| واشنطن – من حسين عبدالحسين |
التزم وزير الدفاع تشك هيغل ورئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي بالسياسة الأميركية الحالية في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، والتي لا تعكس التطور في رؤية الرئيس باراك أوباما القاضية بضرورة خروج الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم، وبقاء نظامه ومؤسسات الدولة، كشرط لنجاح الحملة العسكرية العالمية ضد التنظيم المذكور.
وفي جلسة استماع امام «لجنة القوات المسلحة» في مجلس نواب الكونغرس، أمس، تحدث هيغل عن التقدم الحاصل في المواجهة العسكرية منذ جلسة الاستماع الأخيرة في سبتمبر الماضي، وقال ان المواجهة مازالت في بداياتها، وانها ستحتاج الى فترة طويلة والى مجهود على أصعدة متعددة تضم، الى الشق العسكري، قطع تمويل داعش وبث رسالة إعلامية مضادة لرسالته.
اما شهادة ديمبسي، فجاءت مقتضبة جدا، الا انها عكست التطور في الرؤية الأميركية الحاصل في الأيام الأخيرة، اذ شدد الجنرال الأميركي ان الحرب ضد داعش «ليست سياسة العراق وحده»، بل تتضمن كذلك ضرورة التعامل مع خطر داعش في سورية والتخلص منه. واكد ان قادة «داعش» الحاليين هم أولئك الذين كانوا مسجونين في الولايات المتحدة.
وطالب المسؤولان الكونغرس برصد اعتمادات مالية جديدة لمواجهة الحرب المستجدة، ودعيا الى وقف التخفيضات المقررة منذ عامين لموازنة وزارة الدفاع (البنتاغون).
وتابع الوزير الأميركي: «لن نهزم داعش بالعسكر وحده، وخطتنا لمواجهته تتضمن قطع الامدادات المالية عنه والتصدي لرسالته». وقال ان «في العراق، مازال المطلوب الكثير للإصلاح السياسي»، فالعراق «انفتح على الجيران وعين وزير دفاع سني بعد أربع سنوات من الفراغ». كما أعلنت الحكومة العراقية عن نيتها انشاء «وحدات دفاع وطني، خصوصاً في الانبار».
وقال هيغل ان رئيس حكومة العراق حيدر العبادي «أعلن (اول من) أمس استبدال 36 من كبار ضباطه وإدخال قادة سنة، وهذا أساسي لا فقط لتقوية قوات الأمن بل لتقوية الحكومة المركزية». وتابع: «شكرا لديبلوماسيينا الذين نجحوا في حشد دولي كبير، فنحن لا نقوم بهذا المجهود وحدنا، بل بمؤازرة تحالف دولي، ومنذ آخر جلسة هنا، انضمت الينا 16 دولة، منها الامارات والأردن والبحرين والسعودية وقطر... وهناك 12 دولة تقوم بتنفيذ ضربات جوية». وقال هيغل ان الدول الحليفة تعهدت «بتقديم مئات المدربين العسكريين لتدريب القوات العراقية»، وان «الشركاء يمولون مجهودهم العسكري» هذا بأنفسهم.
في سورية، قال هيغل انه «على المدى الطويل، هدفنا تدريب المعارضة المعتدلة، ما يتطلب 8 الى 12 شهرا، ونعرف ان المعارضة تواجه تحديات متعددة على الأرض». وقال ان قوات المعارضة السورية «سيتم تدريبها كوحدات وليس كأفراد... استراتيجيتنا في سورية تحتاج الى وقت وصبر ولا نستطيع تحقيق كل اهدافنا دفعة واحدة، وموقفنا يبقى ان الأسد خسر شرعيته، لكن لا حل عسكرياً في سورية، وما نحتاج اليه هو تدريب القوات السورية للدفاع عن مناطقهم اولا، ثم الهجوم ضد داعش، ثم قلب الموازين في سورية».
بدوره، قال ديمبسي ان الاستراتيجية الأميركي مبنية على تقوية حلفائنا في الحكومة العراقية وبين السنة المتواجدين في غرب العراق وفي شرق سورية. وقال «ليست سياسة العراق وحده، بل عليها ان تشمل سورية، حتى ننجح في عرقلة عملهم في سورية، نحتاج الى حلفاء هناك».
وأضاف ديمبسي: «في الحوار مع الحلفاء، هناك اجماع حول الرؤية المشتركة والاهداف، وهناك رغبة في العمل عن كثب، والتقدم لن يكون متشابهاً في كل الأوقات، لكن الوقت لمصلحتنا».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق