واشنطن – الراي
اعتبر تقرير صادر عن «مكتب المفتش العام» في وزارة الخارجية الاميركية، ان موظفي فضائية «الحرة» و«راديو سوا»، يخشون امكانية انتقام مسؤوليهم منهم، في حال عبروا عن آرائهم حول اداء المحطة. كذلك اتهم التقرير المسؤولين عن الفضائية والراديو، اللذين يمولهما الكونغرس، بتوظيف اقاربهم.
التقرير، الذي صدر الاسبوع الماضي في 78 صفحة، وصف مدير اخبار المحطة اللبناني دانيال ناصيف، بانه «مدير محبوب، ولكنه متقلب الآراء باستمرار، ويفضل ألا يعطي اجابات، او ان يعطي اجابات غامضة، بدلا من ان تكون حاسمة، لأسئلة تتعلق بالعمل».
ناصيف، وهو من مؤيدي النائب اللبناني ميشال عون، حسب تقارير اميركية سابقة، متزوج من احدى مذيعات الاخبار في «الحرة»، التي يشرف على عملها، وهو ما لفت نظر «مكتب المفتش العام» الذي اورد ان في المحطة «14 زوجا»، من تابعيات عربية مختلفة، يعملون في التلفزيون المذكور.
وشكك التقرير في مؤهلات بعض العاملين في «الحرة»، وقال ان «الصحافيين العاملين ممن لديهم خبرة على الارض، وخبرة كافية في الادارة، وممن يفهمون رسالة (الفضائية)، ويتحدثون الانكليزية والعربية في الوقت نفسه، عددهم محدود».
التقرير قلل من اهمية الارقام التي غالبا ما يتباهى بها القيمون على «الحرة» و«راديو سوا»، ورأى ان هذه الارقام لا تشير الى «مدى تأثير» هاتين الوسيلتين الاعلاميتين على الجمهور العربي، اذ غالبا ما يكرر مسؤوليون في «الحرة» و«سوا»، ان الوسيلتين تصلان الى ما مجموعه 35 مليون مشاهد ومستمع عربي اسبوعيا.
وطالب التقرير، «مجلس أمناء البث»، الهيئة التي يعينها الكونغرس للاشراف على اداء الفضائية والراديو، بـ «تحديد سلطة» ناصيف، و«تطبيق آلية للتأكد من انه يمارس سلطته بحزم وشفافية». كما طالب بـ «توضيح، ثم نشر سياسة الفضائية حول المحاباة في توظيف الاقارب».
وختم بالمطالبة بفرض جلسات تدريب الزامية للعاملين في المحطة والراديو في مجالي «حل النزاعات، والتوعية حول التنوع».
وفي اول ردود الفعل الاميركية على التقرير، اعتبر موقع «بروبابليكا»، الذي حاز الاسبوع الماضي على «جائزة بوليتزر» العريقة عن افضل التحقيقات الصحافية في الولايات المتحدة، ان تقرير «مكتب المفتش العام» يأتي من «ضمن تتابع التقارير السلبية عن محطة الحرة الفضائية وراديو سوا».
ولفت الى ان تقرير «مكتب المفتش العام» لم يتفحص المادة التي تبثها «الحرة»، والى انه تغاضى عن شكاوى تقدم بها عضو الكونغرس الجمهوري عن ولاية آيوا تشارلز غراسلي عن مخالفات مالية داخل المحطة. وجدد الموقع اتهامه لناصيف بافتقاره للخبرة الاعلامية، اذ لم يسبق له ان عمل في اي وسيلة اعلامية قبل ان يصبح مديرا لـ «راديو سوا»، ومن ثم تعيينه مديرا لـ «الحرة». وكان الموقع اتهم في الماضي، رئيس المحطة الاميركي برايان كونيف بافتقاره الى الخبرة الاعلامية كذلك. ويعزو الموقع «قلة مؤهلات» القيمين على الفضائية والراديو الى ضعف اداء الوسيلتين وانعدام تأثيرهما في الرأي العام العربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق