| واشنطن – من حسين عبدالحسين |
في الوقت الذي ترسل فيه الولايات المتحدة 300 من مستشاريها العسكريين مهمتهم الأولى تحسين جمع المعلومات الاستخباراتية في العراق، وخصوصا ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، كشفت مجلة «نيوزويك» ان حكومة نوري المالكي، وبمساعدة إيرانية، نجحت في كشف معظم عملاء «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» (سي آي اي) في العراق منذ العام 2007.
ونقلت المجلة عن عملاء سابقين في الوكالة، وعن مسؤولين رفيعي المستوى لم تفصح عن هويتهم، انه إثر الإطاحة بنظام صدام حسين في 2003، قام الاميركيون بتعيين الجنرال محمد شهواني كرئيس جهاز الاستخبارات العراقي الجديد الذي انشأته «سي آي اي» العام 2004. وشهواني عراقي سني سبق ان عمل في جهاز استخبارات صدام وكان من عملاء الوكالة الأميركية لوقت طويل وساهم في التخطيط لإحدى محاولات الانقلاب ضد صدام.
لكن منذ اليوم الأول، شنّت إيران وحلفاؤها العراقيون «حملة عنيفة ضد الاستخبارات العراقية الجديدة وضد عملاء السي آي اي في العراق».
ويقول جون ماغواير، وهو عمل نائبا لرئيس محطة «سي آي اي» في العراق في 2004، ان «الاستخبارات العراقية التي انشأتها واشنطن تعرضت لحملة شعواء من وزارة الداخلية تحت اشراف المالكي، وطردوا كل من اشتبهوا فيهم، أي كل من قمنا نحن بتعيينهم في الاستخبارات العراقية... وفي العام 2007، اطاحوا بشهواني».
ويضيف ماغواير: «بعد ذلك بدأت عملياتهم التقنية ضد السي آي اي، ومنذ عامين (أي في العام 2012 على اثر انسحاب كل القوات الأميركية من العراق)، بدأوا بملاحقة عملائنا جديا».
وتنقل المجلة عن ماغواير ومسؤول آخر، ان «العراقيين حصلوا على أجهزة متطورة لمراقبة الهواتف الخليوية»، وانهم «الأرجح حصلوا عليها من إيران، وبدأوا بتعقب عملاء السي آي اي لكشف الجواسيس وخصوصا داخل حكومة المالكي». وأضاف المسؤولان ان «العراقيين لم يكونوا مهتمين بتحديد من هم عملاء السي آي اي بقدر اهتمامهم بتحديد مَن مِن العراقيين كان يتعامل معهم».
ويضيف العميلان ان العراقيين «عدوانيون جدا»، وان «بحوزتهم أفضل معدات لدى إيران، بما في ذلك الأجهزة المعروفة بـ (ستينغ رايز)، والتي يمكنها اختراق أجهزة الخليوي واستخراج داتا منه تتراوح بين لائحة المعارف والصور والموسيقى».
ويستطرد العملاء السابقون بالقول ان عملاء «سي آي اي» في بغداد يجعلون من السهل على الحكومة العراقية كشف هويتهم اذ هم يعملون من داخل المنطقة الخضراء بسبب المخاطر الأمنية خارجها، ما يعني ان عملهم يعتمد على خطوط التلفونات، «والعراق وإيران يمكنهم مراقبة ذلك».
وتتابع المجلة: «بالتعامل مع الازمة الراهنة، ستقدم الولايات المتحدة والعراق خرافة انهما حليفان، اذ حسب (البنتاغون)، سيعمل 90 مستشارا عسكريا على انشاء مركز معلومات مشترك، من اثنين، يتشارك فيه الاميركيون والعراقيون المعلومات الاستخباراتية».
وتنقل عن مسؤول في «سي آي اي» انه من الأفضل للأميركيين ان يتوخوا الحذر، «فالعراقيون سيكونون في كل مكان حولهم».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق