| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
يترافق استمرار تفشي وباء «كوفيد - 19»، مع جدل حول دور منظمة الصحة العالمية التي اتهمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ«الانحياز للصين» عند ظهور فيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان، بينما دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الوكالة التابعة للأمم المتحدة، ودعا مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى «عدم تسييس» الوباء.
وهدد ترامب بوقف التمويل الأميركي للمنظمة، وقال «في 14 يناير أصدروا بياناً قالوا انه لا يمكن انتقال الفيروس بين الاشخاص، وكانوا على خطأ، ثم انتقدوني بشدة عندما أعلنت إغلاق السفر من الصين».
وأضاف في مؤتمره الصحافي اليومي المخصص للحديث عن أزمة «كورونا»، ليل الأربعاء: «العام الماضي، وكل الاعوام السابقة، قدمنا لمنظمة الصحة العالمية مئات ملايين الدولارات. العام الماضي، اعطيناهم 450 مليون دولار، وأعطتهم الصين 42 مليوناً، والعام الذي سبقه، أعطينا (المنظمة) أكثر من 500 مليون دولار والصين أعطتهم أقل من 20 مليوناً».
وتابع:«عليهم أن يعرفوا أولوياتهم، وأولوياتهم هي أن يعاملوا الجميع باحترام، وسندرس الأمر ونرى ما نقرر في موضوع تمويلنا لهم، والدول الباقية أعطت أقل بكثير من اميركا».
وفي السياق، قال وزير الخارجية مايك بومبيو، عندما سئل عن العواقب للصين:«هذا ليس وقت العقاب. لكنه لا يزال وقت الوضوح والشفافية».
ولم تبلغ الصين سوى عن 81865 حالة إصابة، و3335 وفاة، بسبب الفيروس الذي نشأ في ووهان، وهو رقم يشكك فيه ترامب ومسؤولون آخرون نظرا لأعداد المتوفين المرتفعة في دول أخرى.
من ناحيته، أبدى ماكرون دعمه الكامل لمنظمة الصحة العالمية. وأكد خلال اتصال هاتفي مع غيبريسوس، أن الطبيب الفرنسي الذي اقترح إجراء تجارب في أفريقيا على علاج محتمل للفيروس لا يمثل السياسة الرسمية.
وكان ماكرون، وهو مدافع قوي عن المنظمات متعددة الطرف، دخل في مواجهات حادة في السابق مع ترامب بسبب انتقاده للمؤسسات التي أرست قواعد التعاون الدولي في عالم ما بعد الحرب.
وفي جنيف، قال غيبريسوس في إفادة صحافية:«نصيحتي تتلخص في ثلاثة أشياء: أرجو أن تتمسكوا بالوحدة على المستوى الوطني ولا تستغلوا (مرض) كوفيد من أجل أهداف سياسية. ثانياً، التضامن الصادق على المستوى العالمي، وأن تتحلى الولايات المتحدة والصين بالقيادة النزيهة».
وتابع ان المنظمة «أبقت العالم على علم بآخر البيانات والمعلومات والأدلة».
وأشار إلى أن يوم التاسع من أبريل (أمس) صادف مرور 100 يوم على إبلاغ الصين للمرة الأولى بحالات «الالتهاب الرئوي من دون سبب معروف» في 31 ديسمبر الماضي.
وفي نيويورك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أن «الوقت ليس مناسباً» لتوجيه الانتقادات، وداعياً إلى «الوحدة» و«التضامن لوقف الفيروس».
من ناحية ثانية، قال ترامب أن عدد الاصابات بلغت ذروتها، وأن الولايات المتحدة أبلت بلاء أحسناً بكثير مما كان متوقعاً.
وتقدمت الدكتورة ديبرا بيركس، خلال المؤتمر اليومي، إلى ايضاح ما قاله ترامب، وأكدت: «نحن نبلي بلاء حسناً، أحسن من أوروبا، ربما بسبب نظامنا الصحي، وهو ما دفع النماذج التي نستخدمها الى تخفيض العدد النهائي المتوقع للوفيات الى 80 ألفاً» مع حلول أغسطس المقبل.
على أن بيركس عزت الاداء الأميركي الجيد الى تقيد الأميركيين بتوصيات الابتعاد الاجتماعي والعزل والاقفال.
ويبدو أن ترامب يصرّ على تصوير الأمور من وجهة نظر ايجابية استعجالاً منه لانهاء سياسة الاقفال واعادة اطلاق عجلة الاقتصاد، وهو ما يحذر منه العلماء والخبراء بالاجماع، من الجمهوريين والديموقراطيين.
ويقول الخبراء أن أميركا لا تعمل حالياً على القضاء على الوباء، بل على احتوائه والتعايش معه الى حين التوصل الى لقاح أو دواء، ولكن هذا لا يعني أنه يمكن التخلي عن سياسات الاقفال والابتعاد الاجتماعي قبل موعدها، لأن ذلك قد يؤدي الى موجة ثانية من الوباء أكبر من الأولى.
ومن السياسات التي يمكنها تسريع عودة الاميركيين الى العمل هي اقامة قاعدة بيانات على نطاق البلاد بأكملها، يكون فيها أسماء من عانوا من المرض وشفوا منه، وهو ما يمنحهم مناعة من التقاطه مجدداً. وتقوم ألمانيا باصدار شهادات لمن أبلوا من الفيروس، وهي شهادات تسمح لهم بكسر قوانين الابتعاد الاجتماعي وحظر التجول.
على أن اقامة قاعدة بيانات للأميركيين، يقال إن صهر الرئيس وكبير مستشاريه جارد كوشنر يعمل عليها، قد تتعارض وقوانين الحرية الفردية والخصوصية، التي يصونها الدستور الأميركي، وهو ما حمل الصحافيين على سؤال ترامب عنها، فقال إنه لم يسمع عنها من كوشنر، لكنه يعتقدها فكرة جيدة في حال وصلت الى مكتبه.
وأضاف: «الابتعاد الاجتماعي سيكون لفترة معينة، بعد ذلك، سنعود الى الجلوس على مقربة من بعضنا البعض، ان في المطاعم او في مباريات البيسبول وكرة القدم الاميركية والهوكي».
وأشار ترامب الى أن سياسات التباعد الاجتماعي المتبعة حالياً ليست مسبوقة في القرن الأخير، ويعود آخر تبني لها الى 1918، العام الذي شهد انتشار وباء «الانفلونزا الاسبانية» في الولايات المتحدة وأوروبا وبعض دول العالم.
وتجاوز عدد الاصابات في الولايات المتحدة 450 ألفاً، منها نحو 30 ألفاً جديدة، وهو الرقم نفسه على مدى الأيام القليلة الماضية، ما دفع ترامب الى اعتبار أن البلاد بلغت الذروة، وأن عدد الاصابات استقر، في طريقه الى انخفاض متوقع. كما قارب إجمالي عدد الوفيات 15 ألفاً.
ارتفاع كبير في تصفح مواقع الصحف
| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
أظهرت بيانات استخدام الانترنت ارتفاعاً حاداً في عدد الزيارات والمشاهدات عبر الانترنت للمواقع الإعلامية التقليدية، مقابل انخفاض كبير في زيارات مواقع الاعلام الحزبي في الولايات المتحدة. كما أظهرت البيانات ارتفاعاً في استخدام الانترنت عن طريق الكمبيوترات، بسبب تواجد الناس في منازلهم، على حساب الاستخدام عن طريق التطبيقات الهاتفية.
وأظهرت بيانات شركتي مراقبة السير عبر الانترنت «سيميلار ويب» و«آبتوبيا» ارتفاعاً كبيراً في تصفح مواقع الصحف المحلية والاقليمية، فارتفعت الزيارات الى موقع صحيفة «سان فرانسيسكو كرونيكل» بواقع 150 في المئة، وزيارات «سياتل تايمز» بواقع 120 في المئة، و«بوسطن غلوب» 95 في المئة.
أما مواقع المؤسسات الاعلامية الكبرى، فشهدت طفرة في القراء والمتصفحين عبر الانترنت، فارتفعت مشاهدات موقع «سي ان بي سي» الاخباري 100 في المئة، فيما ارتفعت الزيارات الى موقعي صحيفتي «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» بنسبة 60 في المئة، مقارنة بمواقع مؤسسات اعلامية منحازة لحزب أو آخر، مثل موقع شبكة «فوكس نيوز»، الذي شهد ارتفاعاً طفيفة في عدد زواره لم يتعد العشرة في المئة. وعزا المراقبون اقبال الاميركيين على الوسائل الاعلامية التقليدية الى حاجتهم الى تقارير دقيقة خصوصا حول موضوع فيروس كورونا المستجد، فيما لا تقدم المواقع الحزبية أكثر من دعاية أو وجهات نظر حزبية حول كيفية التعامل مع تفشي الوباء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق