الأربعاء، 22 أبريل 2020

الديموقراطيون يحاولون سرقة الأضواء من ترامب

واشنطن - من حسين عبدالحسين

حاول الديموقراطيون سرقة الأضواء من الرئيس دونالد ترامب، فأطلّت كل من رئيسة الكونغرس نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر أمام الصحافيين للحديث عن إقرار الكونغرس نحو نصف تريليون دولار لدعم الاقتصاد الأميركي.
بدوره، حاول ترامب استغلال أزمة كورونا لفرض قوانين حظر وقيود غير مسبوقة على الهجرة الى الولايات المتحدة، وأعلن عن «توقف» منح بطاقة الإقامة الدائمة (غرين كارد) لمدة 60 يوماً، في مواجهة ارتفاع معدلات البطالة الكبير، وهي قيود تعجب مؤيدي ترامب وناخبيه، خصوصاً من اليمين الجمهوري، ولكنها تثير معارضة لدى شريحة واسعة من الأميركيين، خصوصاً لدى الديموقراطيين.
وقال خلال مؤتمره الصحافي اليومي في البيت الأبيض، إنّ «هذا التعليق سيسري لمدّة 60 يوماً» قابلة للتمديد أو للتغيير «بناء على الظروف الاقتصادية في حينه».
وأكد الرئيس الأميركي أن هذا الإجراء «سيطبق فقط على الأفراد الذي يسعون للحصول على إقامة دائمة، بعبارة أخرى الذين يريدون تصاريح إقامة دائمة (غرين كارد)». وأضاف أن «ذلك لا ينطبق على الذين يدخلون على أساس موقت».
وفي خضم أزمة كورونا التي تهزّ اقتصادات العالم، توصّلت ادارة ترامب والغالبية الديموقراطية التي تسيطر على مجلس النواب في الكونغرس لاتفاق قضى بالموافقة على انفاق 484 مليار دولار، منها 380 ملياراً مخصصة لمتابعة تمويل الشركات الصغرى والمتوسطة لمساعدتها على مواصلة تسديد رواتب موظفيها ونفقاتها كالإيجارات، وكذلك لتمديد برنامج تقديم رواتب للأميركيين أثناء التزامهم منازلهم. 
وخصص الكونغرس 75 ملياراً للمستشفيات لتغطية تكاليف كل الأميركيين المصابين بفيروس كورونا المستجد، و25 ملياراً لتمويل أكبر حملة فحوصات للكشف عن الفيروس في العالم، بما في ذلك فحوصات للكشف عن احتمال الاصابة لدى المرضى، وفحوصات «المضادات الحيوية» التي تتضمن ممن لا تظهر عليهم أعراض لمعرفة إن كانوا أصيبوا بالفيروس وتعافوا منه من دون علمهم.
وجاء الانفاق الجديد ليضاف الى تريليوني دولار كان أقرها الكونغرس الشهر الماضي وقامت الادارة بانفاق معظمها لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، ولتقديم رواتب للأميركيين في اثناء فترة الحجر الصحي المفروض على 42 ولاية والعاصمة واشنطن.
وكان ترامب قال في تغريدة، انه فور توقيعه القانون، سيستأنف الحوار مع المشرعين حول مبادرة انفاق جديدة تتضمن تعويض حكومات الولايات عن الانخفاض الكبير في عائداتها، بسبب الحجر الصحي، فضلا عن أموال سيتم رصدها لتمويل اعمال صيانة وتوسيع البنية التحتية في عموم الولايات المتحدة، بما في ذلك «الجسور، والانفاق، وشبكة الانترنت، وتحفيزات ضرائبية للمطاعم ولشركات الترفيه وفرق الرياضة، بالاضافة الى اقتطاعات ضريبية على الدخل لتحفيز النمو الاقتصادي».
وقالت بيلوسي للصحافيين: «هذا القانون الرابع المخصص لمعالجة آثار كوفيد - 19، وكان هناك بعض التأخير بسبب محاولة الجمهوريين الانفراد بالقرار، فقدموا قانونهم، وسقط اذ لم يحز على أكثر من 250 صوتاً في مجلس النواب». 
وتابعت: «قدمنا قانوننا نحن، وهو يختلف عن قانونهم في أننا لا نركز على الشركات وكبار المتمولين ممن لديهم قدرة الوصول الى خطوط ائتمان، بل على تمويل الأقليات والناس من غير القادرين على الوصول الى المال، مثل الاميركيين الاصليين، والسود، والأمهات المعيلات لعوائلهن». 
وحيت الزعيمة الديموقراطية، الأميركيين الذين يعانون من «الضيق بسبب مواصلتهم البقاء في البيوت». وقالت: «شعبنا شعب جميل، ويلتزم التعلميات لحماية حياته». 
ورداً على الاقتراحات التي تدعو إلى السماح لأعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 بالتصويت عن بعد، لحمايتهم من مخاطر السفر من ولاياتهم للتصويت داخل الكونغرس، قالت بيلوسي: «علينا أن نقرّ قانوناً يسمح بالتصويت عن بعد، واذا قمنا بذلك، سيكون تصويتاً على الشؤون المختصة بفيروس كورونا المستجد فقط، لا الأمور الاخرى».
وحول إصرار ترامب على رفع القيود المفروضة واعادة اطلاق عجلة الاقتصاد، قال شومر: «نحن نوافق على أن الشعب الأميركي ومصالحة المالية أولية لنا، ولكننا في الوقت نفسه علينا ان نستمع للخبراء والعلماء ممن يطالبون ببقاء الحجر».
وفي مؤتمره الصحافي اليومي، لفت ترامب الى ان «ثلاث ولايات أعلنت تخفيف القيود المفروضة بسبب الحجر، فالبلد يريد العودة الى العمل». 
وعلى غير عادته، أشاد بالتعاون مع المسؤولين عن ولاية ومدينة نيويورك، وهما الديموقراطيان، الحاكم اندرو كومو وعمدة المدينة بيل ديبلازيو.
كما أصرّ الرئيس الأميركي، الثلاثاء، على وجوب أن تسدّد جامعة هارفرد، الأغنى في العالم، ملايين الدولارات التي تلقتها في إطار حزمة تحفيز حكومية تهدف إلى حماية الاقتصاد من تداعيات الفيروس.
وقال: «هارفرد، عليك أنت تعيدي هذا المال» محذراً من أنه «إذا لم يفعلوا ذلك، فسنقدم على شيء آخر». 
وبعد وقت قصير من تصريحات ترامب، كتبت الجامعة التي تقع في كامبريدج في ولاية ماساتشوسيتس، أنها تلقت 8,6 مليون دولار كجزء من حزمة تبلغ 2,2 تريليون دولار تمّت الموافقة عليها الشهر الماضي لتحفيز الاقتصاد.
واعتبرت أن «الرئيس ترامب محق في أنه لم يكن مناسباً لمؤسستنا تلقي أموال مخصصة للشركات الصغيرة التي تكافح» للصمود، من دون أن تستجيب مباشرة لدعوة ترامب إلى تسديد الأموال.
وتمنى الرئيس الأميركي، من ناحية ثانية، الشفاء العاجل لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون، الذي تشير التقارير الاعلامية الى أنه قد يكون في حالة صحية صعبة. وقال: «قرأنا هذه التقارير، ولا معلومات لدينا عن صحته، كل ما يمكنني قوله هو أن أتمنى له الشفاء، وأنا أتمتع بصداقة جيدة معه».

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008