الاثنين، 13 مارس 2017

وزير خارجية لبنان في واشنطن للدفاع عن... طهران!

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

طهران تأمل في ايصال رسالة مفادها بأنها والأسد الحليف الأقوى لإلحاق الهزيمة بالإرهاب في المنطقةتشتبك إيران وإسرائيل في مواجهة ديبلوماسية غير مباشرة تستخدم فيها كل منهما كل ما أوتيت من قوة للتغلب على الأخرى. نقطة الاشتباك الرئيسية هي مشاركة ميليشيات موالية لايران، في طليعتها «حزب الله» اللبناني، في الحرب السورية. اسرائيل تتهم هذه الميليشيات بالارهاب، وترغب في ادراجها في خانة المجموعات الارهابية التي يشن العالم حربا ضدها في سورية والعراق وحول العالم. ايران، بدورها، تصرّ على ان القضاء على الارهاب متعذر من دون ميليشياتها في سورية والعراق، وان على العالم الاصطفاف خلف ايران في هذه الحرب ضد الارهابيين.

لهذا السبب، طار رئيس حكومة اسرائيل الى موسكو لاقناع الرئيس الروسي بضرورة التخلي عن ايران، والاكتفاء بدعم الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، مع الابقاء على القواعد الروسية في سورية والمحافظة على مصالح موسكو الاستراتيجية في المنطقة. يقول ديبلوماسيون خرجوا للتو من وزارة الخارجية الاميركية ان «رؤيتي نتنياهو وادارة الرئيس (دونالد) ترامب تتطابق حول الحرب على الارهاب، التي يجب ان تتضمن مواجهة تنظيمات القاعدة وداعش والاخوان المسلمين، وكذلك حزب الله في لبنان وسورية ومجموعات اخرى موالية لايران في العراق».

ويكرر اصدقاء اسرائيل في واشنطن، في اطلالاتهم الاعلامية وعبر مقالاتهم في الصحف الاميركية، ان سياسة الولايات المتحدة يجب ان تتمحور حول الضغط على ايران في موضوع دعمها للارهاب، على أمل ان يدفع ذلك الايرانيين الى التصعيد في ملفات اخرى، وربما محاولة اختراق بنود الاتفاقية النووية، وهو ما من شأنه نسف الاتفاقية واعادة العقوبات الدولية تلقائيا - اي حتى من دون الحاجة الى مجلس الأمن - على طهران.

لكن ايران لا يبدو انها تواجه التصعيد الاسرائيلي في ملف الارهاب بتصعيد مضاد في ملفها النووي، فرئيس وكالة الطاقة الذرية الدولية يوكيا امانو، الذي زار واشنطن الاسبوع الماضي، أبلغ وزير الخارجية ريكس تيلرسون ان طهران «اكثر من متعاونة» في تنفيذها بنود الاتفاقية النووية الموقعة معها.

واذا كانت ايران متجاوبة في الملف النووي، فكيف تنوي مواجهة الديبلوماسية الاسرائيلية الناشطة في موسكو وواشنطن. الاجابة تأتي عن طريق الديبلوماسية الايرانية، التي لا تتطلب بالضرورة جولات يقوم بها وزير خارجيتها جواد ظريف شخصيا، اذ يعتقد الديبلوماسيون الاميركيون السابقون ان «لايران وزراء خارجية موالين لها في المنطقة ممن يلعبون هذا الدور».

يأتي في هذا السياق تصريح رئيس حكومة العراق ان بلاده ستطارد الارهاب حتى في الدول المجاورة. تصريح العبادي هذا جاء بعد تقارير عن غارة جوية نفّذتها مقاتلات عراقية ضد اهداف تابعة لـ «داعش»، شرق الفرات داخل سورية، قبل اسبوعين. وتعتقد المصادر الاميركية ان الرسالة من الغارة العراقية وتصريحات العبادي مفادها ان الجبهة الوحيدة القادرة على تحقيق انتصارات ضد «داعش» و«القاعدة» هي جبهة طهران - بغداد - بيروت، والتذكير انه من دون طهران وحلفائها، لا يمكن القضاء على الارهاب، وان انتشار الميليشيات الموالية لايران، في العراق كما في سورية، ضرورة حتمية لاقتلاع الارهاب.

واستكمالا للديبلوماسية الايرانية لدعم ميليشياتها في العراق وسورية، يصل وزير خارجية لبنان جبران باسيل العاصمة الاميركية قريباً، حيث من المتوقع ان يجري لقاءات بروتوكولية قد تتضمن لقاءه مع نظيره الاميركي تيلرسون، الذي يبدو انه أكثر الشخصيات الهامشية في ادارة ترامب حتى الآن.

لكن المصادر الاميركية تشير الى محاولات حثيثة تقوم بها الديبلوماسية اللبنانية في الولايات المتحدة، بمساندة من اللوبي الايراني، من أجل تدبير لقاء لباسيل مع نائب الرئيس مايك بنس، او على الأقل مع مستشارة بنس للأمن القومي اندريا تومسون. ويسعى الايرانيون الى تدبير اللقاء عن طريق الجنرال السابق ستانلي ماك كريستال، والذي يعرفه الايرانيون من حرب افغانستان. وبنس برز حتى الآن كحجر زاوية السياسة الخارجية لترامب، وهو الذي اقترح تعيين المقربة منه نيكي هايلي موفدة أميركا الى الأمم المتحدة. ويأمل من يسعون لتدبير لقاء باسيل مع بنس او تومسون، او حتى هايلي، الى ايصال الرسالة الايرانية القائلة ان الارهاب ينحصر بـ «القاعدة» و«داعش» و«النصرة»، وان الحليف الاقوى لالحاق الهزيمة بالارهاب في منطقة الشرق الاوسط هو ايران، والميليشيات الموالية لها، والأسد.

على خط مواز، تسعى طهران لتعطيل مساعي نتنياهو لاستبعادها من دائرة المحظيين في موسكو، وهي لذلك تسعى لمضاعفة كمية مشترياتها من السلاح الروسي، الذي كان آخره تسلمها منظومة الدفاع الصاروخية «اس 300»، وهي منظومة قديمة بعض الشيء، وسبق للمقاتلات الاسرائيلية ان تدربت مرارا على تجاوزها في تدريبات اجراها الاسرائيليون في اليونان.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008