الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

واشنطن: اعتقال إيران أميركيين جزء من المواجهة بين المتشدّدين والمعتدلين

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

يقول بعض معارضي الرئيس باراك أوباما في الحزب الجمهوري: «وعدتنا الإدارة بأن الاتفاقية النووية مع إيران ستؤدي الى تحسين العلاقة بيننا وبينهم، وإذا بها تؤدي الى أزمة رهائن أميركية جديدة في طهران».

هذا النوع من التصريحات الأميركية يشي بأن الجمهوريين بدأوا يمارسون ضغوطاً على أوباما، بعدما ارتفع عدد الرهائن الاميركيين في طهران الى ثلاثة، على إثر اعتقال طهران الإيراني - الأميركي سياماك نامازي واللبناني المقيم في أميركا نزار زكّا.

ويقول الجمهوريون ان «حجر الزاوية في حملة الإقناع» التي شنتها إدارة أوباما في الكونغرس لحضه على الموافقة على الاتفاقية مع إيران، تمحورت حول قول الإدارة ان الاتفاقية تقتصر على الشؤون النووية والعقوبات المتعلقة بها، أي انه يمكن للولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران، او إيرانيين، لأسباب غير نووية، إذا اقتضى الأمر.

واندفع بعض أعضاء الكونغرس في تصريحات وبيانات ورسائل وجهوها الى البيت الأبيض ليطالبوا أوباما بفرض عقوبات تطول المسؤولين عن اعتقال ومحاكمة مراسل صحيفة «واشنطن بوست» جايسون رازيان، واعتقال نامازي وزكّا.

وتعتقد السلطات الأميركية ان «جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني»، وهو منفصل عن الحكومة الإيرانية ويتبع لمكتب المرشد مباشرة، هو الذي أشرف على اعتقال الاميركيين الثلاثة.

واللافت ان المعتقلين الثلاثة، رازيان ونامازي وزكّا، مقرّبون من اللوبي الإيراني في واشنطن، والذي لعب دوراً كبيراً في التوصّل للاتفاقية النووية والتسويق لرفع العقوبات. رازيان أمضى الاشهر التي عمل فيها مراسلاً من طهران وهو يسعى لتصوير إيران كواحة ممتازة للاستثمارات الأجنبية والسياحة، حتى انه أطل عبر برنامج «انتوني بورداين» الشهير ليتحدث عن المطبخ الإيراني وحسن الضيافة.

اما نامازي، فهو يعمل تحت جناح الإيرانية - الأميركية رئيسة «معهد وودرو ويلسون» هالة إسفندياري. وإسفندياري نفسها كانت قضت 105 أيام في الانفرادي في سجن «إيفين» اثناء احدى زياراتها الى إيران.

ومثل إسفندياري، سعى نامازي لرفع العقوبات عن إيران، وهو سعي وضعه الى جانب اللوبي الإيراني الذي يقوده تريتا بارسي في واشنطن. وكانت محكمة أميركية دانت بارسي بتهمة الاتصال بوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، عندما كان الأخير موفداً لبلاده في الأمم المتحدة، وتقاضي أموال حكومية إيرانية، والعمل على تنسيق رحلات أعضاء من الكونغرس الى إيران. وحتى أخيراً، كان ظريف يلتقي نامازي - المقيم في دبي - عند كل زيارة كان يقوم بها الوزير الإيراني الى الامارات.

وقامت استخبارات الحرس الثوري بمصادرة كمبيوتر نامازي، وانتزعت منه كلمات السرّ الخاصة به، ودخلت بريده الالكتروني، وارسلت ايميلات الى معارفه في واشنطن، منهم عاملون في وزارة الخارجية الأميركية، وحاولت تهكير حسابات هؤلاء «في هجوم إلكتروني استفزازي على شكل واسع».

اما زكّا، وهو لبناني يقيم في أميركا وليس مواطناً أميركياً، فليس في مصاف رازيان ونامازي، على الرغم من انه أكبر الساعين الى الحصول على عقود في إيران وتسويق إيران كنقطة استثمار للأموال الأجنبية.

وبينما يرى الجمهوريون ان الاستفزازات الإيرانية تتطلّب قيام أوباما بوقف إيران عند حدها، بفرضه عقوبات جديدة غير نووية، يبدو ان أوباما واللوبي الإيراني يعتقدان ان الاعتقالات بحق معتدلين إيرانيين ساعين الى التوفيق بين أميركا وإيران هي جزء من مواجهة بين المتطرفين والمعتدلين.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008