واشنطن - من حسين عبدالحسين
يعتقد مسؤولون اميركيون ان «لبنان أصبح خارج دائرة الخطر»، وان ذلك يعود في الغالب الى «الضعف الذي بدأ يشوب (الرئيس السوري بشار) الأسد، الذي كانت سياسته تقضي بزعزعة الاستقرار في المنطقة وخصوصا في لبنان كرهينة بين يديه لبقائه في الحكم»، والى «انتقال مفاتيح القرار في سورية ولبنان الى ايدي إيرانية عن طريق حزب الله».
ولأن إيران تعتقد ان لبنان بيد حليفها «حزب الله»، حسب مسؤول أميركي تحدث الى «الراي» شرط عدم الإفصاح عن هويته، فهي تسعى الى «تثبيته، وعدم والتفريط به، وعدم اقحامه في الحرب السورية». كذلك، يعتقد المسؤول نفسه ان الدول الأخرى التي تتمتع بنفوذ داخل لبنان اوعزت لمؤيديها ان تتلقف اليد الإيرانية، وان تحيد لبنان عن الازمتين السورية والعراقية، وعن الصراع الإقليمي بشكل عام.
وأوضح: «هكذا تشكلت الحكومة اللبنانية برئاسة تمام سلام، وهكذا تم تحييد الزعيم العلوي في طرابلس (علي عيد) من الساحة وتثبيت الأوضاع الأمنية في الشمال، وتم الافراج عن معتقلين ممن لا يحبهم حزب الله. كل هذه الخطوات جاءت من ضمن سلسلة من الانفراجات التي مازالت تتوالى».
وتضمنت الانفراجات اللبنانية تنسيقا على مستوى أجهزة استخبارات محلية ودولية، ينتمي بعضها الى دول متخاصمة، من اجل تحديد والقاء القبض على من ساهموا او خططوا او نفذوا تفجيرات في الأشهر الماضية.
هل هو تحييد لبنان، على غرار اتفاقية العام 1958 بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والأميركيين التي قضت بإخراج لبنان من الصراع الإقليمي، ام هي غلبة لطرف، هو في الغالب «حزب الله»، على خصومه؟
يعتقد المسؤولون الاميركيون انه لم يكن ممكنا لـ «حزب الله» وحده تثبيت الوضع في لبنان من دون تعاون جهات لبنانية داخلية وجهات إقليمية معه ومع إيران، وان «عملية مفاوضات، وتنازلات متبادلة، وتخفيف توتر تجري منذ مدة، وهي التي افضت الى التحسن الكبير في الاستقرار اللبناني».
لكن يبدو انه في أوقات ما، يحلو للبنانيين ربط خلافاتهم الداخلية الضيقة بخلافات إقليمية او دولية أكبر، على سبيل المثال انتخابات الرئاسة التي تجري هذه الأيام.
وقال المسؤول الأميركي ان واشنطن لم تسمع ان أي من العواصم المعنية لديها افضلية لمرشح للرئاسة اللبنانية على آخر، مضيفا: «في الماضي، كانت دمشق تعتبر نفسها المعنية الأكبر وكانت بعض العواصم الإقليمية تنافسها او تعترض او تزكي، اما اليوم، فميزان القوى داخل لبنان وموقف لبنان إقليميا لم يعد يتمحور حول شخص الرئيس، الذي صارت أهميته محصورة في الداخل اللبناني».
وتابع: «عندما تسمعونا نقول اننا نقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، وان اختيار الرئيس عملية تعود للبنانيين وحدهم، صدقونا». ويضيف: «اعتقد ان سفير السعودية في لبنان قال كلاما مشابها، ويمكن الإيرانيين وباقي الدول المتابعة للوضع اللبناني اتخذوا مواقف مشابهة وتركوا الخيار كاملا في هذا الشأن لحلفائهم اللبنانيين».
وأكد المسؤول ان «لا ارتباط بين انتخاب رئيس لبنان ومصير نظام الأسد، او مصير المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة الدول الست... اللاعبون الدوليون عملوا على إبقاء لبنان خارج الحريق السوري، وكل ما عدا ذلك، يعود للبنانيين وحدهم،» متوقعا أيضا ان ينعكس الاستقرار الأمني والسياسي اللبناني إيجابا على الوضع الاقتصادي.
وقال: «برأيي ان امام اللبنانيين أياما أفضل، وآملا ان أكون مصيبا في تفاؤلي».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق