| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
ذكرت صحيفة «ذي دايلي بيست» ان خريطة صادرة عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) «تخفي المكاسب» التي أحرزها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) منذ بدء الضربات الجوية التي يشنها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة في أغسطس الماضي.
وكان مسؤولو البنتاغون قد عقدوا مؤتمرا صحافيا قالوا فيه ان الحملة الدولية ضد «داعش» نجحت في انتزاع ما يرواح بين 25 و30 في المئة من الأراضي العراقية التي كان يسيطر عليها قبل بدء الحملة. لكن الصحيفة اعتبرت ان وزارة الدفاع الأميركية تراوغ، وانه منذ بدء الحرب ضد «داعش»، حقق التنظيم مكاسب واسعة في العراق، وسورية، وعلى الحدود السورية مع لبنان.
ومنذ بدء الحملة الدولية، استولى «داعش» على منطقة هيت في محافظة الانبار العراقية، وسيطر على مناطق شرق الرمادي، وأظهر مقدرة على القيام بعمليات في مناطق خارجة عن سيطرته، فيما لم يعد سكان المناطق التي أجبرت غارات التحالف الدولي «داعش» على الخروج منها، ما يعني ان هذه المناطق مازالت ارضا خصبة لعودة المتطرفين اليها.
وفي سورية، التي تجاهلتها تماما خريطة البنتاغون، قالت الصحيفة ان مكاسب «داعش» كانت أوسع بكثير، وتضمنت اقتحام التنظيم لمنطقة القابون القريبة من العاصمة دمشق، وكذلك الاستيلاء على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وعلى الحدود السورية - اللبنانية، نجح التنظيم في زرع موطئ قدم لتوسيع عملياته في المستقبل، حسبما نقلت «ذي دايلي بيست» عن خبراء اميركيين.
اما التقدم الأكبر الذي أحرزه «داعش» فيتثمل بفرضه حصارا على مدينة دير الزور في شمال سورية الشرقي، وهو ما حمل ناشطين سوريين في العاصمة الأميركية على العمل الحثيث لدى الإدارة الأميركية لحملها على الاعتراف بحصار «داعش» الذي تسبب بوضع انساني صعب.
وقالت الحكومة الأميركية في بيان صدر عن بعثتها في الأمم المتحدة، أمس، ان «تقديرات الأمم المتحدة تشير الى ان 440 ألف مدني سوري يعيشون تحت حصار، أي انه لا يمكنهم الخروج من مناطقهم كما لا يمكن للمساعدات الدخول إليه».
وأضاف البيان ان «بعض جماعات الاغاثة تقدر مجموع المحاصرين أعلى من ذلك بكثير، ففي مدينة دير الزور، منع داعش بشكل منهجي وصول المساعدات الإنسانية، وقطع إمدادات المياه لعدة أشهر».
وتشير التقديرات الى ان «داعش» يحاصر أكثر من 200 ألف مدني سوري في منطقتي الجورة والقصور في مدينة دير الزور.
ووجهت الحكومة الأميركية اتهاما مشتركا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد و«داعش» باستخدامهم «معاناة المدنيين السوريين كأداة أخرى لتعزيز موقفهم»، معتبرة ان كل «الأطراف ملزمة حماية المدنيين بموجب القرار 2165»، الذي ينص على السماح لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بتسليم «فوري ومن دون عوائق للمساعدات الإنسانية مباشرة إلى المدنيين في جميع أنحاء سورية».
ولا يشي البيان الأميركي، حول قيام «داعش» بفرض حصار على بعض المناطق السورية، ان التنظيم يتراجع، او انه يرخي قبضته، او أن خسائره في العراق ضعضعته في سورية او دفعته الى الانحسار من المناطق السورية للدفاع عن مناطقه العراقية.
وفي هذا السياق، يقول عمر حسينو، الناطق مدير العلاقات العامة في «المجلس السوري الأميركي» انه «في وقت تزعم إدارة أوباما انها تقاتل داعش في سورية، كما في العراق، الا ان داعش يتمدد في سورية، خصوصا كما نرى في اتجاه بلدة السلمية، الواقعة على بعد 35 كيلومترا جنوب شرق مدينة حماه، حيث لم يتم توجيه ولا ضربة جوية واحدة لحماية هذه البلدة».
ويرى حسينو، في حديث مع «الراي»، ان سكان السلمية، وغالبيتهم من الأقلية الإسماعيلية، معرضون لخطر الإبادة على ايدي «داعش»، ومع ذلك تصدر بيانات وخرائط عن الإدارة الأميركية تتحدث عن انتصارات على التنظيم المذكور وعن اجباره على التراجع، «فيما مجريات الاحداث لا تتوافق مع بيانات الحكومة الأميركية».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق