| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
اكد وزير خارجية إيران جواد ظريف ان المصالح المشتركة بين بلاده والولايات المتحدة كثيرة، وان إعادة وصل ما انقطع بين البلدين في العام 1979 ممكن، لكن بعض المجموعات التي يقول المسؤول الإيراني انها «لا تريد ان ترى اتفاقا، أولئك الذين يرون مصالحهم في انعدام الثقة المتبادلة والصراع، يعملون بكد من اجل منع الاتفاق».
واطل الوزير الإيراني للمرة الثانية في اقل من أسبوعين، عبر القنوات الأميركية الكثيرة التي تشكل جزءا من اللوبي الإيراني في الولايات المتحدة. هذه المرة اختار الصحافية روبن رايت، التي زارت طهران في مارس الماضي والتي تتمتع بعلاقات وثيقة بالنظام الإيراني خولها الحصول على تأشيرة دخول متعددة الاستخدام، وهو شرف موصوف للأميركيين من أصدقاء طهران.
رايت بدورها اختارت مجلة «نيويوركر»، المعروفة بقربها من أوساط النظامين السوري والإيراني، لتنشر مقابلتها مع ظريف، التي قال فيها ان المفاوضات النووية بين بلاده ومجموعة الدول الست «ليست حول المقدرات النووية، (بل) هي حول كرامة وسلامة إيران».
وكرر ظريف التهديدات الإيرانية من مغبة عدم التوصل الى اتفاق، وتوقع ان يكون «هناك صراع أكبر، وتوتر اعلى، وانعدام ثقة أكثر،» معتبرا انه في غياب الاتفاق سيكون هناك المزيد مما كان في الماضي، «ولكن هذه المرة قد لا تكون ادارته سهلة كما في الماضي، وقد تسوء الأحوال، وتصبح أكثر خطورة».
وتابع ظريف انه لا يعتقد ان حربا ستندلع بين بلاده، من ناحية، وإسرائيل والولايات المتحدة، من ناحية أخرى.
على ان الوزير الإيراني قال ان الخيار
الآخر هو ان تعمل «القوى العالمية»، التي يبدو ان ظريف يجزم ان إيران من بينها، «على أمور جدية تثير قلقا مشتركا لديها وان تحاول معالجتها». هذه المشاكل، حسب ظريف، «تتضمن مشاكل عدم الاستقرار، التطرف، الإرهاب في الشرق الأوسط وأفغانستان».
وألمح ظريف، في وسط الازمة الغربية مع روسيا وتقارب الأخيرة من الصين، انه يمكن لإيران ان تحل محل روسيا كشريك موثوق به للغرب. وقال ان المصالح المشتركة بين إيران والغرب تتضمن «كون إيران مصدرا موثوقا للطاقة لأوروبا».
ولأن رايت استنتجت انه يمكن لإيران العودة كي تلعب الدور الذي كانت تلعبه قبل الثورة في العام 1979، عندما «كانت تشكل وإسرائيل احدى
الركيزتين للسياسة الأميركية في المنطقة»، حاول وزير الخارجية الإيراني التنصل من تبني هذا التشبيه، لكنه كرر فكرة المصالح المشتركة بالقول: «هل قلت مصالح مشتركة... لدى إيران مصلحة أمن قومي بمكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل، فاذا كانت الولايات المتحدة مهتمة بهذا الأمر، فهذا موضوع مشترك».
وأضاف: «لدى إيران مصلحة أمن قومي في حرية الملاحة في الخليج الفارسي... لدينا مصلحة أمن قومي في محاربة الإرهاب في أفغانستان، عدم الاستقرار في أفغانستان». وتابع: «لدينا مصلحة امن قومي في الاستقرار وفي الحفاظ على حكومات مستقرة في المنطقة... ولدينا مصلحة امن قومي في وضع حد لسيل الدماء في سورية».
وختم ظريف مقابلته في «نيويوركر» بالقول: «إذا ما اخذت ما تقوله الولايات المتحدة حرفيا، فستجد فيه تقارباً (مع إيران)».
ورغم دعوته الى تحالف يعيد إيران الى سابق عهدها كمتعهد أمن لدى الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لم يقل ظريف في «نيويوركر» مباشرة ما ورد في مقالته في مجلة «فورين افيرز» المرموقة قبل اقل من أسبوعين، والتي جاء فيها ان على دول العالم «ان تقبل واقع ان دور إيران بارز في الشرق الأوسط وما بعده، وان تحترم حقوق إيران القومية الشرعية، ومصالحها، ومخاوفها الأمنية».
ومما ورد في المقالة ان «على الغربيين، خصوصا الاميركيين، ان يعدلوا من مفاهيمهم تجاه إيران والشرق الأوسط، وان يطوروا مقاربات أفضل لفهم واقع المنطقة ولتفادي أخطاء الماضي في التقدير والممارسة».
وفي حال التوصل الى اتفاق، ستعمل إيران على توثيق العلاقات مع الولايات المتحدة، وكذلك مع الاتحاد الأوروبي، حسب ظريف، الذي اقترح انشاء «ترتيب للأمن والتعاون في منطقة الخليج الفارسي»، معتبرا ان إيران «كقوة إقليمية مسؤولة، ستشارك بفاعلية في محاربة واحتواء التطرف والعنف من خلال تعاون ثنائي ومتعدد الأطراف مع دول المنطقة وما بعدها».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق