واشنطن - من حسين عبد الحسين
ما هو طراز صواريخ «سكود» التي مررتها سورية الى «حزب الله»، والتي ادت في الايام القليلة الماضية الى اندلاع ازمة في الكواليس تشبه ازمة نشر صواريخ سورية في البقاع اللبناني في مطلع الثمانينات؟
هذا هو السؤال الذي تعرف واشنطن الاجابة عنه وتتكتم عليه، وهذا ما ينذر باندلاع حرب شاملة بين اسرائيل و«حزب الله»، في اي لحظة، فيما تعمل الديبلوماسية الاميركية في الخفاء على ايجاد مخارج وحلول للازمة، التي يبدو انها تزداد تعقيدا مع مرور الساعات.
المتوافر من المعلومات في العاصمة الاميركية اشار الى ان الاستخبارات الاسرائيلية، واجهزة غربية، رصدت، الصيف الماضي، تدريب سورية لمقاتلين من «حزب الله» على استخدام عدد من الصواريخ الموجودة في الترسانة السورية، وهي تتضمن صواريخ ارض جو مضادة للطائرات، وصواريخ «سكود» متوسطة وبعيدة المدى تطول معظم ارجاء اسرائيل.
وابلغت المصادر الاميركية «الراي»، مطلع هذا العام، ان اسرائيل وجهت الى سورية تحذيرات غير مباشرة، عبر الاتراك والقطريين، مفادها انها «ستقصف اهدافا لبنانية وسورية، في حال عبرت الصواريخ الحدود بين لبنان وسورية، ووجدت طريقها الى ايدي مقاتلي حزب الله».
وسادت اجواء في واشنطن، منذ ذلك الحين، ان سورية امتثلت الى التحذيرات الاسرائيلية، ولم تسمح بتمرير الصورايخ الى «حزب الله» حتى فترة قريبة، ما اثار حفيظة تل ابيب، التي ابلغت واشنطن انها «ستتحرك في حال لم تجد الولايات المتحدة حلولا لما تعتبره الدولة العبرية مساسا بامنها».
واستدعت وزارة الخارجية الاميركية السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى، وطلبت منه ان «يبلغ حكومته مدى خطورة الوضع، في حال عبرت الصواريخ الحدود، ورغبة اميركا والاطراف الاخرى في التوصل الى حل سلمي للازمة وتفادي امكان اندلاع الحرب».
هنا تتضارب المعلومات في واشنطن بين من يؤكد ان الصواريخ عبرت الحدود الى داخل لبنان، وبين من يعتبر عكس ذلك.
وطارالسناتور الديموقراطي جون كيري، وهو من اشد المتحمسين للانفتاح على سورية والتوصل الى اتقاقية سلام سورية اسرائيلية، الى دمشق واثار الموضوع مع الرئيس السوري بشار الاسد. اوساط كيري تتكتم عن الافصاح عن اجابة الاسد، مع ان اوساط مطلعة قالت ان الاسد «نفى التقارير».
الا ان نفي الرئيس السوري لم يبد مقنعا لدى الاميركيين، وتكوّن اقتناع، شبه كلي، في العاصمة الاميركية، مفاده ان دمشق قامت فعلا بتزويد «حزب الله» بالصواريخ، وان ذلك قد يدفع المنطقة الى حافة الحرب، خصوصا في حال قررت اسرائيل تنفيذ وعودها بقصف اهداف لبنانية وسورية.
وحتى كتابة هذه السطور، ما زالت التقارير متضاربة حول طراز صواريخ «السكود» التي دخلت الى لبنان، ومازالت الازمة تزداد تعقيدا من دون حلول منظورة في الافق.
|
هناك تعليقان (2):
سكود ما تسمعني صوتك
سكود ولا كلمة
إرسال تعليق