| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
على مدى الاسبوع الماضي، عانى المرشح الجمهوري للرئاسة رجل الاعمال دونالد ترامب سلسلة من الخيبات، فقد افتتح الاسبوع بطرد مدير حملته الانتخابية كوري لاوندسكي، قبل ان يذيع الاعلام بيانات جمع التبرعات المالية للمرشحين، والتي أظهرت ان المرشحة الديموقراطية وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون جمعت 42 مليون دولار، مقابل 1.2 مليون دولار فقط لترامب، وهو ما دفعه إلى القول إن حملته تتمتع بكمية «غير محدودة» من المال الذي سيقدمه من حسابه الخاص.
ووسط المتاعب التي يغرق فيها المرشح الرئاسي المعادي للمسلمين، وجّهت كلينتون ضربات موجعة إليه في خطاب خصّصته للشؤون الاقتصادية، حيث سخرت من منافسها الذي يتباهى بإطلاق لقب «ملك الاستدانة» على نفسه، متسائلة إن كانت أميركا بحاجة الى رجل اعمال ابرز انجازاته التسبّب بإفلاس عدد كبير من الكازينوات التي كان يملكها. كما شكّكت بحجم ثروته بسبب إحجامه عن كشف بياناته الضريبية، وفق عادة المرشحين إلى الرئاسة، في الانتخابات المقررة في 8 نوفمبر.
بدوره، لجأ ترامب الى سلاحه الأقوى للرد على كلينتون، التي يطلق عليها اسم «الشريرة»، وذلك عبر تغريداته، وسخر من إمكاناتها على «الحكم على الامور»، لكنه أخطأ في تهجئة كلمة «حكم» (جدجمنت في الانكليزية)، فتحولت تغريدته الى دعابة تداولها الاعلام الاميركي.
ويغرق ترامب في متاعبه الانتخابية، في وقت يبدو أن سلفه المرشح الجمهوري السابق ميت رومني، ينشط بشكل كبير بين كبار مموّلي الجمهوريين لحضّهم على الامتناع عن التبرع لحملة ترامب. في الوقت نفسه، ينشط عدد من اعضاء الكونغرس في محاولة جمع اصوات الموفدين الى المؤتمر الحزبي العام، المقرر الشهر المقبل، ممن فاز بهم منافسو ترامب الجمهوريون وهم عضوا مجلس الشيوخ تيد كروز وماركو روبيو ومحافظ ولاية اوهايو جون كايسك، بهدف توحيد هؤلاء خلف مرشح بديل عن ترامب.
وفي وقت اعتقدت غالبية المراقبين ان ترامب سيستغل المجزرة التي ارتكبها الاميركي من اصل افغاني عمر متين في ملهى ليلي في ولاية فلوريدا، لرفع شعبيته، أظهرت أحدث استطلاعات الرأي ان ترامب مازال غارقاً في مواجهة كلينتون.
وزاد في أزمة ترامب إطلالته عبر قناة «فوكس» اليمينية، حيث قال عبرها انه يعتقد ان الرئيس باراك أوباما قد يكون متورطا في عملية إطلاق النار في اورلاندو، وهو تصريح دفع غالبية الاميركيين الساحقة، من الحزبين، الى الرد على المرشح الجمهوري وادانته، فالجمهوريون اعتبروا ان الخلاف السياسي مع الرئيس الذي ينتمي إلى الحزب الديموقراطي المنافس لا يسمح بتوجيه اصابع الاتهام عشوائياً إلى رئيس البلاد.
في هذه الاثناء، اظهرت أحدث استطلاعات الرأي تقدم كلينتون على ترامب بخمس نقاط، 47 في المئة مقابل 42 في المئة. وذكر المستفتون في استطلاع «سي إن إن - أو آر سي» أن 37 من إجمالي الناخبين المسجلين حسموا قرارهم بالتصويت لكلينتون، فيما ابدى 32 في المئة من الناخبين المسجلين ان رأيهم استقر على التصويت لترامب.
وتظهر الاستطلاعات ايضا ان ترامب يعاني بين القطاعات المحسوبة تقليدياً على الجمهوريين، مثل الذكور من البيض، حيث تظهر الارقام ان ترامب بالكاد يحوز تأييد نصفهم. كذلك، تشير الارقام الى أن ترامب يعاني شعبيا بين الإنجيليين المحافظين، قوة الدفع الاولى للحزب الجمهوري، وهو ما دفع بالمرشح الرئاسي الى تجنيد عضو الكونغرس السابقة ونجمة اليمين ميشال باكمان، كما قام بتجنيد القس اليميني المتطرف والذائع الصيت جيري فالاويل، على أمل ان يساهم الاثنان في تحسين وضعه في اوساط اليمين المحافظ ورفع شعبيته المتدنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق