في الصورة من اليمين الى اليسار: كرتزر، مالي، عسلي وماكوفسكي
واشنطن - من حسين عبد الحسين
في وقت تستعد الادارة الاميركية لرعاية المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، يبرز حضور ممتاز للديبلوماسية السورية، يليها نشاط مميز لشخصيات فلسطينية - اميركية مقربة من السلطة، فضلا عن الوجود الدائم للصوت الاسرائيلي.
اما الديبلوماسية اللبنانية، المرتبطة بالتوافق الوطني، الذي بالكاد انجب تعيينات حكومية، فتعكس الشلل المريب، فيغيب الصوت اللبناني تماما عن واشنطن، وتعقد جلسات بحضور ممثلين عن الاطراف المعنية بالعملية السلمية، باستثناء لبنان، الذي يرد ذكره في كل مطالعة ومداخلة، من دون ان يمثل احد مصالحه او وجهة نظر حكومته.
وفي اطار الاستعدادات، عقدت اول من امس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، برئاسة السناتور الديموقراطي عن ولاية ماساتشوسيتس جون كيري، جلسة استماع حضرها، الى كيري العائد من جولة في المنطقة والمؤيد الاول لنظرية احتضان سورية، صديقا سورية السفير السابق لدى اسرائيل دان كيرتزر وعضو «مجموعة الازمات الدولية» روب مالي، ورئيس «تاسك فورس اون باليستاين» والمقرب من السلطة الفلسطينية زياد عسلي، وديفيد ماكوفسكي من «معهد واشنطن لسياسات الشرق الادني».
وافتتح كيري الجلسة، بالقول ان بعد تبني «الجامعة العربية» لمحادثات غير مباشرة تقودها اميركا بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والاسرائيليين، وبعد لقاءاته مع «زعماء اسرائيليين وفلسطينيين»، توصل الى قناعة مفادها ان العملية السلمية امام فرصة حقيقية.
واضاف: «طبعا كلنا ندرك العقبات، منها نقص الثقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، والانقسامات العميقة بين الفصائل في غزة والضفة الغربية، وائتلاف حكومي اسرائيلي تشكل اصلا على اساس تراجعه عن مبادرات السلام، واحباط في المنطقة بسبب عدم احراز اي تقدم منذ خطاب الرئيس (باراك اوباما) في القاهرة، والذي علقت عليه الناس امالا جديدة».
وتابع ان من الايجابيات هو ان الفلسطينيين والاسرائيليين ما زالوا يعتقدون ان حل الدولتين هو الانسب، «فيما تشير الارقام الديموغرافية في اسرائيل ان حل الدولتين هو المخرج الوحيد للابقاء على الديموقراطية اليهودية».
ومما قاله كيري ان الاسرائيليين يشعرون بخطر ايراني يتهدد وجودهم، يرافقه «خطر اعادة تسليح حزب الله وحماس»، الا ان «لا شيء سيقوض المتطرفين الا التقدم الحقيقي نحو السلام». وختم بالتعبير عن «سروره» لسماعه ان «وزير الخارجية السوري وليد المعلم اثنى على قرار الرئيس عباس بالمشاركة في المحادثات غير المباشرة»، وهو ما كشف قلة اطلاع المسؤول الاميركي على تفاصيل الدور السوري في اجتماعات الجامعة التي انعقدت في القاهرة.
وعلمت «الراي» ان في وقت لاحق، تم شطب مديح كيري للمعلم من محضر الجلسة، «لعدم تطابقه مع الواقع».
بدوره، شكك مالي بجدوى سياسة «الانخراط مع سورية، وقال انه رغم اعادة اميركا لسفيرها الى سورية والزيارات رفيعة المستوى، الا ان اميركا ما زالت لا تجد تجاوبا سوريا».
«
على العكس»، حسب مالي، «ترى (الولايات المتحدة) اشارات تدل على توثيق العلاقات بين (سورية) وحزب الله وايران، واخيرا معارضة (سورية) للمحادثات غير المباشرة الاسرائيلية - الفلسطينية».
وقال ان بغياب سورية عن العملية السلمية، سيخسر الاسرائيليون «الاعتراف (العربي) والتطبيع»، واعتبر انه في حال مشاركة سورية، فان «حزب الله وحماس سيضطران الى تعديل مواقفهما، وحتى القيادة الايرانية ستحبر على التكيف».
اما عسلي، فاعتبر ان «للكلام قيمة»، وان «على المسؤولين والسياسيين من الطرفين الابتعاد عن تسجيل النقاط على حساب استئناف المفاوضات وانهاء الصراع».
ووصف الخطة الفلسطينية بانها تقضي ببناء «المؤسسات والبنية التحيتية والاقتصاد والاطار الاداري للدولة، رغم الاحتلال، وبنية انهاء الاحتلال». وقال: «جميع الاطراف، بمن فيها اسرائيل، تقول ان هدفها هو الوصول الى دولتين... والفلسطينيون قاموا بتحمل مسألة حكم انفسهم فيما يواصلون في الاصرار على حق تقرير مصيرهم».
آخر المتحدثين كان ماكوفسكي، الذي شكك بنجاح المفاوضات غير المباشرة ان لم تتحول الى مباشرة. وقال ان «فرص توصل الاسرائيليين والفلسطينيين الى اتفاقية شاملة على المسائل الاساسية، او ما يسمى الحل النهائي، تبدو غير ممكنة في الوقت الحالي».
وحدد الخبير الاميركي النقاط الاساسية بـ «حقوق اللاجئين، والسيادة على القدس، والامن، والحدود او الارض». وختم بالقول ان من المستبعد التوصل الى حل حول اللاجئين والقدس «في اي وقت قريب».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق