واشنطن - من حسين عبد الحسين
قال وزير التجارة والاقتصاد اللبناني محمد الصفدي، ان «حزب الله لا يريد بناء دولة خاصة به في لبنان، وانما يريد الاستيلاء على البلاد بالكامل، وان الامر بيد اللبنانيين كي يرفضوا ذلك». واعتبر ان الحل الوحيد «للتقليص من وجود» الحزب، يكمن في بناء جيش وطني قوي.
واوضح في محاضرة في معهد وودرو ويلسن، اول من امس، على هامش الزيارة التي قام بها للعاصمة الاميركية، ان «الحكومة اللبنانية اكدت لبنانية مزارع شبعا، او جزء منها على الاقل، فيما سورية لم تقدم اي تأكيد حول ان كانت المزارع لبنانية ام لا».
ويكرر المسؤولون السوريون امام وسائل الاعلام اعترافهم بلبنانية مزارع شبعا، التي تحتلها اسرائيل منذ العام 1967، الا ان الحكومة السورية رفضت مرارا طلبات الامم المتحدة لتأكيد دمشق على لبنانية المزارع خطيا.
الصفدي، وهو عضو الحوار الوطني الذي يعقد جلسات متتابعة في بيروت للبحث في مصير سلاح «حزب الله»، تحدث عن علاقة الحكومة اللبنانية بالحزب، وعلل سبب هجوم مقاتليه على مناطق في بيروت والجبل، في السابع من مايو العام 2008، بالقول ان «حزب الله كان انشأ شبكة اتصالاته الخاصة تحت الارض، وهو لديه شبكة ممكن استخدامها تجاريا».
لكن «حزب الله»، حسب الصفدي، «لم يستخدمها تجاريا، بل علل خطوته بالقول ان لديه اسرائيل كعدو»، وشبكة اتصالاته «يجب الا تكون مكشوفة، ولا فوق الارض، ولا لاسلكية، بل تحت الارض... اذن يصبح النظام عسكريا فقط، لا تجاريا». واضاف: «لم تكن حكومة لبنان سعيدة بذلك، لكن نظرت الى الموضوع في النهاية كجزء من دفاع حزب الله، واستراتيجية دفاع عن لبنان».
وتابع: «بالحديث عن ذلك، لا اعتقد ان حزب الله يريد بناء دولة خاصة به... حزب الله اليوم، اما يستولي على لبنان، في شكل كامل، واما يريد البقاء مستقبلا... ويعود الينا في ان نتأكد من انه لن يستولي على لبنان، واللبنانيون سيحرصون وانا متأكد من ذلك على ان لا حزب الله، ولا اي احد آخر، سيستولي على لبنان».
ولفت الى ان وجهة نظر «حزب الله»، ان في غياب جيش قوي ودولة قوية، عليه ان يبقي على سلاحه. وتساءل: «ماذا نفعل اذن؟ نسمح للافرقاء الاخرين بالتسلح؟ ان حصل ذلك سيؤدي الى دمار البلد». وقال ان «من المهم فعلا ان نعيد بناء امكاناتنا، ونبني جيشنا، ونبني مؤسساتنا، هناك الكثير مما يجب علينا فعله، وانا لا أستطيع إلقاء اللوم على حزب الله، او على اي احد آخر، لتحسين من الظروف التي يعيشون فيها».
واعتبر ان «حزب الله» قام ببناء مدارس ومستشفيات، و«حسّن من شبكتي المجاري والمياه، في المناطق التي يتواجد فيها، كي لا استخدم عبارة يسيطر عليها». وقال: «بعض الاعمال جاءت كهبة من ايران، الى الحكومة اللبنانية... وتم العمل في مناطق مختلفة، وبعض المناطق رفضت (قبول) اي مساعدات ايرانية لاسباب سياسية».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق