| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
يقول مطلق عبارة «محور الشر» الشهيرة التي خصصها لايران والعراق وكوريا الشمالية، انه على مدى السنوات العشر الماضية، لم يمر يوم من دون ان تكون حرب العراق حاضرة في باله.
دايفيد فروم، كاتب خطابات الرئيس السابق جورج بوش، كشف انه لم تكن هناك نقاشات سبقت الحرب الاميركية في العراق، وان كبار مسؤولي الادارة قرروا الحرب في ما بينهم.
ويقول فروم ان بعض الناس يسألونه احيانا ان كان يعاني من حالات ندم حول قرار الحرب، فيجيب: «كان بامكاني ان اشعل النار في نفسي واقف في حديقة البيت الابيض الجنوبية اعتراضا على الحرب، ومع ذلك كانت حصلت من دوني».
ويضيف فروم، في مقالة مطولة وشيقة في «ذا دايلي بيست»، انه كان من بين الاقل اعجابا بالسياسي العراقي المقيم في واشنطن حينذاك احمد الجلبي. لكن لم يكن مهما ما اعتقده، فنائب الرئيس السابق ديك تشيني كان معجبا جدا بالجلبي، وفي صيف العام 2002، انضم الاخير الى الخلوة السنوية التي يعقدها في ولاية كولورادو مركز ابحاث «اميركان انتبرايز انستيتيوت».
ويقول فروم انه في ذلك المؤتمر، امضى الجلبي وتشيني ساعات طويلة «يتأملان فكرة عراق موال للغرب، وعودته كمصدر نفطي كبير الى السوق يمكن له ان يكون بديلا عن اعتماد اميركا على السعودية، التي كانت تبدو غير ثابتة».
ويروي فروم واقعة حدثت له اثناء زيارته لندن، ويقول انه صدف انه كان هناك تظاهرة كبيرة ضد الحرب، والتفت اليه احد المشاركين وتعرف اليه بسبب ظهوره في التلفزيون في اليوم السابق، وعندما تجمهر حوله المتظاهرون، توصل معهم الى اتفاق انه مستعد للاجابة عن اسئلتهم على مدى نصف ساعة مقابل ان يدعوه يرحل بعد ذلك.
ويوضح فروم: «معظمهم لم يكن يحب صدام، بالضبط كما كان جورج بوش و(رئيس حكومة بريطانيا السابق) توني بلير لا يحبان صدام، ولكن المتظاهرين كانوا يشعرون انه تم التحايل عليهم في اقرار الحرب، وهو الجزء من احداث العقد الماضي الذي اندم عليه كثيرا».
من جهته، كتب دويل ماكمانوس، المعلق في صحيفة «لوس انجلس تايمز»، ان الولايات المتحدة «تعلمت اكثر من اللازم من حرب العراق»، مشيرا الى تردد الادارة «حتى في ارسال مساعدة عسكرية غير مباشرة الى الثوار في سورية» اليوم، بهدف البقاء بعيدا عن احداث ومجريات منطقة الشرق الاوسط.
لكن ماكمانوس اعتبر ان «لا درس يدوم الى الابد»، وان الولايات المتحدة استغرقتها 15 عاما فقط بعد انتهاء حرب فيتنام حتى تشارك مجددا، وعلى نطاق واسع جدا، في حرب الخليج الاولى في العام 1991.
واضاف ماكمانوس: «في المدى القصير، على الاقل، من غير المرجح ان نتورط في حرب على الارض، ان كان في ايران او في اي دولة اخرى». وتساءل: «لكن هل يدوم هذا الدرس الى 15 او 20 سنة اخرى؟»، ليجيب انه «اذا كان التاريخ اي دليل، فالارجح لا».
اما بوبي غوش، مراسل مجلة «التايم» الذي امضى خمس سنوات في بغداد بين الاعوام 2003 و2007، فكتب معلقا ان العراقيين على الارجح مازالوا يؤيدون الحرب الاميركية التي اطاحت بالديكتاتور الذي كان يحكمهم، على رغم تحفظاتهم حول الخطوات الاميركية التي تلت انهيار الحكم.
وقال غوش انه للاسف لا يوجد حتى الان اي احصاءات للرأي العام في العراق، لا للشؤون السياسية ولا التجارية.
الا ان الكاتب الاميركي حاول اجراء مقارنة بين العراق ودول الربيع العربي، ليخلص الى انه لو انتفض العراقيون على صدام، لما كان مصيرهم سيكون كتونس ومصر، بل مثل ليبيا وسورية، ما يعني انه لو لم تتدخل اميركا للاطاحة بصدام، ولو ثار العراقيون ضده في خضم الربيع العربي، لكانت ثورتهم تحولت الى «ثورة دموية طويلة تتحول الى حرب اهلية»، كما في سورية.
ويضيف غوش انه كان لدى العراقيين نسختهم من الربيع العربي في العام 1991، اثناء انتفاضة الشيعة في الجنوب والكرد في الشمال، ووقتذاك «فاز النظام عليهم بسهولة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق