| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
جريدة الراي
في منتجع هادئ على ضفاف نهر يورك في بلدة وليامزبرغ التاريخية في ولاية فيرجينيا، اقام الرئيس الاميركي باراك اوباما معسكرا تدريبيا استعدادا لمناظرته الرئاسية الثانية الليلة في وجه منافسه الجمهوري ميت رومني، والتي تستضيفها «جامعة هوفسترا» في مدينة نيويورك وتقدمها الاعلامية في محطة «سي ان ان» كاندي كراولي.
ومن نافل القول ان مناظرة الليلة قد تكون «المحطة المصيرية» الابرز في حياة اوباما السياسية، فعليها يتوقف الكثير من حظوظه في الانتخابات المقررة في 6 نوفمبر المقبل وامكان احتفاظه بالرئاسة لولاية ثانية.
صفوف الفريق الرئاسي لم تتبدل عن معسكر المناظرة الاولى قبل اسبوعين، والتي قدم فيها اوباما اداء «مزريا» سمح لرومني بقلب ارقام استطلاعات الرأي بعدما كان الرئيس متفوقا ومتجها الى ما يبدو انه فوز سهل ومؤكد.
مع اوباما في وليامزبرغ، حضر اكبر مستشارين رئاسيين، دايفيد اكسلرود ودايفيد بلوف، المعروفين بالـ «دايفدين»، الى جانب المسؤولين سابقا في البيت الابيض والمتفرغين اليوم في حملة اوباما الرئاسية انيتا دن ورون كلاين.
ولأن مناظرة اللية ستغطي السياستين الداخلية والخارجية، اضاف اوباما الى فريقه نائب مستشاره للامن القومي بن رودز، فيما السناتور الديموقراطي عن ولاية ماساشتوستس جون كيري، والذي يستعد لتولي منصب وزارة الخارجية في حال فوز اوباما بولاية ثانية، يستمر في لعب دور رومني في المناظرات الزائفة التي يخوضها اوباما استعدادا.
بدوره، انكفأ رومني وفريقه الى قصره في ولاية ماساشوستس الشمالية، التي كان محافظا لها قبل سنوات. ويعمل رومني على تكرار ادائه المميز قبل اسبوعين. اما صفوف فريقه فما زالت على حالها، يلعب فيها السناتور الجمهوري عن ولاية اوهايو روب بورتمان دور اوباما، فيما يلعب احد اقرب مستشاريه بيتر فلاهارتي دور كراولي.
ولأن رومني، وهو على مذهب المورومون وهو انشقاق على المسيحية لا تعترف به الكنيسة، يذهب الى كنيسة المورمون كل يوم احد صباحا، فقد انتقل فريقه الى فندق في الحي نفسه، وانضم اليهم رومني في فترة بعد الظهر حيث تم عقد جولات تدريبية متكررة استعدادا لمناظرة الليلة. وتأتي استعدادات المرشحين على اعقاب تقارير تفيد بأن فورة رومني في الاستطلاعات استمرت على مدى الاسبوع الماضي، وفاقت توقعات الخبراء، خصوصا في الولايات المسماة بالمتأرجحة والتي تشهد اعنف المعارك الانتخابية والدعائية.
واظهرت استطلاعات الرأي الجمعة الماضي ان رومني يتقدم على اوباما في ستة من اصل سبعة استطلاعات للرأي اجريت في الولايات المتأرجحة.
واظهرت الارقام ان رومني تقدم بواقع اربع او خمس نقاط مئوية منذ المناظرة الاولى على صعيد البلاد ككل، وانه مرشح الآن للفوز في ولايات فلوريدا وكولورادو وفيرجينيا، والثلاثة هي ولايات متأرجحة كانت محسوبة في خانة اوباما قبل المناظرة الاولى.
على انه على رغم فورة رومني، فان اوباما مازال يتمتع ببعض نقاط القوة، مثل احتفاظه بالصدارة، وان بفارق اصغر من قبل، في ولايات آيوا وويسكونسن ونيفادا، وخصوصا في اوهايو، التي يعتبر كل من الحزبين ان الفوز فيها هو فأل خير اذ لم يحصل ان فاز اي مرشح في سباق رئاسي منذ العام 1900 من دون فوزه بهذه الولاية، باستثناء في انتخابات العام 1960.
واوهايو متأرجحة الى حد انها انتخبت ثلاثة رؤساء ديموقراطيين، وثلاثة جمهوريين. ومع ان اوباما حصد «اصوات الكلية» الـ 18 في الولاية في العام 2008 بفارق نحو 5 نقاط مئوية عن المرشح الجمهوري جون ماكين، الا انه يعمل اليوم بكد للفوز باصواتها مرة ثانية، ما دفعه الى زيارتها 15 مرة منذ بداية هذا العام، فيما سجل منافسه رومني 23 زيارة الى هذه الولاية المتأرجحة في الفترة نفسها. في «جامعة هوفسترا» الليلة، من المتوقع ان يستعيد الرجلان خطابيهما نفسه حول السياسة الداخلية من المناظرة الاولى، مع فارق ان اوباما سيحاول ان «يسدد لكمات» موجعة بدلا من النقاش الهادئ والممل الذي قدمه في المرة الاخيرة.
اما في السياسة الخارجية، فمن المتوقع ان يحاول رومني خلق ثغرة في رواية الادارة المهزوزة حول الاحداث التي رافقت هجوم بنغازي والتي ادت الى مقتل السفير الاميركي وثلاثة اميركيين آخرين في 11 سبتمبر الماضي. على ان اوباما سيحاول بدوره الاشارة الى نجاح ادارته في قتل اسامة بن لادن واكثر من 20 قياديا في تنظيم القاعدة.
كما من المتوقع ان يوجه اوباما سهام نقده الى المواقف المتأرجحة لرومني حول الحربين في العراق وافغانستان، وان يلفت الى الجولة الخارجية، التي انقلبت الى كارثية، التي قام بها رومني في الصيف الى بريطانيا وبولندا واسرائيل، حين اثار غضب البريطانيين بسبب انتقاده لما اسماه ضعفهم في تنظيم الالعاب الاولمبية وحديثه علنا عن اجهزة بريطانيا الاستخباراتية التي من المفترض ان تبقى سرية، ثم هجومه شبه العرقي ضد الفلسطينيين.
وعلى عكس المناظرة الاولى التي لم تسمح مشاركة الجمهور، فان هذه الحلقة ستفتح المجال لاسئلة المشاركين على مدى تسعين دقيقة هي مدى المناظرة.
«ليس امام اوباما الا الفوز»، قال جيم ميسينا مدير حملة الرئيس الانتخابية في حديث مع ناشطين في الحملة في العاصمة الاميركية، امس. «لا تقلقوا، سيكون كل شيء على مايرام، وسنعود الى الصدارة»، يختم المسؤول «الأوبامي».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق