| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
يمرّ الاتفاق الروسي - الإيراني - التركي حول سورية من دون متابعة أميركية تذكر. مكاتب العاملين في السياسة الخارجية في ادارة الرئيس باراك أوباما اصبحت خاوية، في وقت تستعد البلاد للدخول في اسبوعين من الاجازات بسبب أعياد الميلاد ورأس السنة.
وحدها اسرائيل تتابع التطورات السورية، وتبلغ حليفتها أميركا بالتطورات. وفي هذا السياق، زار رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية (موساد) يوسي كوهين الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وعقد الطرفان اجتماعا تمحور حول شؤون الشرق الاوسط، وخصوصا القضية السورية. وجاءت الزيارة الاسرائيلية الى نيويورك قبل «اعلان موسكو» بأيام.
والتقارير الواردة من داخل الفريق الانتقالي الرئاسي التابع لترامب حول مجريات اللقاء متضاربة. لكن بعض المتابعين نقلوا ان «اسرائيل منخرطة في الاتفاق الثلاثي الروسي الايراني التركي حول سورية»، وانها على اطلاع دائم على تطورات الاتفاق عن طريق الروس والاتراك.
ويبدو ان للاسرائيليين «بعض الاعتراضات» على تحديد من هم الارهابيون داخل سورية، فالحكومة الاسرائيلية تصرّ ان الميليشيات التابعة لايران، وخصوصا «حزب الله» اللبناني، هي مجموعات ارهابية مثل «النصرة والقاعدة وداعش»، وان اي حل في سورية، يقضي ايضا باخراج هذه الميليشيات من الاراضي السورية، وخصوصا الجنوبية المحاذية للحدود الاسرائيلية.
وعلى رغم ان التأثير الاميركي في تطورات و «إعلان موسكو» يبدو شبه معدوم، الا انه يبدو ان الرئيس الاميركي المنتخب شدد على تمسك بلاده بإسرائيل وأمنها ومصالحها، معتبرا ان «الصورة ستتغير بعد خروج هذه الادارة من الحكم ودخول ادارته». لكن لم يكن ممكنا الحصول على تفاصيل حول «التغيير» في منطقة الشرق الاوسط عموما، وفي سورية خصوصا، الذي وعد به ترامب الاسرائيليين بعد دخوله البيت الابيض.
وكان ترامب اثار حفيظة فئات واسعة من الاميركيين، بمن فيهم عدد من اعضاء حزبه الجمهوري، على اثر اعلان نيته تعيين المحامي اليهودي دايفيد فريدمان، وهو من الأرثوذوكس اليهود المحافظين، سفيرا للولايات المتحدة في تل ابيب. وفريدمان هذا يكرر تأييده لضرورة اعتراف أميركا بالقدس عاصمة للاسرائيليين وحدهم، مع ما يقتضي ذلك من نقل السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس.
ويعتقد بعض المتابعين في «الحزب الديموقراطي» انه في حال اظهر ترامب انحيازا لمصلحة «اليمين الاسرائيلي» في الحكم في اسرائيل، على حساب باقي الاسرائيليين، فهو قد يؤدي الى تأزيم العلاقة مستقبلا في حال تغير الفريق الحاكم في اي من العاصمتين.
وفي الموضوع السوري، يبدو ان اجماعا يسري بين الولايات المتحدة واسرائيل حول كيفية التعاطي مع الصراع هناك. اما العناوين الاساسية لهذا الاجماع، فيتصدرها الاعتقاد ان مصلحة البلدين تقضي بعدم ممانعة استمرار الصراع بين تنظيم «القاعدة» و»حزب الله» المصنفين ارهابيين في البلدين. ثانيا، لا تمانع أميركا او اسرائيل انخراط روسيا في ما يبدو «مستنقعاً سورياً». ثالثا، أكثر ما يهم واشنطن وتل ابيب هو ابقاء «حزب الله» خارج المنطقة المجاورة لهضبة الجولان السورية المحتلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق