| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
رجحت مصادر أميركية مطلعة لـ «الراي» أن قوات الرئيس السوري بشار الاسد استخدمت فعلا سلاحا كيماويا في هجوم لها على مواقع للثوار في حلب، اول من امس، في تطور مفاجئ وخارج السياق السياسي لمتابعي الازمة في سورية، استدعى عقد عدد من كبار المسؤولين الاميركيين اجتماعات طارئة للتباحث في كيفية التعامل مع الوضع المستجد.
وتزامن ذلك مع موقف أميركي لافت آخر، اذ أعلن القائد الأعلى للقوات الأميركية في أوروبا الاميرال جيمس ستافريدس ان بعض دول الحلف تنوي بشكل فردي القيام بعمل عسكري للقضاء على الدفاعات الجوية السورية، لكن اي تحرك للحلف بمجمله سيتبع «ما حصل في ليبيا».
وتضمنت الاجتماعات الاميركية لقاءات مغلقة بين مسؤولين كبار في وكالات الاستخبارات، من جهة، ومسؤولين في الحكومة واعضاء في لجان الاستخبارات في الكونغرس بمجلسيه الشيوخ والنواب، اطلع فيها مسؤولو الاستخبارات زملاءهم في الحكومة واعضاء الكونغرس على المعلومات المتوافرة لديهم في هذا الخصوص.
وقالت مصادر اميركية متابعة ان ابرز دلائل وقوع الهجوم الكيماوي جاءت من النظام نفسه، الذي كان سباقا في تأكيد حدوثه على لسان مسؤوليه وعبر وسائل اعلامه، بغض النظر عن هوية مستخدمي السلاح، التي يزعم نظام الاسد انها مجموعات تابعة للثوار، في حين ان الولايات المتحدة تحتاج اسبوعا لتأكيد وقوع هجوم كيماوي.
تلت تصريحات مسؤولي الاسد تصريحات روسية تعتقد المصادر الاميركية انها استباق لاي ادانة دولية ممكنة، او تحرك عسكري دولي ضد النظام، على اثر الهجوم الكيماوي الذي وقع في منطقة خان العسل في مدينة حلب.
وقالت المصادر الاميركية لـ «الراي» ان الروس «يعرفون انه لا مقدرة لدى قوة غير نظامية كثوار سورية في استخدام اسلحة كيماوية»، وان «استخدام هذه الاسلحة يحتاج الى خبرات غير متوفرة عادة خارج الجيوش النظامية».
ومساء اول من امس، اطل رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس النائب الجمهوري عن ولاية ميشيغان مايك روجرز على شبكة «سي ان ان» ليقول ان «هناك امكانية عالية للاعتقاد انه تم استخدام اسلحة كيماوية». وقال روجرز: «نحتاج الى التحقق نهائيا، ولكن بالنظر لما نعرفه على مدى العام والنصف الماضية، من الممكن ان استنتج ان (الاسلحة الكيماوية) هي في وضعية جاهزة للاستخدام، او تم في الواقع استخدامها».
بدورها، قالت رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ دايات فاينستين انه «على البيت الابيض القيام ببعض القرارات في هذه الناحية»، مضيفة ان نظام الاسد «اصابه اليأس. ونحن نعرف اين هي الاسلحة الكيماوية، وليس سرا انها هناك، واعتقد ان الامكانية عالية اننا ذاهبون في اتجاه اوقات مظلمة جدا».
وقال السفير الاميركي لدى دمشق روبرت فورد انه لا يوجد دليل حتى الآن يدعم التقارير عن استخدام اسلحة كيماوية، مضيفا في شهادة امام مجلس النواب: «لكنني اريد تأكيد اننا ندرس تلك التقارير بعناية بالغة». واوضح انه ستكون هناك عواقب على الحكومة السورية اذا ثبت استخدامها اسلحة كيماوية لكنه لم يوضح تلك العواقب.
ومازالت دوائر الاستخبارات الاميركية تعمل، بمفردها وبالتنسيق مع نظيرتها الاوروبية والشرق اوسطية، على تأكيد واقعة استخدام الكيماوي، في وقت كان الرئيس باراك اوباما على متن طائرته الرئاسية متجها الى اسرائيل في زيارة رسمية.
وكان لافتا ان اوباما اخذ معه، على متن طائرته، عضو الكونغرس الديموقراطي عضو لجنة الشؤون الخارجية اليوت انغل، الذي يعتبر من ابرز الداعمين للمعارضة السورية والمؤيدين للتدخل الاميركي للاطاحة بالاسد ونظامه. كذلك يعتبر انغل من عرابي قانون «محاسبة سورية وسيادة لبنان» الصادر في العام 2003.
وتأتي كل التطورات والانقلاب في المزاج الاميركي لمصلحة التدخل في سورية في وقت دعا رئيس لجنة الشؤون المسلحة في مجلس الشيوخ كارل ليفين الى قيام اميركا بفرض حظر جوي على قوات الاسد. ليفين، الذي كان اعلن نيته عدم الترشح الى ولاية جديدة في العام 2016، قال: «اعتقد انه حان الوقت لنقوم بمجهود عسكري يتضمن تدمير الدفاعات الجوية السورية.
اما الرجل الثاني من الجمهوريين في مجلس الشيوخ لندسي غراهام، فذهب ابعد من زميله ليفين بالقول، في مقابلة اجرتها معه مجلة «فورين بوليسي» انه يدعم التدخل الاميركي في سورية، حتى لو كان ذلك يعني «جزمات عسكرية اميركية على الارض السورية».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق