| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
توقعت مصادر غربية ان يلمح تقرير فريق تحقيق الامم المتحدة حول الهجوم الكيماوي في ضواحي دمشق، في 21 اغسطس الماضي، الى مسؤولية قوات بشار الأسد عن الهجوم الذي راح ضحيته اكثر من 1400 سوري. وتناقلت الاوساط الاميركية خبرا مفاده ان الفريق سيسلم تقريره الى الامين العام بان كي مون، يوم الاثنين، وان الاخير سيقدم التقرير الى مجلس الامن، مجتمعا، في اليوم نفسه.
ونقلت مجلة «فورين بوليسي» عن مصادر ديبلوماسية قولها ان التقرير المنتظر لن يتهم النظام السوري مباشرة، ولكنه «سيقدم دلائل ظرفية قوية مبنية على فحوصات اجراها الفريق للعبوات الفارغة للصواريخ التي استخدمت في الهجوم، والذخيرة، فضلا عن نتائج فحوصات مخبرية لعينات من التراب والدم والبول».
وقالت المجلة ان الدلائل ستشير بقوة الى ضلوع الحكومة السورية. ونقلت عن مسؤول رفيع قوله انه «يمكن استنتاج هوية المهاجم من نوع الدلائل المتوافرة»، وهذه حسب خبراء في العاصمة الاميركية، تتضمن اجراء مطابقات لانواع الاسلحة المستخدمة مع تلك المعروفة انها في مخزون الاسد، وكذلك لانواع الغازات.
ومن المتوقع ان يقدم الامين العام للامم المتحدة التقرير في مطالعة امام مجلس الأمن، الذي دأب اعضاؤه الدائمون، اي اميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، على اجراء لقاءات مكثفة على مدى اليومين الماضيين من اجل التوصل الى صيغة تضع المبادرة الروسية، القاضية بتخلي الاسد عن ترسانته الكيماوي، في قرار يصدر عن المجلس تحت الفصل السابع لميثاق المنظمة، والذي يجيز استخدام القوة العسكرية.
وقالت مصادر في العاصمة الاميركية ان المسؤولين الروس بدوا وكأنهم تراجعوا عن مبادرتهم، فعارضوا النص الذي اقترحه الفرنسيون، فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه لا يمكن حمل الأسد على التجاوب قبل انهاء التهديد الاميركي العسكري ضده. كذلك، اقترح الموفدون الروس، في نيويورك وفي جنيف، مبادرة مفصلة «حول وضع الاسد لاسلحته الكيماوية تحت اشراف دولي» حسب مصادر اميركية، «ولكن من دون الذهاب الى مجلس الامن».
وقالت هذه المصادر ان الاميركيين والبريطانيين والفرنسيين ابلغوا الروس ان «لا قرار من مجلس الأمن يعني لا مبادرة».
وفي حال اشار تقرير الفريق الاممي، الذي يترأسه السويدي ايك سيلستروم، الى اي ضلوع للأسد، فان من شأن ذلك ان يساهم في تغيير مواقف لدى عدد كبير من الاميركيين ممن يشككون حتى الآن في الادلة التي قدمتها ادارة الرئيس باراك أوباما، والتي تتهم النظام السوري بتنفيذ الهجوم.
في سياق متصل، اظهرت استطلاعات الرأي ان غالبية الاميركيين ابدوا تأييدهم لأوباما على اثر الخطاب الذي توجه به الى الشعب الثلاثاء. ومع ان المراقبين لا يرجحون عودة أوباما الى الكونغرس مجددا لطلب الموافقة باستخدام القوة في سورية، الا انهم يعتقدون ان الرأي العام بدأ يقترب من مواقف الرئيس، خصوصا بعد تأييده الحل الديبلوماسي. وفي حال فشل هذا الحل، وعلى ضوء تقرير الامم المتحدة، فمن المرجح ان تصبح اي ضربة عسكرية يوجهها أوباما الى قوات الأسد مقبولة لدى غالبية الاميركيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق