| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
في باكورة التسريبات التي سبقت كتابها، المتوقع صدوره الاسبوع المقبل تحت عنوان «خيارات صعبة»، عمدت وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الاوفر حظا للرئاسة الأميركية عن الحزب الديموقراطي في العام 2016 الى اظهار التباين بينها وبين الرئيس باراك أوباما في السياسة الخارجية، وخصوصا في الشأن السوري.
وقالت كلينتون ان خلافا نشب بينها وبين أوباما حول تسليح ثوار سورية، وكتبت: «عدت الى واشنطن وانا واثقة اننا إذا قررنا البدء بتدريب وتسليح الثوار السوريين المعتدلين، كان يمكن لنا ان نباشر التنسيق الفعال مع حلفائنا في المنطقة».
وأضافت ان «المخاطر من القيام بأي عمل او عدم القيام به كانت مرتفعة»، وانه «ينتج عن أي منهما عواقب غير متوقعة»، وان «قرار الرئيس (أوباما) كان الاستمرار بالمسار القائم والقاضي بعدم اخذ خطوات إضافية بتسليح الثوار».
وتابعت: «لا يحب أحد ان يخسر أي نقاش، بمن في ذلك انا، ولكن هذا قرار كان يعود للرئيس وانا احترمت نقاشاته وقراره».
واعتبرت كلينتون انه منذ بداية الشراكة بينها وبين أوباما، والتي سحبت بموجبها ترشيحها كمنافسة له في انتخابات الرئاسة في العام 2008 في مقابل قيام حملة أوباما بتسديد ديون حملة كلينتون وتعيينها في منصب وزيرة خارجية، «وعدني (أوباما) بأنه سيمنحني دائما أذناً صاغية، وانا عبرت دائما عن رأيي، وفي هذه الحالة، لم يسُد موقفي».
ومن شأن تصريحات كلينتون هذه ان تبعدها عن سياسة أوباما الخارجية، على الرغم من عملها كوزيرة الخارجية اثناء ولايته الأولى، ولا شك ان السبب الأول خلف قرار الابتعاد هذا هو نية كلينتون الترشح للرئاسة في العام 2016، وهو ما يقتضي حكما ابتعادها عن قرارات أوباما الخارجية بعد ان تكون شبه اجماع في واشنطن – عند الديموقراطيين والجمهوريين – مفاده ان قرارات الرئيس الأميركي غير صائبة، وانها اضعفت موقف الولايات المتحدة حول العالم وقلصت من مهابتها.
وكما أبعدت كلينتون نفسها عن سياسة أوباما في سورية، كذلك أبعدت نفسها – في الغالب عن غير قصد – عن الأزمة التي يواجهها أوباما، منذ يوم السبت الماضي، بعد إنجازه صفقة تبادل أسرى مع حركة «طالبان» استعادت واشنطن بموجبها جنديها بو بيرغدال في مقابل افراجها عن خمسة معتقلين من قيادات «طالبان» في سجن غوانتانامو.
ومما قالته كلينتون عن التبادل انها كانت تدرك ان «فتح باب المفاوضات مع طالبان هو امر سيكون من الصعب ان يبتلعه الكثير من الاميركيين بعد سنوات كثيرة من الحرب».
في ملف آخر يبدو ان كلينتون تورده كمقدمة لترشيح نفسها للرئاسة، تراجعت الوزير السابقة عن تصويتها لمصلحة الحرب في العراق في العام 2002 عندما كانت في مجلس الشيوخ ممثلة عن ولاية نيويورك، وقالت ان صوتها ذاك كلفها الكثير اثناء الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديموقراطي للرئاسة في العام 2008.
وقالت: «اعتقدت انني تصرفت بما يمليه عليّ ضميري بالنظر الى المعلومات التي كانت بحوزتي»، مضيفة: «بيد أني لم أكن الوحيدة التي كنت على خطأ، ولكني مع ذلك كنت على خطأ، هكذا، بسهولة وببساطة».
وخصصت كلينتون جزءاً من كتابها للحديث عن المرحلة التي كانت فيها وزيرة في حكومة أوباما وتضمنت قيام قوات أميركية خاصة بقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، في آبوت آباد في باكستان في العام 2011.
ومما كتبته كلينتون: «على عكس بعض التقارير الإخبارية وما ترونه في الأفلام، لم يكن لدينا الوسائل لنشاهد ما كان يجري داخل المبنى نفسه، وكل ما كان يمكننا فعله هو انتظار تقارير الفريق الموجود على الأرض».
وتابعت وزيرة الخارجية السابقة: «نظرت الى الرئيس فوجدته هادئاً، ويندر ان شعرت بالفخر اثناء خدمتي في فريقه بقدر الفخر الذي شعرته ذلك اليوم». وأضافت: «بعدما شعرنا وكأنه وقت أبدي، ولكنه كان فعلياً 15 دقيقة، جاءنا الخبر من (الاميرال وليام) ماكرافن ان الفريق وجد بن لادن، وان (الأخير) عدو تم قتله في المواجهة. مات بن لادن».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق