الثلاثاء، 14 أبريل 2020

ترامب يحوّل «مؤتمر كورونا» اليومي حملة دعائية لترشحه لولاية ثانية

واشنطن - من حسين عبدالحسين

نزع الرئيس دونالد ترامب قفازيه، حسب التعبير الأميركي، وانخرط في حرب مباشرة ضد خصومه الديموقراطيين ومن يحاولون انتقاد أدائه في التعامل مع أزمة انتشار وباء كورونا المستجد في البلاد، غالباً بهدف التغلب عليه في الانتخابات المقررة في 3 نوفمبر المقبل، وحرمانه من الفوز بولاية رئاسية ثانية.
وحاول ترامب تعداد إنجازاته، التي أضاف إليها اتفاق تخفيض إنتاج الطاقة الذي توصلت إليه مجموعة «أوبك بلس». وقال: «هذا الاسبوع ساهمنا في التوصل لاتفاق في (أوبك بلس) قضى بخفض الإنتاج بواقع 20 مليون برميل، وهو ما من شأنه إبقاء الانتاج الأميركي يعمل، ويحافظ على ملايين فرص العمل لملايين الأميركيين في هذا القطاع».
وكان ترامب بدأ مؤتمره الصحافي اليومي، ليل الإثنين، باستعراض بعض الأرقام المحدثة المتعلقة بانتشار «وباء كورونا»، ثم أعطى المنصة لمسؤول دائرة الأمراض المعدية والحساسية في مركز مكافحة الأوبئة الفيديرالي، الدكتور انتوني فاوتشي، الذي قفز فوراً للاشارة الى مقابلة كانت أجرتها معه شبكة «سي أن أن»، يوم الأحد، وسألته خلالها حول لو كانت الولايات المتحدة قامت بفرض حجر في وقت مبكر مما فعلت، فأجاب أنه «لو فعلت الحكومة ذلك، لكان عدد الاصابات والوفيات أقل». 
بعد المقابلة، أعاد ترامب تغريدة دعا فيها أحد الناشطين من اليمين الجمهوري الى طرد فاوتشي بسبب تصريحه، ما دفع الأميركيين لاستنتاج أن ترامب بدأ عملية التخلص من فاوتشي وتحويله كبش فداء لاداء الإدارة الفاشل. 
وفي وقت لاحق، نفى البيت الأبيض نية الرئيس طرد فاوتشي، وقال ترامب في المؤتمر الصحافي، رداً على سؤال عن إعادة بثه تغريدة طرد فاوتشي، «يعني ماذا»؟ 
أما فاوتشي، فقال إن «أسئلة الفرضيات تؤدي الى تعقيدات، سألوني عن فرضية لو كنا بدأنا بالحجر بفترة مُبكرة، كنا ساهمنا في حماية ناس أكثر، واذا تأخرنا أكثر، كان يمكن وقوع وفيات أكثر». 
وأضاف: «ولكن كما قلت، أسئلة الفرضيات يكون لها إجابات قد تعطي انطباعات وكأننا اخطأنا». 
ثم سألت فاوتشي صحافية حول ان كان ترامب هو الذي طلب منه الإدلاء بما يقوله، فأجاب: «أرجوك، كل ما أقوم به هو بمحض إرادتي. لا تذهبي الى هكذا استنتاجات».
وتابع أنه في كلّ مرة ذهب فيها الى ترامب مقدماً اليه اقتراحات، كان ترامب يتبنى اقتراحاته فوراً. «المرة الأولى والوحيدة التي ذهبنا فيها أنا والدكتورة ديبرا بيركس ودخلنا على الرئيس، واقترحنا الحجر، وقلنا إنه سيكون هناك تأثيرات سلبية ان لم نقفل، وافق الرئيس»، حسب فاوتشي، الذي أضاف: «ثم ذهبنا الى الرئيس وقلنا إن 15 يوماً لا تكفي، وأننا نحتاج الى 30 يوما، ووافق على ذلك وقمنا بالتوصية بتمديد الحجر».
ثم علّق فاوتشي على مكافحة الوباء، وقال: «يبدو انه رغم أن الأسبوع الماضي كان سيئاً، لكننا نرى ثباتاً في بعض المناطق، مثل ولاية نيويورك، وأنا تحدثت مع كتلة الأميركيين من أصل أفريقي في الكونغرس حول معاناة الأميركيين السود أكثر من الآخرين، وأوضحت لهم أن ما علينا فعله هو نقل الموارد الى حيث الناس الأكثر فقرا، وإجراء فحوصات أكثر، وتقديم استشفاء أوسع».
بعد فاوتشي، عاد ترامب الى المنصة، وفاجأ الجميع باستعراض للخطوات التي قام بها منذ بدء انتشار الأنباء عن الوباء مطلع هذا العام، وقال: «في السادس من يناير، أصدر مركز مكافحة الأوبئة تحذير السفر من وإلى ووهان (الصينية)، وفي 17 يناير، بدأ المركز بمراقبة المسافرين الوافدين من ووهان، ولم يكن بعد هناك أي حالة كورونا في الولايات المتحدة». 
وتابع: «لو تحركت، لانتقدتني (رئيسة الكونغرس) نانسي بيلوسي و(المرشح الديموقراطي للرئاسة) جو بايدن النعسان، وكانوا قالوا إني عنصري ومتعصب». وأضاف: «في 21 يناير، كان هناك حالة واحدة، كنّا نسميه فيروس ووهان. أقام مركز مكافحة الأوبئة خلية طوارئ، وكان هناك حالة واحدة». 
ثم تساءل: «كنتم تريدونني أن أغلق أكبر اقتصاد في العالم من أجل حالة واحدة»؟ 
وتابع الرئيس الأميركي: «في 31 يناير، 11 إصابة، ولم يكن توفي أحد بعد، حسب مركز مكافحة الأوبئة والأخبار، وقمت أنا بإصدار منع السفر من الصين. وقلت للصين ممنوع قدوم أحد. لم يعجبني ذلك، ولكني، أصدرت منع سفر، وهاجمتني الصحافة». 
وأوضح أن إشارة فاوتشي حول دخوله عليه و«اقتراحه فرض حجر صحي كان في آخر فبراير». 
وقال ترامب: «فرضنا أول حجر طوعي في 50 عاماً، وجو بايدن أسماني (عنصري) لأني قلت إننا أغلقنا السفر من الصين، لكن عاملين في حملته أذكياء، أصدروا بيانا قالوا فيه إن بايدن يعتبر أن خطوة إغلاق السفر من الصين جيّدة». 
وأضاف: «في أواخر فبراير، قالت بيلوسي، تعالوا إلى تشاينا تاون (حي في سان فرانسيسكو) لنقيم احتفالاً كبيراً». 
وبكثير من الانفعال، قال الرئيس الأميركي إن الأخبار «في نيويورك تايمز مزيّفة، هم صحيفة مزيفة، ويكتبون مقالات مزيفة». 
ثم طلب الرئيس إطفاء الاضاءة، وقام بعرض فيلم تضمن عرضاً زمنياً كالذي قرأه، وتضمن شهادات من حكّام ولايات، من الحزبين، شكروا فيه تعاون الحكومة الفيديرالية ودعمها. 
وبسبب بثه الفيلم الدعائي، قامت شبكتا «سي أن أن» و«أم أن بي سي» بانهاء بثّهما المباشر من «غرفة بريدي» للصحافة في البيت الأبيض، وقال مذيعو الشبكتين إن دورهما بث الاخبار، لا الدعاية الانتخابية. 
وسأل أحد الصحافيين ترامب عن الفيلم الدعائي ومن قام بانتاجه، فرد: «في أقل من ساعتين انتجه موظفون في البيت الأبيض، وقمنا بذلك بسبب الأخبار المزيّفة التي أريد تصحيحها». 
وكان الرئيس أعلن تشكيل لجنة «اعادة فتح الاقتصاد» تألفت عضويتها من ابنته ايفانا، وزوجها جارد كوشنر، ورئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، ووزيري الخزانة ستيفن منوشن والاقتصاد ويلبر روس، ومبعوث التجارة روبرت لايتيزر، ومستشار الرئيس الاقتصادي لاري كودلو. 
واللافت كان غياب رئيس لجنة مكافحة الفيروس، نائب الرئيس مايك بنس، وبيركس وفاوتشي، وغياب أي أعضاء ممن يتمتعون بخبرات في شؤون الطب أو الصحة العامة عن اللجنة.
وأكد ترامب: «نريد بلدنا مفتوحة ونريد العودة إلى الحياة الطبيعية. نحن نعيش في وقت لم نعشه منذ عقود، ما يربطنا هو الحب والوفاء والوطنية بين شعبنا، تحية الى العاملين في الغذاء. سنكون أذكياء، ونكون آمنين، ونسمع إلى الأطباء والعلماء. تريد بلادنا العودة الى العمل بأمن».

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008