الأربعاء، 8 يناير 2014

غيتس يهاجم في مذكراته أسلوب حكم أوباما وأركان فريقه

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

فجّر وزير الدفاع الاميركي السابق روبرت غيتس مفاجأة سياسية من العيار الثقيل في العاصمة الاميركية باصداره كتاب مذكرات شن فيه هجوما غير مألوف على الرئيس باراك أوباما، وعلى اركان فريقه، وعلى اسلوب حكمه.
وغيتس الذي يكبر أوباما بـ 20 عاما، معروف بشخصيته الهادئة ومواقفه غير الحزبية، ما جعل أوباما يبقيه في منصبه وزيرا للدفاع بعدما عيّنه سلفه جورج بوش خلفا لدونالد رامسفيلد للاشراف على «خطة زيادة القوات» في العراق.
وكتب غيتس انه «منذ اليوم في ادارة أوباما سادت الشكوك وانعدام الثقة بين كبار مسؤولي البيت الابيض - بمن فيهم الرئيس ونائب الرئيس - تجاه كبار الضباط، فخلق ذلك لي مشكلة كبيرة، وحاولت ان ادير العلاقة بين القائد الاعلى وقادته العسكريين».
ويروي غيتس انه في احدى المرات، حاول رئيس موظفي البيت الابيض توم دونيلون ونائب الرئيس جو بيدن «تمرير اوامر» اليه، فقال لهما: «على حد علمي، ليس اي منكما في سلم القيادة، وانا اتوقع ان تأتي اوامري من الرئيس مباشرة».
ويقول غيتس انه بعد تصريحات قائد القوات الاميركية السابق في افغانستان الجنرال دايفيد بترايوس حول عدم موافقته على تحديد موعد للانسحاب سلفا قبل بدء خطة زيادة القوات هناك، افتتح أوباما اجتماع فريق امنه القومي في مارس 2011 «بانفجار»، منتقدا اعلان الجيش موقفه من الامر امام الصحافيين، مهددا بالقول: «اذا ما رأيت انه يتم التلاعب بي»، من دون ان يكمل الرئيس جملته التي كان يفهم منها ان عواقب التلاعب به ستكون وخيمة. 
وكتب غيتس «انا نفسي كنت منزعجا، وفكرت في نفسي ان اتهاماً من هذا النوع امام 30 شخصا في غرفة الاوضاع غير لائق، هذا من غير اعتبار انه غير مناسب بحق بترايوس». واضاف: «فيما جلست هناك، فكرت ان الرئيس لا يثق بقائد قواته (في افغانستان)، ولا يطيق (الرئيس الافغاني حميد) كرزي، ولا يؤمن باستراتيجيته هو نفسه، ولا يعتبرها حربه. ويضيف غيتس: «بالنسبة الى اوباما، الموضوع يتمحور حول خروجه من هناك».
ويؤكد غيتس الاعتقاد السائد لدى معظم العاملين في واشنطن والمراقبين بأنه في عهد أوباما، أطبق البيت الابيض على كل قرارات السياسة الخارجية والدفاعية وشؤون الامن القومي.
ويكتب غيتس ان الازمة داخل اروقة قرار أوباما كانت تكبر اثناء خدمته فيها، ويقول في كتابه: «لم اواجه أوباما مباشرة حول ما كنت اعتقده، كما كانت (هيلاري) كلينتون و(مدير السي آي اي السابق ليون) بانيتا، تصميم الرئيس على ان يكون البيت الابيض ممسكا باحكام بكل تفصيل من تفاصيل سياسة الامن القومي، بما في ذلك العمليات (تطبيق السياسات)». ويضيف: «البيت الابيض بعهدة أوباما هو اكثر مركزية وسيطرة على الامن القومي بما لا يقاس من اي من الادارات السابقة التي عملت معها منذ ان كان (الرئيس) ريتشارد نيكسون و(وزير خارجيته) هنري كيسينجر حاكمين (مطلع السبعينات)».
ويتابع المسؤول السابق انه اثناء النقاش الداخلي حول امكانية ذهاب اميركا الى حرب في ليبيا في 2011، اضطر غيتس الى «الردح» مطولاً، لأن موظفي البيت الابيض «كانوا يتحدثون عن الخيارات العسكرية مع الرئيس في غياب المؤسسة الدفاعية».
ويقول غيتس في كتابه ان تعليماته لوزارته كانت تقضي بعدم اعطاء العاملين في «مجلس الامن القومي» أي تفاصيل حول الخيارات العسكرية حتى لا تتحول «الخبيرة» سامنتا باور، التي كانت تعمل وقتذاك في المجلس والتي تعمل اليوم كسفيرة اميركا في الامم المتحدة، الى قائدة العمليات العسكرية في ليبيا.
ويتضمن الكتاب، الذي خصص غيتس جزأه الاول لخدمته اثناء ادارة بوش والثاني لخدمته في حكومة اوباما، بعض التفاصيل حول حياة غيتس اليومية والشخصية، والتي امضاها وحيدا في واشنطن العاصمة بسبب بقاء زوجته بيكي في واشنطن الولاية حيث يعيشان.
ويعتبر غيتس ان الحياة في مناصب القيادة ليست نزهة، وان مهامه حرمته من الحياة الاجتماعية: «كل مساء، كنت لا اطيق الانتظار حتى اصل بيتي، اقوم بواجباتي التي جئت بها معي من المكتب، اكتب رسائل تعازٍ لعائلات الذين سقطوا في الحرب، اصب لنفسي مشروبا قويا، وابتلع عشاء مجلدا او ديليفيري».
ويتابع غيتس عن روتينه اليومي القول: «كنت اصحى في الخامسة فجر كل يوم واركض مسافة ميلين في واشنطن، وامر بالنصب التذكاري للحرب العالمية الثانية وكوريا وفيتنام، ومن امام نصب لينكن التذكاري، وكل صباح كنت انظر الى تمثاله، واقول صباح الخير، واضف بحزن: كيف كنت تتدبرها (ادارة الحرب الاهلية)؟».
ويكشف غيتس انه منذ جلسة الاستماع الاولى في الكونغرس التي حصل بموجبها على موافقة لتعيينه في منصبه، وفي جلسات الاستماع الكثيرة التي شهد فيها بعد ذلك، «كنت اجلس على طاولة الشهادة وافكر بما هو مختلف تماما عما كنت اقوله».

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008