واشنطن – العالم
انضم السفير الاميركي في العراق كريستوفر هيل الى قائد القوات الاميركية الجنرال راي اوديرنو، واتهم رئيس لجنة المساءلة والعدالة احمد الجلبي ومديرها التنفيذي علي اللامي بوقوعهما تحت التأثير الايراني، معتبرا ان الجلبي عين نفسه مسؤولا في اللجنة، وانه شخص "فشل" في اثبات استقامته على مدى سنوات.
وقال هيل اثناء مؤتمر صحافي عقده في وزارة الخارجية مساء الاربعاء الماضي "انا اتفق تماما الجنرال اوديرنو في هذا... ان هذين الرجلين هما حتما تحت التأثير الايراني".
واضاف "هذان، او في هذه الحالة الجلبي، تمت تسميته من قبل مدير سلطة التحالف المؤقتة بول بريمر، في العام 2003، على رأس لجنة اجتثاث البعث، التي انتهى وجودها منذ عامين، وتم استبدالها بلجنة المساءلة والعدالة".
وقال "كل واحد (من لجنة اجتثاث البعث)، فهم ان مدته انتهت مع انتهاء صلاحية اللجنة، باستثناء السيد الجلبي، الذي تولى بنفسه منصبا في اللجنة الجديدة (المساءلة والعدالة) لم يعينه فيه احد".
الديبلوماسي الاميركي تحدث عن موضوع اجتثاث البعث، ووصفه بالموضوع "العاطفي جدا" بالنسبة لعدد كبير من العراقيين، وقال "على الاميركيين ان يدركوا انك اذا كنت عراقيا، هناك عدد قليل جدا من العراقيين ممن لا يعنيهم موضوع الاجتثاث... فالبعثيون دمروا تقريبا البلد، ودمروا عددا كبيرا من العائلات".
واضاف "هكذا يصبح مفهوما ان الناس يساورهم قلق، يدفعهم الى ضمانة ان المادة 7 من الدستور يتم تطبيقها، وان هناك تحرك ضد البعثيين".الا ان هيل حذر من امكانية تسييس عملية الاجتثاث، معتبرا انها تحتاج الى آلية واضحة. وقال "وهنا السؤال عن تصرفات السيد الجلبي، وانا لست بحاجة كي اشرح لكم او لاي احد حقيقة ان هذا الرجل فشل، على مدى السنوات، في اظهار انه شخص مستقيم".
يقول هيل "وهكذا فأنا اتفق تماما مع الجنرال اوديرنو في تعليقاته، خصوصا فيما يتعلق بهذين الشخصين، كما اتفق معه في اننا نبقى قلقين من تصرفات ايران تجاه جيرانها... على ايران ان تتمتع بعلاقات حسنة مع جارها (العراق)، ولكن عليها احترام سيادة هذا الجار".
وفي خطاب ألقاه هيل في معهد الحرب والسلام في واشنطن وتسلمت "العالم" نسخة رسمية منه عبر السفارة الاميركية في بغداد، قال السفير الاميركي "كما أتينا بالتغيير إلى العراق فقد أتى العراق بالتغيير لنا. لدينا فكر عسكري جديد، وفكر جديد في مكافحة التمرد، تطور كلاهما من تجربتنا في العراق.. أستطيع أن أقول أن مسعانا في العراق ليس له نظير من حيث المدى والدرجة التي يمكن أن نعمل بها مع القوات المسلحة. فقد طورت الولايات المتحدة إستخدامات أكثر فعالية للقوة الذكية. ويعود كل ذلك إلى هذه الحرب مباشرة.
وقال ان الولايات المتحدة هي التي اطاحت بحزب البعث ومن غير الممكن ان تعمل على إعادته "فقد ضحينا بأكثر من 4 آلاف شخص من أبناء وبنات بلدنا في هذا الكفاح ضد البعثية. وواجهنا صدام وألحقنا الهزيمة به. وتخلصنا من البعثيين في جميع أنحاء البلاد. وببساطة قد يصعب على الاميركين أن يحاولوا أن يفهموا أن بعض العراقيين يعتقدون فعلاً أننا نؤيد البعثية بطريقة أو بأخرى".
وتابع "مكانة العراق في العالم لا تتوقف علينا أو على النفط فقط، بل تعتمد على العراق نفسه وعلى جيرانه. وقد بدأت مصر وتركيا في إقامة علاقات حقيقية متعددة الجوانب مع العراق. ولكن من المثير للقلق أن الدول المجاورة، وخاصة بعض الدول العربية المجاورة للعراق، بطيئة في إحتضان العراق".
وزاد أن إيران "كشفت عن وجهها الشرير في العراق، فهي تبحث عن نقاط الضعف. وحاولت أن تحبط الأهداف الاميركية- العراقية المشتركة. وهى مسؤولة عن مساعدة جماعات الميليشيات المسلحة".
ويقول هيل "أستطيع أن أؤكد أنه ما من أحد في سفارتنا يتسم بالسذاجة عن هذا الوجود الإيراني، فنحن نعلم أن إيران تقوم ببعض الأعمال الشريرة. ونحن نعمل مع السلطات العراقية في هذا الشأن، ونحن مقتنعون أن السلطات العراقية تشاطرنا قلقنا. فهم لم يختاروا إيران جارة لهم، إنهم يتعاملون بحرص شديد، لأنهم يعرفون أنه على مدار الألف عام التالية ستظل إيران جارتهم على الأرجح".
وختم بالقول "يمكن أن نساعد العراق على الإندماج من جديد مع المجتمع الدولي. بينما إيران يمكنها أن تقدم العراق إلى كوريا الشمالية فقط ولا أكثر من ذلك".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق