الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

واشنطن تبحث مع الأردن إقامة «منطقة آمنة» في جنوب سورية

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

أكدت اوساط في الإدارة الاميركية لـ «الراي» الانباء التي تحدثت عن «وجود قوة عسكرية اميركية في الاردن، تتمركز على بعد 55 كيلومترا من الحدود السورية، ومهمتها متابعة التطورات في سورية»، مشيرة الى ان المسؤولين الاميركيين يجرون مناقشات مستمرة مع نظرائهم الاردنيين حول اقامة منطقة آمنة داخل الاراضي السورية على الحدود مع الاردن.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» كشفت ان الادارة «ارسلت سرا فرقة عمل تتألف من 150 مخططا وخبيرا الى الاردن لمساعدة القوات المسلحة (الاردنية) في تدبير شؤون اللاجئين السوريين المتدفقين، والتحضير لامكانية فقدان سورية سيطرتها على الاسلحة الكيماوية».
وقالت الصحيفة ايضا ان مهمة القوة الاميركية في الاردن تتضمن استعدادها لحصول اي طارئ او «امتداد الازمة في سورية» الى خارج الحدود السورية، او تحولها الى صراع اقليمي.
وتقول المصادر الاميركية ان مهمة القوة العسكرية تتصمن محاولة «عزل» الاردن عن تداعيات الصراع الدائر في سورية. 
المصادر الاميركية نفسها اكدت لـ «الراي» ان «المسؤولين الاميركيين يعقدون نقاشات مستمرة مع نظرائهم الاردنيين حول امكانية اقامة منطقة آمنة جنوب سورية، على الحدود مع الاردن، بهدف اسكان اللاجئين الموجودين في الاردن حاليا والذين يبلغ عددهم قرابة 200 الف، والذين يزداد عددهم بضع مئات يوميا».
وكان وزير الدفاع ليون بانيتا زار الاردن في شهر اغسطس الماضي وعقد لقاءات مع كبار المسؤولين هناك، كما اجتمع العاهل الاردني عبدالله الثاني والوفد المرافق له مع مسؤولين اميركيين كبار اثناء زيارتهم الاخيرة الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة الشهر الماضي.
ويتضمن برنامج التنسيق الاردني - الاميركي تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين، كان آخرها جولة «الاسد المتأهب» في مايو الماضي. وتعتقد الاوساط الاميركية ان القوة العسكرية المتمركزة شمال العاصمة عمان موجودة هناك منذ نهاية جولة المناورات المذكورة التي شارك فيها قرابة 12 الف جندي.
مسؤولو الادارة التزموا الصمت حيال «التفاصيل العسكرية وحركة القوات الاميركية»، وآثروا الحديث مع اعلاميين على شرط عدم ذكر اسمائهم، الا ان المتحدث باسم وزارة الدفاع جورج ليتل قال لصحيفة «نيويورك تايمز» ان بلاده تعمل «عن كثب مع شركائنا الاردنيين حول مواضيع مختلفة تتعلق بسورية منذ فترة»، وان القلق الرئيسي الذي يسيطر على الاميركيين هو ترسانة بشار الاسد الكيماوية. 
وقال ليتل: «كما قلنا سابقا، نحن نخطط منذ بعض الوقت لعدد من حالات الطوارئ (قد تجبرنا على) التدخل اما منفردين او بالاشتراك مع حلفائنا الاقليميين».
ولاحقا، اكد بانيتا للصحافيين عقب لقائه بوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل أن الولايات المتحدة تتعاون مع دول الجوار السوري لمراقبة الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية، معربا عن قلق بلاده بشأن مصيرها.
وقال: «ما زلنا قلقين بشأن سلامة هذه المواقع... ونسعى للتأكد من أن هذه الأسلحة الكيماوية لن تسقط في اليد الخطأ».
واكد أن فريقا أميركيا يعمل مع الأردن حول هذا الموضوع وأن محادثات تدور مع تركيا في هذا الشأن.
على صعيد متصل، يلاحظ الخبراء في العاصمة الاميركية ازديادا مطردا للاموال التي ترصدها واشنطن للأزمة السورية، كان آخرها اعلان وزارة الخارجية تحويلها مبلغ 15 مليون دولار اضافية، كانت مخصصة اصلا لـ «مكافحة الحرب في باكستان»، وادرجتها الآن تحت بند «دعم المعارضة السورية».
المسؤولون في وزارة الخارجية قالوا لـ «الراي» ان «هذه الاموال تستخدم للمساعدات الانسانية للاجئين السوريين داخل وخارج سورية، وللمساعدات من غير السلاح للمعارضة السورية مثل تزويدها بوسائل الاتصال».







ليست هناك تعليقات:


Since December 2008