الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

بوش يصارع للبقاء في السباق الرئاسي

واشنطن - من حسين عبدالحسين

في المنافسة لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، بدأ السناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو بالتألق وحصد التأييد بين أصحاب الثروات من المتبرعين. كذلك، حصل روبيو على أول «مبايعة» له جاءت من زميله السناتور الجمهوري عن ولاية كولورادو كوري غاردنر.

صحيح ان أرقام الاستطلاعات مازالت تظهر روبيو ثالثا، بعد المرشحين الطبيب بن كارسون الأول ورجل الأعمال دونالد ترامب الثاني، الا ان المراقبين يرجحون ان يخسر كارسون وترامب الطليعة مع اقتراب موعد الانتخابات التمهيدية الحزبية، التي تبدأ في ولاية آيوا في الأول من فبراير، تليها نيوهامبشير في التاسع منه، فساوث كارولاينا في العشرين.

وكما تراجع ترامب من المركز الأول الى الثاني، كذلك يتوقع المراقبون تراجع كارسون في وقت لاحق من هذا العام او مطلع العام المقبل.

وأظهر آخر استطلاعات الرأي الذي أجرته شبكة «ان بي سي» الإخبارية، هذا الأسبوع، ان خمسة مرشحين يتصدرون هم كارسون بـ 29 في المئة، يليه ترامب بـ 22 في المئة، فروبيو بـ 11 في المئة، فالسناتور الجمهوري اليميني المتشدد تد كروز بـ 10 في المئة، فنجل الرئيس السابق جورج بوش الأب وشقيق الرئيس جورج بوش الابن جب بوش الذي يحوز على 8 في المئة فقط من تأييد الناخبين الجمهوريين.

وكان بوش افتتح حملته متصدرا المرشحين في استطلاعات الرأي، ليتراجع في وقت لاحق الى المركز الثالث، واليوم الى الخامس. وتسبب تراجع بوش بإحجام المتبرعين عن حملته، ما اجبره على طرد بعض العاملين فيها. ولحشد الدعم المالي، عقد بوش جلسة مغلقة في ولاية تكساس مع المانحين القريبين من عائلة بوش، وشارك فيها الرئيسان السابقان اباه واخاه.

ويبدو ان مشكلة بوش الرئيسية في حشد التأييد بين الناخبين الجمهوريين هي اسم عائلته، الذي يعتقد البعض انه صار يتسبب بالملل لدى غالبية الاميركيين الذي يعارضون فكرة العائلات السياسية بشكل عام. ولتفادي هذه المشكلة، بدأ بوش بالتركيز على اسمه الأول في حملته، من دون اسم العائلة، ورفع شعار «يمكن لجب إصلاحها»، أي اصلاح الولايات المتحدة الأميركية.

لكن رغم محاولاته، مازال روبيو هو الذي يحوز على ثقة ودعم المؤسسة الجمهورية، فهو حظي بـ «تبني» مالي لحملته من الملياردير بول سنغر، رغم ان الأخير يثير الجدال في صفوف الجمهوريين المحافظين، فسنغر ممن دعموا ماليا حملات تأييد تشريع زواج المثليين في البلاد، وهو ما يعارضه المتشددون بشكل واسع قد يدفعهم للإحجام عن دعم روبيو بسبب دعم سنغر له.

وكانت تقارير سابقة اشارت الى نية الملياردير اليهودي الأميركي شلدون ادلسون، الذي جمع ثروته من كازينوهات القمار في «لاس فيغاس»، تبني روبيو، الا ان ادلسون لم يعلن موقفه النهائي بعد.

وادلسون هو من المقربين من إسرائيل ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، ومن شأن تبنيه روبيو ماليا ارسال اشارت سياسية لمؤيدي إسرائيل بين الاميركيين لدعم روبيو، وهؤلاء يبدو انهم يؤيدون السناتور الصاعد منذ فترة.

وروبيو ولد لمهاجرين من كوبا، ويعتقد البعض ان ذلك سيساهم في حشد أصوات اميركيين من أصول أميركية جنوبية له في الانتخابات العامة ما يعطي الحزب الجمهوري فرصة أكبر في استعادة البيت الأبيض من غريمه الديموقراطي.

الا ان بين الكوبيين والأميركيين الجنوبيين تنافسا، ويمكن ان تنعكس جذور روبيو الكوبية سلبا على نسبة أصوات الاميركيين الجنوبيين له في الانتخابات العامة.

كذلك، يعتقد داعمو روبيو ان لدى الرجل قصة مشابهة للرئيس باراك أوباما ليرويها للاميركيين ويؤثر بهم، فوالد روبيو كان يعمل نادلا في بار ووالدته كانت عاملة تنظيفات في البيوت، وهو يقدم خلفيته المتواضعة للدلالة على براعته الفردية، ويضرب بقصته مثالا على انه يمكن لكل أميركي مثله ان «يعيش الحلم الأميركي» بغض النظر عن خلفية عائلته المالية.

الا ان بوش استخدم، في خطابه الأخير في فلوريدا الاثنين، قصة روبيو ليقارن بينه وبين أوباما. وقال بوش ان آخر ما تحتاجه أميركا هو «ان ترمي النرد لتحصل على رئيس لديه قصة ولكنه لا يتمتع بخبرة على غرار أوباما»، في إشارة ضمنية من لروبيو.

ويعاني بوش، الذي سبق ان عمل محافظا لولاية فلوريدا، من ان روبيو أيضا من فلوريدا ويمكن ان ينافسه في عقر داره.

على ان بوش، الذي يدرك ان صدارة كارسون وترامب هي فلتة شوط، يصوب سهامه ضد روبيو – المرشح الحقيقي – فقام يهاجمه في الندوة التلفزيونية الأخيرة للمرشحين الجمهوريين للرئاسة، لكن روبيو لم يرد على هجوم بوش بداعي «التعالي» عن الجدال مع زملائه الجمهوريين واهتمامه بالشؤون السياسة الاعمق والاهم.

كذلك، سيحاول بوش اللعب على جذور روبيو الكوبية لمحاصرته بين الاميركيين الجنوبيين، خصوصا ان زوجة بوش مكسيكية وأولاده يتكلمون الاسبانية بطلاقة.

ختاما، حذّر بوش في خطابه من المرشحين ممن يتمتعون بالكاريزما، ولروبيو كما أوباما الكثير منها. وقال بوش ان الكاريزما لا تعني بالضرورة سياسات حسنة أو قرارات فعالة، لافتا الى انه عمل محافظا لولاية فلوريدا لولايتين على فترة ثماني سنوات، فيما لا خبرة عند روبيو الا وصوله الى مجلس الشيوخ في العام 2011.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008