| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
من المسؤول عن التفجير الذي استهدف سباق ماراثون مدينة بوسطن، اول من امس، والذي راح ضحيته ثلاثة اميركيين، بينهم طفل في الثامنة، وادى الى جرح اكثر من مئة؟
هذا هو السؤال الذي حيّر غالبية الاميركيين، والذي حاول الرئيس باراك اوباما التصدي له بالقول: «ليس لدينا كل الاجابات».
ووصف الرئيس باراك اوباما، أمس، تفجير بوسطن بأنه «عمل ارهابي»، لكنه اقر بأن السلطات الاميركية لا تعلم حتى الان ما اذا كان مرتكبو هذا «العمل الدنيء والجبان اجانب أم اميركيين».
وفي كلمة مقتضبة القاها في قاعة الصحافة في البيت الابيض، قال اوباما: «في كل مرة تستخدم فيها قنابل لاستهداف مدنيين ابرياء يتعلق الامر بعمل ارهابي»، داعيا مواطنيه الى التيقظ.
وأضاف، أنه ينبغي على الأميركيين ألا يتسرعوا في استنتاجاتهم قبل كشف المزيد من الحقائق، لكنه قال إن «أي أشخاص أو جماعات مسؤولة (عن الحادث) سيخضعون للعدالة».
وكان أوباما الذي تبلّغ بما حصل من مستشارة الأمن القومي ليزا موناكو وغيرها من أفراد طاقمه، عقد مؤتمرا صحافيا، بعد ثلاث ساعات من التفجير، الذي وقع قرابة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، ووعد فيه بكشف المسؤولين عن التفجيرات ومحاسبتهم، وقال أوباما «نتابع مواكبة الوضع.. ليس لدينا كل الأجوبة بعد، ولكن نعرف ان هناك العديد من الجرحى، وبعضهم حالته خطرة».
وتقدم بالتعازي من عائلات الضحايا، مشيراً إلى انه أخطر قادة الكونغرس من الحزبين، الجمهوري والديموقراطي.
واضاف: «نحن لا نعرف بعد من يقف وراء هذا الهجوم أو لماذا»، داعياً إلى عدم التكهن في شكل مسبق حول ذلك، لكنه شدد على انه ستتم معرفة كل شيء، «ولا تخطئوا، سنتمكن من معرفة الفاعل، ولماذا فعل ذلك، وكل من هو مسؤول، من أشخاص أو مجموعات، عن هذه التفجيرات سيشعر بقوة وطأة العدالة.»
وفي وقت أحجم أوباما عن وصف ما حدث بـ«العمل الإرهابي»، قال مسؤول في البيت الأبيض، إن «أي حادث تستخدم فيه عبوات ناسفة عدة - مثلما يبدو في هذا الحادث - هو عمل إرهابي واضح، وسيتم التعامل معه على أنه عمل إرهابي.» وأضاف: «رغم ذلك، لا نعلم حتى الآن من نفذ هذا الهجوم».
وكان انفجار وقع قرب خط النهاية للسباق الذي يقام سنويا منذ العام 1897، وتلاه انفجار مماثل على بعد اقل من كيلومتر وبفارق اقل من عشرين ثانية، ما اثار حالاً من البلبلة في صفوف المشاركين، واقاربهم، ومشجعيهم الحاضرين.
وعلى الفور، اقفلت كل شركات الخليوي الاتصالات في منطقة بوسطن خوفا من امكان تفجير المنفذين عبوات اخرى عن طريق هواتف نقالة، فيما اوقفت المدينة حركة الملاحة واقفلت معظم الطرقات وأغلقت شبكة المترو.
وبعد ظهر امس بتوقيت نيويورك تم اخلاء جزء من مطار لاغوارديا بعد الاشتباه بحقيبة، تبين لاحقاً بأنها لا تشكل أي خطر، لتعطي سلطات المطار الضوء الأخضر بعد ذلك لاستئناف حركة الملاحة.
ووصل الذعر الى مدينتي نيويورك وواشنطن اللتين انتشرت فيهما قوات الشرطة بكثافة، وقامت قوات «الحرس السري» المسؤولة عن حماية الرئيس باقفال شارع بنسلفانيا المؤدي الى البيت الابيض في العاصمة.
وذكر مسؤول أمني ان السلطات الفيديرالية تتعامل مع تفجيري بوسطن، على انهما «هجوم إرهابي، ويجري العمل على تحديد إن كان مصدره داخلياً أو خارجياً».
وأضاف ان العبوتين اللتين انفجرتا عند خط نهاية ماراثون بوسطن صغيريتان، والاختبارات الأولية لم تظهر استخدام مادة «سي 4» أو أي مواد اخرى شديدة الانفجار.
وفي خضم الحادثة، افادت التقارير المتضاربة عن حدوث تفجير ثالث في مكتبة «جون كينيدي» في جامعة قريبة، ليتبين بعد ذلك ان حريقا شب فيها اثر احتكاك كهربائي.
من جهته، أكد قائد شرطة بوسطن إيد ديفيس، ان عدداً كبيراً من الذين غادروا موقع الماراثون تركوا خلفهم أمتعتهم، مؤكداً ان الشرطة تتعامل معها على انها «أجسام مشبوهة»، داعياً إلى التبليغ عن أي نشاطات غير طبيعية.
على ان اكثر التقارير لفتا للانتباه، والتي لم يكن ممكنا نفيها او تأكيدها، هي تلك التي تحدثت عن وجود كرات حديدية ناجمة عن الانفجار في جروح المصابين، ما يعني حسب الخبراء ان القنبلة صناعة فردية، على غرار تلك التي حاول استخدامها الباكستاني فيصل شهزاد في محاولة فاشلة للتفجير في ساحة تايمز في مدينة نيويورك في مايو 2010.
اما الجهات الداخلية، فهي التي استهدفت في الغالب احداثا رياضية، مثل تفجير الالعاب الاولمبية الصيفية في يوليو 1996 في مدينة اتلانتا، وراح ضحيته اميركيان اثنان، والذي لم يكن ممكنا تحديد هوية فاعله الاميركي اريك رودولف حتى العام 1998، فيما لم تتمكن السلطات من القبض عليه حتى العام 2005.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق