واشنطن - من حسين عبد الحسين
يقارب الخبراء الاميركيون ما يشبه الاجماع، بان الدفعة الجديدة من العقوبات المتوقع فرضها على ايران، في مجلس الامن، في وقت لاحق من هذا الشهر، لن تجدي نفعا، ولن تثني طهران عن الاستمرار بتخصيب اليورانيوم، او عن التوصل الى انتاج قنبلة ذرية.
وايدت الباحثة في معهد «اميريكان انتبرايز» اليميني دانيال بلتكا اقوال زميلها من «مركز العلاقات الخارجية»، الايراني - الاميركي راي تقية، في القول انه «في هذه المرحلة، لم تعد العقوبات تجدي نفعا». واعلنت أن: «الرئيس السابق جورج بوش فتح باب الحوار مع ايران، ومنذ ذلك الحين وحتى الان، لم يتوصل المجتمع الدولي الى نتائج في الحوار مع طهران».
واضافت اثناء جلسة حوار عقدها «معهد السياسة الخارجية»، اول من امس: «ليس لدينا خطط بديلة... والآن نتصرف بسعادة عند سماعنا تفاصيل، مثل ان الصين وافقت على الحوار معنا عن موضوع ايران النووي».
وحذرت من القوة الايرانية المتعاظمة في الشرق الاوسط، بالقول انه في حال اندلاع مواجهة عسكرية، فان «لدى الايرانيين امكانية تغيير الديناميكية الاقليمية بطريقة لا يمكننا حتى ان نبدأ بتصورها».
اما تقية، فاعتبر ان النظام الايراني لا يتمتع الا بتأييد ضيق في الداخل، لكنه «مرتاح بهذا التأييد الضيق، ولا يأبه في ارسال خيرة الايرانيين المستائين من تصرفاته الى الهجرة حول العالم». وقال: «منذ 12 يونيو (تاريخ انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد لولاية ثانية)، ارتكب النظام الايراني سلسلة من الاخطاء، كان من الممكن ان يتفادها، ولكن التفكير السائد لديه، ان اي تنازل من قبله للمعارضة سوف يشكل بداية انهيار النظام باكمله... بذلك لم يقدم النظام على اي شيء منطقي منذ 12 يونيو».
اما «الحركة الخضراء»، حسب الباحث الايراني الاميركي، فهي «متواضعة في مطالبها، حتى (الرئيس السابق هاشمي) رفسنجاني، قدم ثلاثة او اربعة خيارات للحلول، لكن النظام اصر على رفضها جميعها».
وكما رفض نظام طهران الحلول التي تقدمت بها المعارضة، يرى تقية انه رفض الحلول الدولية في شأن ملفه النووي، وهو لا يأبه كثيرا للعقوبات. وقال: «هذا نظام يقبع تحت العقوبات منذ 30 عاما... الامم المتحدة فرضت عليه اربع مجموعات من العقوبات حتى الان، فضلا عن عدد كبير من التوبيخات من وكالة الطاقة الذرية».
تقية اعتبر ان الطريقة الوحيدة لاجبار طهران على التعاون في ملفها النووي، هو في فرض عقوبات شبيهة بتلك التي تم فرضها على عراق صدام حسين في التسعينات. وقال: «لو تم التلويح بعقوبات جدية كهذه، لرأينا النظام الايراني يهرع الى وقف برنامجه النووي والحضور الى طاولة المفاوضات، لكني لا ارى نظاما دوليا متماسكا حاليا او متجها صوب هذا النوع من العقوبات». وتساءل «هل يقبل الصينيون بسحب 3 ونصف مليون برميل نفط ايراني من سوق النفط الدولية»؟
تقية قال انه «لو سمح النظام الايراني بانتخاب زعيم المعارضة مير حسين موسوي رئيسا، لاختلف التعاطي العالمي مع ايران، ولكان فرض العقوبات اصعب، اذ كانت الاصوات العالمية ستتعالى من اجل تقديم كل ما هو ممكن لتقوية وضع موسوي في وجه النظام».
وختم بان نسبة التصويت، اثناء انتخابات الرئاسة في يونيو الماضي، بلغت 85 في المئة، ولو فاز موسوي وتسلم الحكم، لكان شكل ذلك «اول انتقال سلمي للسلطة في المنطقة».
بدوره، تحدث الباحث في «مركز العلاقات الخارجية» ومسؤول الشرق الاوسط السابق في «مجلس الامن القومي» اليوت ابرامز، وقال ان المفارقة تكمن في ان موازنة ايران الدفاعية لا تصل الى 10 بلايين دولار سنويا، ومع ذلك نرى طهران تفرض مشيئتها في المنطقة، فيما تقف اميركا، وموازنتها الدفاعية البالغة تريليون دولار، عاجزة عن وقف ايران.
واضاف: «على مدى عقود مضت، قامت ايران وما زالت تقوم بقتل اميركيين فيما المؤسسة العسكرية الاميركية تصر على ان تبتعد عن المواجهة مع ايران... كان من المفروض ان تستخدم الولايات المتحدة قوتها العسكرية لجعل ايران وسورية تدفعان الثمن في مقابل دعمهما لقتل اميركيين، وعندما لم نفعل ذلك، لم يعد امام هذه الدول من رادع في الاعتداء علينا، بالرغم من التباين الكبير في القوة العسكرية».
ابرامز انتقد ما اعتبره ضعفا اميركيا في مواجهة ايران ديبلوماسيا، اذ «يأتي موعد نهائي مفروض على ايران ثم ينقضي، وواشنطن لا تفعل شيئا في مواجهة طهران... وهناك ضعف في مواجهة ايران في المحافل الدولية».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق