| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
أدت الانتصارات المتتالية أخيرا لقوات المعارضة السورية على حساب نظام الرئيس السوري بشار الأسد والقوات الموالية له الى خلق اجماع لدى الخبراء الاميركيين المعنيين بالشأن السوري، تصدرهم السفير السابق روبرت فورد، مفاده ان النظام في دمشق صار يعاني من ضعف شديد قد يؤدي الى انهياره عسكريا.
وكتب فورد على موقع «معهد الشرق الأوسط»، حيث يعمل باحثا، انه «في ظروف كهذه يمر بها النظام السوري، وعلى ضوء مؤشرات الضعف هذه التي يعرفها قادة النظام، ربما نحن نرى بداية النهاية».
ولم تمر ساعات على مطالعة فورد حتى أصدرت صحيفة «واشنطن بوست» تقريرا لمراسلتها في بيروت ليز سلاي، نقلت فيه عن ديبلوماسيين غربيين في العاصمة اللبنانية قولهم انه «يبدو ان هناك انقسامات كبيرة داخل نظام الأسد»، وان «انهيار عسكري من جهة النظام ليس مستحيلا».
ونقلت سلاي عن هؤلاء الديبلوماسيين قولهم ان الأسد تخلص من غزالة وشحادة بسبب تمردهما ضد «الدور المتنامي لإيران في ارض المعركة»، وان «التوتر وصل الى قلب عائلة الأسد نفسها».
وختمت سلاي ان مصير حكم الأسد صار يعتمد بشكل رئيسي على إيران، لكن الأخيرة تحت ضغط كبير بسبب استمرار العقوبات الدولية عليها، من ناحية، وبسبب اضطرارها لتوزيع مواردها على جبهة ثانية في العراق.
اما الباحث في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» اندرو تابلر، فعلق على تقرير سلاي حول ضعف نظام الأسد وإمكانية انهياره عسكريا بالقول ان سورية ستشهد على الأرجح «ضمورا» لقوة الأسد وسيطرته «بدلا من الانهيار» الكامل.
ميدانيا، سيطر مقاتلو «جيش الفتح» الذي يضم «جبهة النصرة» وكتائب اسلامية سورية أخرى، فجر أمس، على معسكر القرميد، وهو واحد من ابرز القواعد العسكرية المتبقية للنظام في محافظة ادلب شمال غرب البلاد، بعد يومين من سيطرتهم على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية.
واندلعت الاشتباكات أول من أمس بين مقاتلي «جيش الفتح» وقوات النظام بعد تفجير مقاتلين نفسيهما بعربتين مفخختين في محيط معسكر القرميد، ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن 15 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان «معسكر القرميد سقط بأيدي مقاتلي المعارضة وانسحب النظام، منه تاركا خلفه تجهيزات عسكرية ثقيلة بينها دبابات».
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله ان «وحدة من الجيش والقوات المسلحة، تخوض معارك عنيفة في محيط معمل القرميد وتمكنت من قتل واصابة اعداد كبيرة من الإرهابيين».
لكن عبد الرحمن اكد «فشل قوات النظام في الاحتفاظ بالمعسكر رغم قصفها العنيف لمواقع مقاتلي النصرة والكتائب الاسلامية المقاتلة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق