن الشاه. ورغم البرد القارس، وحرارة الاحداث السياسية في العاصمة الاميركية، وقلة الاهتمام الاعلامي بقضاياهم، يثابر هؤلاء على الحضور.
المتظاهرون قلما يتحدثون الى الاعلام، ولا يفصحون عن هوياتهم، ويشيحون بوجوههم بعيدا عن عدسات كاميرات الصحافين واصحاب الفضول من المارة والسائحين. ولولا الرايات التي يلوحون بها واللافتات التي يحملونها، لاصبحت تظاهرتهم اقرب الى السوريالية.
هؤلاء هم مناصرو «مجاهدي خلق»، المنظمة الايرانية المعارضة والمصنفة ارهابية في الولايات المتحدة، فيما اسقطت اوروبا التهمة عن هذه المنظمة اخيرا. يذكر ان هذه المنظمة هي اول من كشف للعالم عن وجود مفاعل نووي ايراني في ناتانز، منذ بضع سنوات.
عندما يسمعنا احدهم نتحدث العربية، يقفز من بين المتظاهرين ليحيينا بلكنة عراقية. «اسمي ابو مجيد»، يقول لنا، ثم يطلب منا عدم الافصاح عن هويته بعدما يعرف اننا صحافيون.
ويقول ابو مجيد: «نخاف الافصاح عن هوياتنا امام الاعلام الاميركي خوفا من اتهامنا بالانتماء الى تنظيمات ارهابية، كذلك نخشى التعريف عن انفسنا في الاعلام العالمي خوفا من انتقام النظام الايراني من اقرباء لنا ما زالوا يعيشون في ايران».
ثم يتنهد ابو مجيد ويقول: «لا يعقل ان يكون المرء ارهابيا لدى ايران وعدوتها اميركا في الوقت نفسه». ويضيف: «نحن اعداء النظام الايراني ونؤيد التخلص منه، لكننا اصدقاء للغرب واميركا... منذ وقت قليل، اسقطت عنا اوروبا تهمة الارهاب، اما اميركا، فلا».
الا ان «مجاهدي خلق» يذهبون الى ما هو ابعد من التظاهر، فالمنظمة معروفة بحسن تنظيمها ونسجها لعلاقات مع عدد كبير من اصحاب النفوذ في واشنطن.
هذه العلاقات دفعت مناصري المنظمة الى عقد امالهم على اقتراب اسقاط منظمتهم من «لائحة التنظيمات الارهابية» التي تجددها وزراة الخارجية كل سنتين. وبينما كان من المنتظر ان تحذو اميركا حذو اوروبا، فاذا بادارة الرئيس السابق جورج بوش تبقي «مجاهدي خلق» على لائحة التنظيمات الارهابية قبل ايام من مغادرتها الحكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق