واشنطن – حسين عبد الحسين
كشفت مصادر أميركية لـ”العالم” امس الجمعة، ان نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي اعرب عن لومه لرئيس الوزراء نوري المالكي اثناء اجتماعات مع كبار المسؤولين الاميركيين الليلة قبل الماضية، لكنها ذكرت ان تلك الطروحات “لم تلق تجاوبا” من قبل البيت الأبيض.
وكان عبد المهدي بدأ امس الأول زيارة الى واشنطن والتقى الرئيس الاميركي باراك اوباما ونائبه جو بايدن ومسؤولين آخرين في الادارة الاميركية. في وقت يعتزم رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني القيام بزيارة مماثلة أواخر الشهر الجاري، وعلى جدول الزيارات أيضا، النائب الثاني لرئيس الجمهورية طارق الهاشمي الذي سيجري لقاءات في الولايات المتحدة مطلع الشهر المقبل، حسب تقارير صحفية أفادت ان الثلاثة تلقوا دعوات رسمية بهذا الشأن.
وعلم مراسل “العالم” في واشنطن ان عبد المهدي “ألقى باللائمة على رئيس الحكومة نوري المالكي في الخروقات الامنية، وانه قدم ضمنيا نفسه وحزبه، المجلس الاعلى، بديلا في رئاسة الحكومة، بعد اتمام الانتخابات المقبلة” خلال لقائه بأوباما وبايدن.
وقالت مصادر اميركية رفيعة انها حرصت على ابداء “مستوى حياد عال” تجاه السياسيين العراقيين كافة “وان المسؤولين الاميركيين ابلغوا نائب الرئيس العراقي انهم ليسوا بوارد التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، وفي طليعتها الانتخابات النيابية المقرر اجراؤها في 7 آذار (مارس) المقبل”.
وتابعت المصادر انها ابلغت عبد المهدي حرفيا ان “الولايات المتحدة حليفة اساسية للعراق وصديقة له، وهي على مسافة متساوية من جميع المسؤولين ممن يختارهم العراقيون، وستتعامل معهم جميعا وفق اصول التعامل بين الدول الصديقة”.
المصادر الاميركية المطلعة على اجواء الاجتماعات التي عقدها عبد المهدي قالت ان “واشنطن غير معنية بشكاوى المسؤولين العراقيين ضد بعضهم البعض”، وهو ما اوضحته للمسؤول العراقي. وقالت له انها “ستتعامل معه كرئيس للحكومة في حال انتخابه، وانها لن تتدخل لدى الفرقاء العراقيين لتسويقه كمرشحها لرئاسة الحكومة”.
وعقد عبد المهدي، الذي اقام في فندق “ريتز – كارلتون” القريب من مقر وزارة الخارجية في واشنطن، سلسلة من اللقاءات، كان ابرزها الخميس مع نظيره الاميركي جو بايدن. وانضم الى اللقاء الرئيس باراك اوباما، فيما صار يشبه العرف عندما يلتقي الرئيس الاميركي زوارا ليسوا نظراءه، فينضم بصورة غير رسمية الى اجتماعهم مع نائبه.
وقال البيان الرسمي الصادر عن مكتب نائب الرئيس الاميركي “اجتمع نائب الرئيس جو بايدن مع نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي، وانضم الرئيس اوباما الى جزء من النقاش... القياديان ناقشا التحضيرات للانتخابات في آذار(مارس) ، بالاضافة الى الجهود المبذولة لحل المسائل الوطنية العالقة”.
وختم البيان “تستمر حكومة الولايات المتحدة بالتزامها لشراكة طويلة الامد مع الحكومة العراقية والشعب العراقي”.
“العالم” سألت عن مستوى اللقاءات الذي منح لعبد المهدي، والذي كان اقل من اللقاءات التي منحت للمالكي في زيارته الأخيرة، وارفع بكثير من تلك التي اعطيت لرئيس الوزراء السابق اياد علاوي، اثناء زيارته الى العاصمة الاميركية برفقة النائب صالح المطلك قبل بضعة أشهر.
وأجاب المسؤولون الاميركيون ان واشنطن تعامل المسؤولين العراقيين “حسب ترتيبهم الوظيفي، فزيارة المالكي هي زيارة دولة، اما عبد المهدي، فهو نائب رئيس وتمت المعاملة معه على هذا الاساس... علاوي نائب في البرلمان، وتم منحه لقاءات مع نظرائه في الكونغرس”.
وعلى صعيد متصل، علمت “العالم” ان عبد المهدي استغل زيارته الرسمية الى العاصمة الاميركية لعقد لقاءات مع مناصريه، و”شحذ الهمم”، من اجل “اوسع مشاركة انتخابية” للجالية العراقية المقيمة في العاصمة الاميركية وضواحيها.
كما قال بيان لمكتبه انه بحث مع وزير الدفاع الاميركي الاوضاع الامنية في البلاد وتنفيذ الاتفاقية الامنية المشتركة والانتخابات المقبلة، بحسب بيان صدر عن المكتب الصحفي لرئاسة الجمهورية.
وجاء في البيان ان عبد المهدي “التقى خلال زيارته الحالية الى واشنطن، وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، وتم خلال اللقاء استعراض الاوضاع الامنية في العراق ومراحل تنفيذ اتفاقية سحب القوات، واتفاقية الاطار الإستراتيجي بين البلدين”.
وأضاف البيان، ان “الجانبين ابدى ارتياحهما لعملية تنفيذ هاتين الاتفاقيتين، وللتحسن الحاصل في الاوضاع الامنية”، واكدا في الوقت ذاته “ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر والاستعداد لمواجهة أي اعتداءات محتملة قد يقوم بها الإرهابيون في هذه المرحلة”.
وبحسب البيان، فقد “تطرقت المباحثات الى موضوع الانتخابات المقبلة، وشدد الطرفان على اهمية توفير الاجواء الامنية المناسبة مع الحرص على نزاهتها، وضمان مشاركة شعبية فيها لما يضمن تحقيق افضل تعبير لارادة الشعب العراقي واختيار الحكومة الوطنية الواسعة التي تمثله باسرع وقت ممكن”، وتابع “كما جرى التأكيد على أهمية دعم الاقتصاد العراقي، وتنفيذ بنود الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في هذا المجال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق