الأربعاء، 17 مارس 2010

السفير الاميركي في سوريا: دمشق ترفض فيدرالية العراق وايران تسعى لفرض سيطرة طائفة واحدة على السلطة

واشنطن – حسين عبد الحسين

اكد الديبلوماسي الاميركي في السفارة الاميركية في العراق روبرت فورد ان سورية لم تغلق حتى الان حدودها مع العراق في وجه المقاتلين الاجانب. وقال ان عدد هؤلاء انخفض من معدل 100 في الشهر في العام 2007، الى عشرة حاليا. وعزا الانخفاض الى جهود القوات الاميركية والعراقية حصرا، مع انه اعتبر ان لدى دمشق القدرة على تعطيل هذه الشبكات بالكامل.

كلام فورد جاء اثناء جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، حضرتها "العالم" امس الاول، وخصصت للمصادقة على تعيينه سفيرا لبلاده في سورية، للمرة الاولى منذ ان سحبت واشنطن سفيرها في دمشق اثر عملية اغتيال رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري في 14 شباط 2005.

الديبلوماسي الاميركي اعتبر ان ايران وسورية تختلفان في الشأن العراقي، ففيما "تحاول ايران التأكد من سيطرة طائفة واحدة على المراكز العليا في الدولة العراقية، لا تشارك سورية في ذلك". واضاف فورد ان "سورية مهتمة بوحدة العراق، لا الفيدرالية (التي تؤيدها ايران)". وقال: "ايران وسورية لا تتفقان حول العراق، اما بالنسبة لنا، فنحن نريد ان يقرر العراقيون مصير ومستقبل بلدهم".

دمشق كانت اعلنت مرارا نيتها انشاء تحالف يضمها الى جانب ايران، وتركيا والعراق، وهو مطلب كرره حليف ايران السياسي احمد الجلبي في افتتاحية نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" في 6 آذار الجاري. ولكن على الرغم من هذه الرؤية المشتركة حول التحالف الايراني – السوري – التركي ومشاركة العراق فيه، اصر فورد على وجود اختلاف بين طهران ودمشق حول العراق.

بيد ان المسؤول الاميركي اتهم سورية ضمنا بدعم التفجيرات التي تقع في العراق، واعتبر ان مهمته اقناع السوريين بالاقلاع عن سياساتهم الحالية. وقال: "ليست لدي اي اوهام عن طبيعة التحدي الذي ينتظرني في حال المصادقة على تعييني سفيرا (في دمشق)... فعلى مدى اكثر من اربع سنوات لي في العراق، شاهدت بأم عيني النتائج المأساوية لتفجيرات السيارات الارهابية التي قامت بها شبكات المقاتلين الاجانب".

هذه الشبكات، حسب الديبلوماسي الاميركي، ساهمت في عبور الانتحاريين "من مطار دمشق، عبر الحدود السورية، الى داخل العراق".

وقال: "تريد الولايات المتحدة عراقا سيدا ومستقرا وآمنا، والسوريون يقولون انهم يريدون ذلك ايضا... ولكن عندما نأتي لتنفيذ خطوات عملية من اجل تحقيق هذه الاهداف المشتركة، تجد حكومتينا نفسيهما في مواقع متباعدة".واشار الى انه في الوقت الذي تبني فيه الولايات المتحدة قدرات قوات الامن العراقية، "تستضيف الحكومة السورية شبكات البعثيين السابقين والاسلاميين المتطرفين، وحتى الفضائيات التي تعمل على تقويض الدولة العراقية".

فورد لفت الى استضافة دمشق لفضائية مشعان الجبوري، وقال ان هذه تحرض على العنف ضد الاميركيين والعراقيين، وهي غالبا ما تبث "صورا لعربات همفي العسكرية وهي تتعرض لهجمات وتفجيرات".

واردف انه حان الوقت "لسورية ان تفهم ان الحكومة العراقية لن تذهب الى اي مكان".

فورد تابع ان رئيس الحكومة نوري المالكي يتهم، في مجالسه الخاصة والعامة، النظام السوري بالتورط في تفجيرات بغداد في آب 2009. هنا سأل رئيس اللجنة السناتور جون كيري فورد عن المعلومات التي بحوزة الولايات المتحدة في هذا الاطار، فاجاب: "لقد درسنا الحادثة، والمعطيات التي لدينا لم تظهر صلة مباشرة".

وعن اللاجئين العراقيين في سورية، قال فورد ان المسؤولين السوريين حددوا الرقم بمليون لاجئ، فيما ارقام الامم المتحدة تشير الى ان الرقم لا يتعدى الربع مليون. واضاف انه يعتقد ان عدد اللاجئين العراقيين المتواجدين في سورية حاليا يقارب الاربعمئة الف.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008