حسين عبدالحسين
مثلما تخشى الولايات المتحدة انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الأمر الذي من شأنه ان يفسح المجال امام الفوضى وصعود التنظيمات المتطرفة، حسب وجهة النظر الاميركية، تخشى واشنطن كذلك انهيار بعض فصائل الثوار المقاتلة التي تقف حاجزا بين التنظيمات المتطرفة وقوات الأسد، خصوصا في محيط العاصمة دمشق.
وتضع واشنطن تنظيمي «الدولة الاسلامية» (داعش) و«جبهة النصرة» على لائحتها للتنظيمات الارهابية، الاول بصفته امتدادا لتنظيم «القاعدة في العراق»، الذي صنفته واشنطن ارهابيا في العام 2004، والثاني كانت تعتبره امتدادا لتنظيم «القاعدة» ولكنها افردت له مكانا خاصا وصنفته ارهابيا في مايو الماضي.
ومن التنظيمات التي صنفتها واشنطن ارهابية، ثم تراجعت عن ذلك في وقت لاحق، هو تنظيم «احرار الشام»، الفصيل الرئيس في «الجبهة الاسلامية». ويسيطر هذا التنظيم على مساحات واسعة داخل سورية، خصوصا في ضواحي دمشق وجنوبها، كما في حلب وادلب.
ويحاول المسؤولون الاميركيون إقناع الثوار بأولوية القضاء على «داعش» و«النصرة» أولا، ثم الدخول في تسوية مع نظام الأسد ومشاركة الحكم مع النظام تترافق مع خروج رئيسه من الحكم. كما تعتبر واشنطن، حسب تصريح رئيس الاركان الجنرال مارتن ديمبسي في وثائقي بثته شبكة «بي بي اس» شبه الرسمية الجمعة، ان سياسة أميركا هي « العراق أولا والقضاء على داعش »، في وقت توقع السفير الاميركي السابق في سورية روبرت فورد، في الوثائقي نفسه، ان تستمر سيطرة داعش على شرق سورية حتى اشعار آخر.
وبدلا من ان ينقض ثوار سورية غير المصنفين إرهابيين، مثل «احرار الشام»، على «داعش» و«النصرة»، قاموا بالدخول في تشكيل عسكري يعرف بـ «جيش الفتح»، حقق انتصارات عسكرية كبيرة في الشمال ضد قوات الأسد. في الوقت نفسه، يعمل الجيش المذكور على صد هجوم واسع يشنه «داعش» في نواحي مدينة حلب شمالا، وفي مناطق محاذية لضواحي دمشق الشرقية بعد استيلاء التنظيم على مدينة تدمر من النظام.
ويقول مسؤولون أميركيون طلبوا عدم ذكر اسمائهم ان «موقف جيش الفتح محير، فهو احيانا يسميهم خوارج داعش وخوارج النصرة»، وفي مواقع اخرى «يتحالف مع النصرة ضد داعش ومع النصرة ضد الأسد». ويتابع المسؤولون ان واشنطن تسعى لاقناع «جيش الفتح»، والعواصم التي تدعمه، بضرورة تركيز المواجهة ضد «داعش» و«النصرة» أولا. ويضيف المسؤولون ان واشنطن وعدت «بزيادة المساعدات العسكرية والتدريب، وتوسيع نطاق الغارات الجوية التي يشنها تحالف دولي ضد اهداف داعش في العراق وسورية، في حال وافق ثوار سورية من غير الارهابيين بوضع مواجهتهم ضد داعش في رأس اولوياتهم».
ومما يقوله المسؤولون الاميركيون انهم «لا يفهمون سبب تردد بعض الثوار في جعل مواجهة داعش اولوية لهم، فداعش نفسه اعلن عداءه لهؤلاء الثوار، وداعش هو الذي يشن هجوما لانتزاع مناطق منهم، فيما قوات الأسد تخور قواها وتتراجع».
ويبدو ان واشنطن تخشى انه في حال نجحت قوات «داعش» في اكتساح مواقع للثوار شرق دمشق، وفي حال استيلاء التنظيم على اراض مجاورة لتلك التي تسيطر عليها قوات الأسد، يصبح امام «داعش»، الذي صار يتفوق عسكريا على قوات الأسد، فرصة في الاستيلاء على دمشق نفسها.
في تلك الحالة، يعتقد المسؤولون الاميركيون ان استعادة الثوار لدمشق من ايدي التنظيم ستكون اصعب بكثير من انتزاعها من ايدي قوات الاسد المتهاوية.
ويستبعد المسؤولون الاميركيون ان تنجح ايران في وقف انهيار الأسد، ويقولون ان قوى الرئيس السوري خارت الى حدود لا يمكن وقف انهيارها، وان ايران تدعم الأسد منذ اربع سنوات، ولو كان بوسعها وقف انهياره السابق، لما سمحت به اصلا.
في ظل هذه الصورة العسكرية المعقدة، يبدو ان واشنطن صارت تعلق آمالها على فصائل مثل «احرار الشام». لكن لا هذه الفصائل ولا العواصم التي تدعمها تولي طلبات واشنطن اهمية، وهو ما جعل الولايات المتحدة تسعى لاعادة احياء مجهود تدريب خمسة الاف مقاتل سوري سنويا يمكنهم التصدي لداعش.
وبرنامج التدريب الاميركي هذا تحول الى اضحوكة، حتى فورد نفسه هزأ منه، ووصفه انه جاء متأخرا، وانه كان يمكن له ان ينجح في العام 2012، ولكن اليوم من غير الممكن ان يؤدي الى اي تغيير يذكر على ارض المعركة السورية.
بدورها، نشرت صحيفة «ديلي بيست» تقريرا قالت فيه ان المدربين الاميركيين يواجهون مشكلة فشلهم في انتزاع اقرار من الثوار السوريين ممن ينوون تدريبهم بأن هؤلاء سيحاربون «داعش اولا». وتناقلت الاوساط الاميركية اخبارا مفادها انه بعدما حشدت اميركي ألف مقاتل سوري لتدريبهم وطلبت منهم تعهدا لمحاربة «داعش» اولا، رفض المقاتلون ذلك، وخرجوا من البرنامج، ولم يبق منهم سوى 83 مقاتلا.
ومع تقهقر الأسد وتقدم «داعش» وعجز أميركا عن توجيه اي مقاتلين على الأرض السورية، صار الرجاء الوحيد للادارة الاميركية هو صمود الثوار في وجه «داعش»، لا حبا بهم، ولكن خوفا من ان يؤدي انهيارهم الى انهيار آخر عقبة تفصل «داعش» عن الحاق هزيمة محتملة بالأسد وقواته.
وتضع واشنطن تنظيمي «الدولة الاسلامية» (داعش) و«جبهة النصرة» على لائحتها للتنظيمات الارهابية، الاول بصفته امتدادا لتنظيم «القاعدة في العراق»، الذي صنفته واشنطن ارهابيا في العام 2004، والثاني كانت تعتبره امتدادا لتنظيم «القاعدة» ولكنها افردت له مكانا خاصا وصنفته ارهابيا في مايو الماضي.
ومن التنظيمات التي صنفتها واشنطن ارهابية، ثم تراجعت عن ذلك في وقت لاحق، هو تنظيم «احرار الشام»، الفصيل الرئيس في «الجبهة الاسلامية». ويسيطر هذا التنظيم على مساحات واسعة داخل سورية، خصوصا في ضواحي دمشق وجنوبها، كما في حلب وادلب.
ويحاول المسؤولون الاميركيون إقناع الثوار بأولوية القضاء على «داعش» و«النصرة» أولا، ثم الدخول في تسوية مع نظام الأسد ومشاركة الحكم مع النظام تترافق مع خروج رئيسه من الحكم. كما تعتبر واشنطن، حسب تصريح رئيس الاركان الجنرال مارتن ديمبسي في وثائقي بثته شبكة «بي بي اس» شبه الرسمية الجمعة، ان سياسة أميركا هي « العراق أولا والقضاء على داعش »، في وقت توقع السفير الاميركي السابق في سورية روبرت فورد، في الوثائقي نفسه، ان تستمر سيطرة داعش على شرق سورية حتى اشعار آخر.
وبدلا من ان ينقض ثوار سورية غير المصنفين إرهابيين، مثل «احرار الشام»، على «داعش» و«النصرة»، قاموا بالدخول في تشكيل عسكري يعرف بـ «جيش الفتح»، حقق انتصارات عسكرية كبيرة في الشمال ضد قوات الأسد. في الوقت نفسه، يعمل الجيش المذكور على صد هجوم واسع يشنه «داعش» في نواحي مدينة حلب شمالا، وفي مناطق محاذية لضواحي دمشق الشرقية بعد استيلاء التنظيم على مدينة تدمر من النظام.
ويقول مسؤولون أميركيون طلبوا عدم ذكر اسمائهم ان «موقف جيش الفتح محير، فهو احيانا يسميهم خوارج داعش وخوارج النصرة»، وفي مواقع اخرى «يتحالف مع النصرة ضد داعش ومع النصرة ضد الأسد». ويتابع المسؤولون ان واشنطن تسعى لاقناع «جيش الفتح»، والعواصم التي تدعمه، بضرورة تركيز المواجهة ضد «داعش» و«النصرة» أولا. ويضيف المسؤولون ان واشنطن وعدت «بزيادة المساعدات العسكرية والتدريب، وتوسيع نطاق الغارات الجوية التي يشنها تحالف دولي ضد اهداف داعش في العراق وسورية، في حال وافق ثوار سورية من غير الارهابيين بوضع مواجهتهم ضد داعش في رأس اولوياتهم».
ومما يقوله المسؤولون الاميركيون انهم «لا يفهمون سبب تردد بعض الثوار في جعل مواجهة داعش اولوية لهم، فداعش نفسه اعلن عداءه لهؤلاء الثوار، وداعش هو الذي يشن هجوما لانتزاع مناطق منهم، فيما قوات الأسد تخور قواها وتتراجع».
ويبدو ان واشنطن تخشى انه في حال نجحت قوات «داعش» في اكتساح مواقع للثوار شرق دمشق، وفي حال استيلاء التنظيم على اراض مجاورة لتلك التي تسيطر عليها قوات الأسد، يصبح امام «داعش»، الذي صار يتفوق عسكريا على قوات الأسد، فرصة في الاستيلاء على دمشق نفسها.
في تلك الحالة، يعتقد المسؤولون الاميركيون ان استعادة الثوار لدمشق من ايدي التنظيم ستكون اصعب بكثير من انتزاعها من ايدي قوات الاسد المتهاوية.
ويستبعد المسؤولون الاميركيون ان تنجح ايران في وقف انهيار الأسد، ويقولون ان قوى الرئيس السوري خارت الى حدود لا يمكن وقف انهيارها، وان ايران تدعم الأسد منذ اربع سنوات، ولو كان بوسعها وقف انهياره السابق، لما سمحت به اصلا.
في ظل هذه الصورة العسكرية المعقدة، يبدو ان واشنطن صارت تعلق آمالها على فصائل مثل «احرار الشام». لكن لا هذه الفصائل ولا العواصم التي تدعمها تولي طلبات واشنطن اهمية، وهو ما جعل الولايات المتحدة تسعى لاعادة احياء مجهود تدريب خمسة الاف مقاتل سوري سنويا يمكنهم التصدي لداعش.
وبرنامج التدريب الاميركي هذا تحول الى اضحوكة، حتى فورد نفسه هزأ منه، ووصفه انه جاء متأخرا، وانه كان يمكن له ان ينجح في العام 2012، ولكن اليوم من غير الممكن ان يؤدي الى اي تغيير يذكر على ارض المعركة السورية.
بدورها، نشرت صحيفة «ديلي بيست» تقريرا قالت فيه ان المدربين الاميركيين يواجهون مشكلة فشلهم في انتزاع اقرار من الثوار السوريين ممن ينوون تدريبهم بأن هؤلاء سيحاربون «داعش اولا». وتناقلت الاوساط الاميركية اخبارا مفادها انه بعدما حشدت اميركي ألف مقاتل سوري لتدريبهم وطلبت منهم تعهدا لمحاربة «داعش» اولا، رفض المقاتلون ذلك، وخرجوا من البرنامج، ولم يبق منهم سوى 83 مقاتلا.
ومع تقهقر الأسد وتقدم «داعش» وعجز أميركا عن توجيه اي مقاتلين على الأرض السورية، صار الرجاء الوحيد للادارة الاميركية هو صمود الثوار في وجه «داعش»، لا حبا بهم، ولكن خوفا من ان يؤدي انهيارهم الى انهيار آخر عقبة تفصل «داعش» عن الحاق هزيمة محتملة بالأسد وقواته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق