واشنطن – حسين عبد الحسين
قال الرجل الثاني في وزارة الخارجية الاميركية جايمس ستاينبرغ ان الرئيس باراك اوباما ملتزم كليا بالانسحاب من العراق، ولكن قرار الانسحاب هذا يعتمد على «الوقائع على الارض، وعلى كيفية التوفيق بين السياسة العريضة التي اعلنها الرئيس اثناء حملته الانتخابية، وبين الواقع».
واضاف ان لا احد في العاصمة الاميركية «لديه اي اوهام بان الحلول (في العراق) تأتي بسهولة»، وان الاهداف الاميركية المقبلة تتلخص بانهاء «الدور العسكري» الاميركي، واحترام الاتفاقية الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن.
وينقسم المسؤولون الاميركيون حول ضرورة الالتزام الحرفي بالتواريخ المحددة للانسحاب الاميركي من العراق، فيما يعتقد آخرون ان اي انسحاب يجب ان يأخذ بعين الاعتبار التطورات الامنية على الارض. الا ان عددا من المعلقين السياسيين لاحظوا ان لا تناقض حتى الان بين الاقتراحين، وان التحسن الامني في العراق يتناسب مع التواريخ الاميركية المحددة.
ستاينبرغ قال كذلك في معرض اجابته على سؤال لـ «العالم»، عشية بدء مراسم المصادقة على تعيين رئيس بعثة سفارة اميركا في بغداد ربورت فورد سفيرا اميركيا في سورية، ان واشنطن طلبت من دمشق التأكد من ان حدودها «مقفلة في وجه المقاتلين الذين يعبرون الى العراق».
واضاف المسؤول الاميركي، على هامش محاضرة القاها في مركز ابحاث «مجلس الاطلسي»، امس الاول، ان «استقرار الشرق الاوسط يتوقف على استقرار العراق»، فيما حذر ايران من «عواقب استمرارها في رفض العروض الديبلوماسية»، التي يقدمها لها المجتمع الدولي من اجل تخليها عن تخصيب اليورانيوم.
ومما قاله ستاينبرغ هو ان العراق يشكل احد مخلفات ادارة الرئيس السابق جورج بوش، وهو ملف تم فرضه على الادارة الحالية، التي وجدت نفسها مجبرة على التعامل معه.
واضاف ان الادارة الحالية اخذها بعض الوقت لكي تتعمق في بعض الملفات الدولية، فالرئيس باراك اوباما قال دوما انه ينوي الانسحاب من العراق، «لكن على الرغم من كل التصميم الذي يرافق السياسي قبل توليه المسؤولية، من غير الممكن ادراك الحقائق كافة الى درجة مشابهة لما تعرفه الادارة السابقة»، الى ان يتسنى للمسؤول المنتخب دخول السلطة، والحصول على حقائق اكثر دقة من المؤسسات المعنية ومسؤوليها.
ووصف ستاينبرغ الانتخابات البرلمانية بالهامة، وقال ان اجراء ثاني انتخابات برلمانية في البلاد هو امر ايجابي. وقال: «اتمنى ان نرى استمرار عملية تشكيل الحكومة، ليس من اجل سلام وبحبوحة العراق فحسب، وانما من اجل شراكة متساوية مع العراق يعتمد عليها استقرار الشرق الاوسط».
ستاينبرغ اعتبر ان البرنامج النووي الايراني هو «التحدي الاكثر خطورة» الذي يواجه الادارة الاميركية. وقال انه يأسف ان طهران تراجعت عن عرض التخصيب الذي قدمه لها المجتمع الدولي في تشرين اول (اوكتوبر) الماضي.
وحذر من «عواقب» التصلب الايراني ورفض طهران للعروض الديبلوماسية.الى ذلك قال روبرت فورد المرشح لمنصب سفير الولايات المتحدة الى سوريا الثلاثاء ان دمشق «يمكنها ويجب عليها بذل المزيد من الجهود» لمنع المقاتلين الاجانب من التسلل عبر حدودها الى العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق