واشنطن - حسين عبد الحسين
عشية الزيارة المرتقبة لنائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى العراق، اكد مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان ان الولايات المتحدة «تعتقد ان الانتخابات العراقية يجب ان تكون شاملة» للمرشحين كافة، واعتبر في سياق آخر انه «على السعوديين وجيران العراق ان يدركوا ان العراق الان يصبح قوة رئيسة في المنطقة».
«العالم» تحدثت الى فيلتمان وهو مساعد رفيع للوزيرة هيلاري كلينتون، على هامش حلقة حوارية عقدها مركز ابحاث هدسون في واشنطن، اول امس.
وسبق لنائب الرئيس الاميركي ان اجرى اتصالا الاثنين الماضي مع كبار المسؤولين في بغداد، وأبلغهم ان واشنطن «لا تثق» بقرار هيئة الاجتثاث حرمان المئات من المرشحين بزعم ارتباطهم بحزب البعث المنحل، خاصة وأن القرارات شملت شخصيات بارزة مثل وزير الدفاع الحالي عبد القادر العبيدي، وزعيم جبهة الحوار صالح المطلك.
وتابع فيلتمان «نحن نعتقد ان الحق يعود للناخبين في الاختيار من بين المرشحين... بشكل عام، نحن نؤيد الانتخابات الشاملة».
واضاف «لقد كان نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي هنا في واشنطن الاسبوع الماضي، وسمع من مسؤولي ادارة (الرئيس باراك) اوباما، على ارفع مستوى، عن نوع الانتخابات الشاملة التي نعتقد انها تكون ذات مصداقية وشفافية».
وقال المسؤول الاميركي «اعتقد اننا رأينا نائب الرئيس بايدن فعالا في الانخراط (مع المسؤولين العراقيين) على مدى اليومين الماضيين... حتى الامم المتحدة، مدير يونامي (اد ملكرت)، اوضح (الموقف) للعراقيين».
لكن فيلتمان يبدو متفائلا حيال زيارة بايدن المرتقبة والحوارات التي سيجريها في بغداد، فبناء على النصائح الاميركية والاممية، يعتقد مساعد الخارجية الاميركية ان «السياسيين العراقيين باتوا ينظرون الى الموضوع بطريقة مختلفة».
وتابع «هناك مجازفة بأن لا يتبنى عراقيون هذه الانتخابات (في حال عدم شموليتها)... هذه مجازفة حقيقية، ولكننا نعتقد ان القيادة العراقية باتت تنظر الى الموضوع في الاتجاه الصحيح الان».
وحول العلاقة المتأزمة بين العراق وبعض دول الجوار مثل السعودية، قال فيلتمان «لا اعتقد اني افصح عن سر من اسرار الدولة حينما اقول اننا شجعنا، تحت ادارة (الرئيس جورج) بوش وادارة الرئيس باراك اوباما، السعوديين وجيران العراق من العرب الاخرين، بادراك واقع ان العراق الان يتحول الى قوة رئيسة في المنطقة».
واضاف «عندما تنظر الى العراق بعد عشر سنوات من اليوم، عندما تنظر الى العقود النفطية التي تتم المفاوضات حولها، عندما تنظر الى واقع النظام الانتخابي، الذي يكون لنفسه تاريخا وتقليدا والذي يضرب جذورا في المجتمع العراقي... سترى ان العراق يصبح قوة رئيسة في المنطقة مرة اخرى».
وقال الديبلوماسي الاميركي متوجها الى دول المنطقة «نحن نعتقد انه في مصلحة الجميع ان يفهموا ذلك، وان يبدأوا بالتعامل ايجابيا مع الحكومة العراقية».
لكن فيلتمان استدرك «انا لا اتحدث هنا عن الاشخاص الموجودين في الحكومة العراقية حاليا او من ليسوا في الحكومة، انا اتحدث عن مستقبل منطقة الخليج الذي سيتضمن عراقا مستقرا وآمنا ومعتمدا على نفسه».
وحذرت العديد من التقارير الاميركية من ان خطط اوباما للانسحاب من العراق قد تتلكأ بسبب تداعيات شطب مئات المرشحين، او احتمالات استئناف العنف الطائفي، كما دعا مسؤولون اميركان وجهات دولية الى مراعاة الجو السياسي العام ومتطلبات المصالحة الوطنية خلال تطبيق قوانين الاجتثاث او المساءلة والعدالة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق