| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
رغم التصريح الذي أدلى به وكيل وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، في اللقاء الدولي لمكافحة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في باريس الثلاثاء، والذي قال فيه ان التحالف الدولي نجح في قتل عشرة الاف مقاتل من التنظيم، ما يظهر تقدم حملة «اضعافه وتدميره»، الا انه يبدو ان ادارة الرئيس باراك أوباما صارت تدرك حجم الفشل الذي منيت به الحملة المذكورة، وهو ما دفعها الى الموافقة على دور أكبر تقوم به ما يعرف بميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية.
وفي أولى مؤشرات الموافقة الاميركية على دور أكبر للميليشيات الشيعية في الحرب التي تشنها الحكومة العراقية في مناطق ذات غالبية سنية غرب وشمال غرب العراق، نقل مشاركون في مؤتمر يعقده مركز ابحاث «بروكنغز» في فرعه في الدوحة عن المبعوث الرئاسي الاميركي الى التحالف الدولي للحرب ضد «داعش» الجنرال جون آلن، قوله ان «ميليشيات الحشد الشعبي ليست طائفية»، وان لا مشكلة في مشاركتها في الحرب للتخلص من «داعش» في العراق.
ويأتي تصريح آلن في الوقت الذي يستعد مسؤولون أميركيون لاستقبال رئيس مجلس النواب العراقي السني سليم الجبوري، حيث من المتوقع ان يلتقي نائب الرئيس جو بيدن، ويلقي كلمة في المقر الرئيسي لمركز ابحاث بروكنغز في واشنطن.
ويتوقع المسؤولون الاميركيون ان يطالبهم الجبوري بتقديم دعم اكبر لمقاتلي العشائر السنية حتى يقوم هؤلاء بدور اكبر في الحرب ضد «داعش». كما ينوي المسؤولون الاميركيون اعلان تقديمهم اموالا اضافية لدعم اللاجئين العراقيين الذين فروا من مناطق القتال والمناطق التي استولى عليها التنظيم.
لكن من غير الواضح ما هو الموقف الذي سيدلي به مسؤولو ادارة أوباما حول ما يعتبرونه ضرورة مشاركة ميليشيات «الحشد الشعبي» في القتال ضد «داعش».
وكان الرئيس الاميركي قال، اثناء استقباله رئيس حكومة العراق حيدر العبادي في ابريل، ان الحكومة الاميركية تعتقد ان دور هذه الميليشيات كان ضروريا في الاسابيع الاولى التي تلت استيلاء «داعش» على الموصل في يونيو الماضي، وانه مع انقلاب موازين القوى العسكري على الأرض، لم يعد العراق بحاجة لهذه الميليشيات.
واعتبر أوباما ان الحرب ضد «داعش» يجب ان تقوم بها قوات عراقية نظامية بامرة الحكومة ورئيسها.
والموقف المذكور للرئيس الاميركي جاء قبل استيلاء «داعش» على مدينة الرمادي الشهر الماضي.
لكن منذ انهيار القوات النظامية في الرمادي، انقلب موقف أوباما وادارته من دور ميليشيات «الحشد الشعبي» في الحرب ضد «داعش»، وصدرت عنها عدد من المواقف كان آخرها موقف آلن في الدوحة حول اسقاط الولايات المتحدة لاي اعتراض لديها ضد دور هذه الميليشيات في قيادة القتال ضد التنظيم.
وفي سياق الرضى الاميركي المستجد على الميليشيات العراقية الشيعية، عقدت الجالية العراقية في ولاية ميشيغن الاميركية فعالية لاظهار الدعم وحشد التأييد للحشد الشعبي. وقال المنظمون انهم عقدوا الفعالية بموافقة الحكومة الاميركية و«بحضور ممثلين عنها»، وهو ادعاء ان صحّ، يكون من المرات القليلة التي تسمح فيها الحكومة الاميركية لمؤيدي ميليشيات حول العالم، هذه المرة ميليشيات تعمل برعاية ايرانية حسب كثيرين، بعقد فعاليات داخل أميركا.
على ان الموافقة الاميركية على قيام «الحشد الشعبي» بالحرب ضد «داعش» «ليست الرصاصة الفضية»، وهو تعبير أميركي شبيه بعبارة «الحل السحري» العربية، لاعادة سيطرة الحكومة العراقية على الاراضي التي خسرتها منذ يونيو الماضي.
ويقول خبراء أميركيون انه باستثناء استعادة مقاتلي «البيشمركة» بعض المناطق في الشمال، بدعم دولي جوي كثيف، وباستثناء استعادة القوات الحكومية العراقية والميليشيات المؤيدة لها بعض البلدات العراقية واجزاء من تكريت، لا يبدو ان الحرب ضد «داعش» تسير بشكل جيد.
وفي هذا السياق، اصدرت دورية «دفنس وان»، بالتعاون مع «معهد دراسة الحرب»، دراسة جاء فيها انه بعد اكثر من 300 يوم من بدء التحالف الدولي الذي تقوده أميركا بشن حملة جوية ضد اهداف «داعش» في العراق وسورية في 8 اغسطس الماضي، وبعد اكثر من 3800 غارة جوية شنها التحالف ضد التنظيم، مازالت نتائج هذه الحرب الجوية سلبية.
وقالت الدراسة انه «لا يبدو ان داعش تم اضعافه وتدميره، حسبما تعهد الرئيس باراك أوباما في سبتمبر الماضي».
واضافت انه رغم الادعاء انه تم قتل اكثر من عشرة الاف مقاتل تابعين لـ «داعش» حتى الآن، «توسعت في الواقع المساحة التي يسيطر عليها داعش في العراق وسورية في الاشهر العشرة الماضية».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق