| واشنطن – من حسين عبدالحسين |
في خطوة اكتسبت الكثير من الرمزية، استقبل وزير الخارجية الإيراني نظيره الأميركي جون كيري في مقر إقامة المبعوث الإيراني الدائم الى الأمم المتحدة في نيويورك، وهي المرة الأولى التي تطأ فيها قدما مسؤول أميركي رفيع أراض إيرانية، حسب القانون الدولي.
واستغرق اللقاء بين الوزيرين نحو 100 دقیقة، شارك فیه وفد رفیع المستوی من الخارجیة الاميركیة والفریق النووي الایرانی المفاوض.
ويزور ظريف نيويورك للمشاركة في مؤتمر تقيمه الأمم المتحدة حول اتفاقية «حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل» يستمر حتى 22 من الشهر المقبل.
وعلمت «الراي» من مصادر في العاصمة الأميركية ان اليمن تصدرت المواضيع التي تباحث بها المسؤولان، وان كيري قال لظريف ان تسليح الأطراف المتقاتلة لن يؤدي الا الى المزيد من الحرب والدمار، وان وزير الخارجية الأميركي «دعا طهران الى ممارسة نفوذها في اليمن لدخول الأطراف المقربة منها في حل سياسي من دون شروط مسبقة»، مضيفا ان «الولايات المتحدة مستعدة لممارسة نفوذها في الاتجاه نفسه ووضع مصداقيتها خلف التوصل الى اتفاقية بين الأطراف المتقاتلة».
ورد ظريف على كيري بالقول ان الأزمة في اليمن هي «شأن داخلي»، وان «دولا خليجية تؤجج نار الفرقة اليمنية بالحرب التي تشنها على اليمن واليمنيين».
الوضع في العراق تلى الملف اليمني، خصوصا بعد تواتر انباء عن قيام مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) باستعادة 75 في المئة من منطقة مصفاة بيجي، ومحاصرتهم لأكثر من 200 رجل أمن عراقي داخلها. ولم ترشح تفاصيل عن مواقف الرجلين من الأزمة العراقية او عن مدى عمق الحديث لدائر بينهما في هذا السياق.
كذلك حاول كيري – على ذمة المصادر في واشنطن – حضّ مضيفه الإيراني على ضرورة موافقة إيران على دخول مفتشي «وكالة الطاقة الدولية الذرية» الى المرافق الإيرانية التي تطلبها الوكالة بهدف التفتيش وإصدار موافقة يمكن لمجلس الأمن على أساسها إلغاء ثمانية قرارات فرضها بين 2006 و2012، وهي تمثل أساس العقوبات الاقتصادية على إيران.
وكرر كيري العروض الأميركية بإفراج دولي فوري عن نحو 50 من أصل 140 مليار دولار إيرانية مجمّدة في مصارف دولية، فضلا عن قيام دول مجموعة «5 + 1» برفع العقوبات الأحادية التي تفرضها على إيران من خارج مجلس الأمن.
ويشكل هذا العرض المرحلة الأولى من رفع العقوبات ريثما يدخل المفتشون الدوليون المرافق الإيرانية التي يطلبون تفتيشها، منها منشأة بارشين العسكرية حيث يعتقد ان طهران قامت بتجارب تسليح نووية. كما تطلب الوكالة السماح لمفتشيها بإجراء مقابلات مع علماء نوويين إيرانيين للاحاطة بكافة تفاصيل البرنامج النووي الايراني، ويصدرون على إثر نهاية تفتيشهم تقريرا يمكن لمجلس الأمن على أساسه رفع العقوبات الدولية.
الا ان ظريف كرر بدوره رفض طهران لأي اجتزاء لعملية رفع العقوبات، طالبا رفعها دفعة واحدة في مقابل موافقة إيران على طلبات مجموعة دول «خمس زائد واحد» في ملفها النووي.
ختاما، وردت تقارير غير مؤكدة ان الوزيرين الأميركي والإيراني كررا «ضرورة عدم تصعيد الأوضاع على الحدود بين إسرائيل، من جهة، وسورية ولبنان من جهة أخرى». وأكدت التقارير نفسها ان ظريف قال للوزير الأميركي ان «لا أحد يسعى الى حرب، لكن لكل جهة حق الدفاع عن النفس»، وهو ما فسره المتابعون على انه رسالة إيرانية مفادها ان القوات القريبة من طهران يمكن ان ترد على الغارة الإسرائيلية الأخيرة في الأراضي السورية، ولكن بعملية موضعية محدودة من دون التصعيد نحو مواجهة أشمل.
ويعتقد المتابعون ان القوات الموالية للنظامين السوري والإيراني حاولت فعليا الرد على الغارة الإسرائيلية الأخيرة في سورية، الا ان الإسرائيليين نجحوا في صد المهاجمين من سورية قبل وصولهم الأراضي التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق