أين اصبح الحوار الاميركي الايراني الذي وعد الرئيس باراك أوباما اميركا والعالم بمباشرته اثناء حملته الانتخابية؟ وهل فعلا افتتحت واشنطن قنوات خلفية لحوارها مع طهران؟ ولماذا تأخر تعيين الرئيس الاميركي للديبلوماسي دينيس روس مبعوثا الى منطقة الخليج مولجا معالجة الملف النووي الايراني؟
لا تقدم اوساط الادارة الاميركية اي اجابات علنية عن الموضوع الايراني، وغالبا ما يطلب المسؤولون من الصحافيين والمتابعين «الصبر» و«الانتظار» حتى جلاء «بعض الامور»، التي ستحدد كيفية تعامل واشنطن مع قضية ايران.
لكن مصادر اميركية تجزم ان «اي اتصال مباشر او غير مباشر لم يتم حتى الساعة مع الايرانيين». وتقول ان «اميركا لن تذهب الى طهران قبل الانتهاء من تحضيرها لتسوية الملعب بين الفريقين».
تسوية الملعب هذه تعني امورا عدة، تقول مصادر اميركية متابعة: «على سبيل المثال، لو ذهبنا منذ عام، لكان العراق ورقة في يد الايرانيين، اما الان، فقد سحبنا هذه الورقة منهم». ويقول ضباط اميركيون معنيون بالشأن العراقي اثناء محادثاتهم في وزارة الدفاع «البنتاغون»، انهم بدأوا يلاحظون منذ فترة «ازديادا في النشاط الايراني الهادف الى زعزعة الوضع في العراق، اذ شملت الاحداث تفجيرين واسقاط الجيش الاميركي لطائرة ايرانية من دون طيار اخترقت الاجواء العراقية على مدى الاسبوع الماضي».
وتفسر المصادر الاميركية ازدياد النشاط الايراني في العراق على انها «محاولة من طهران لاستعادة زمام الامور هناك والضغط على ادارة أوباما لدفعه على الاسراع في الذهاب لتقديم التنازلات الى طهران».
لكن المصادر تعتقد ان الوضع في العراق «بات مستقرا ولا يخشى من عودته الى سابق عهده». وتضيف: «ايران اصبحت مستعجلة كي ترى اميركا تستجديها، ولذا نراها تحاول من زيادة منسوب التوتر، ولكن ذلك لن يحصل».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق