| واشنطن، نيويورك - «الراي» |
اجبر «الاعصار ساندي»، وهو الاكبر في تاريخ المحيط الاطلسي، الرئيس باراك اوباما على اعلان حالة الطوارئ في خمس ولايات هي نيويورك ونيوجيرزي وديلاوير وميريلاند وفيرجينيا فضلا عن العاصمة واشنطن.
وفي اول الخسائر المعلن عنها نتيجة الاعصار سقط قتيلان في انقلاب سفينة تاريخية قبالة نيويورك تم انقاذ 14 آخرين من ركابها.
ووضع محافظو هذه الولايات 60 الف جندي من «الحرس الوطني» في حال تأهب للمشاركة في عمليات انقاذ او رفع انقاض لمرحلة ما بعد العاصفة، التي ادت الى اغلاق اكثر من 15 مطارا محليا ودوليا وتاليا الغاء اكثر من ستة الاف رحلة، فيما اعلنت ادارات مترو الانفاق في كل من نيويورك وواشنطن تعليق خدماتها منذ مساء اول من امس وحتى اشعار آخر. بدورها، اعلنت شركة القطارات «امتراك» ايقاف جميع رحلاتها بين مدن الشمال الشرقي الاميركي.
ويوم اول من امس، استفاق سكان العاصمة والشمال الشرقي عموما على ظلمة بسبب الغيوم الداكنة والامطار الغزيرة والمتواصلة، فيما استمرت سرعة الرياح بالازدياد، وتوقعت الارصاد الجوية ان تصل سرعتها الى اكثر من 150 كيلومترا في الساعة.
هذه الاوضاع الجوية فرضت ما يشبه حظر التجوال على مدن واشنطن ونيويورك وبالتيمور والمدن الكبرى الاخرى في المنطقة. ويوم اول من امس، سارع السكان الى شراء الحاجيات المعيشية الضرورية، ومع حلول الظهيرة، نفدت بعض السلع الاساسية خصوصا مياه الشرب المعلبة والشموع والبطاريات.
ووضعت شركة «بيبكو»، المسؤولة عن تزويد معظم المنطقة بالكهرباء، كل فرق الصيانة التابعة لها في وضع متأهب، واستقدمت 4000 عامل اضافي للتعاطي مع اي حالات انقطاع في التيار الكهربائي، والتي يتوقع ان تحصل في مناطق متعددة وان يستمر التيار منقطعا لايام قبل اصلاح الاعطال واعادته.
وفي واشنطن، اعلنت الحكومة الفيدرالية اقفال مؤسساتها والادارات التابعة لها، ما عدا مؤسسات الطوارئ، والتزم بقرار الاقفال المؤسسات الخاصة والمدارس والجامعات.
اما في نيويورك ونيوجيرزي وميريلاند، فقد امر المسؤولون بالاخلاء الالزامي لبعض المناطق، فطلب عمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبرغ اخلاء جنوبي جزيرة مانهاتن حيث سوق الاسهم وكبرى الشركات المالية، التي اقفلت ابوابها جميعا.
بدوره، اصدر حاكم نيوجيرزي كريس كريستي امرا باخلاء المناطق الساحلية للولاية خصوصا اتلانتك سيتي المعروفة لدى السياح بكازينوهاتها للقمار وعلبها الليلية، كذلك فعل حاكم ميريلاند روب ماكدونال الذي امر باخلاء المنطقة الساحلية لولايته من السكان والزوار.
اوباما الغى لقاءات انتخابية كانت مقررة في فلوريدا وآثر البقاء في «غرفة الاوضاع» في البيت الابيض حيث عقد لقاءات مفتوحة مع مسؤولي الامن القومي ومع كبار مسؤولي ادارة الطوارئ الفيدرالية (فيما).
ومن المتوقع ان تنجلي تأثيرات الاعصار عن واشنطن مع حلول صباح اليوم الثلاثاء، فيما قد تستمر العاصفة في المدن الشمالية الاخرى مثل نيويورك حتى صباح غد، حسب التوقعات الاولية للارصاد الجوية.
سياسيا، ادى «الاعصار ساندي» الى الغاء عملية التصويت المبكر التي تجري في العاصمة وفي الولايات المذكورة، وهو ما قد يؤثر سلبا في حظوظ الرئيس الاميركي الذي تعول حملته كثيرا على تلك الاصوات.
وفيما علق اوباما حملته الانتخابية للتفرغ لمتابعة الاعصار، تابع منافسه الجمهوري ميت رومني لقاءاته الانتخابية في الولايات المتأرجحة اوهايو والينوي وآيوا، وهي في الوسط الغربي وبعيدة عن مسار الاعصار. وقد يعطي عدم تعليق رومني لحملته الفرصة لاوباما لمهاجمته فيما بعد واعتباره لا يتفاعل وهموم الاميركيين بل يسعى فقط الى تحسين وضعه الانتخابي.
وكان عدد من الخبراء تساءلوا حول تأثير العاصفة على حظوظ المرشحين، فاعتبر البعض انها قد تكون فرصة لاوباما لاظهار مزاياه القيادية، فيما تخوف آخرون من ان تؤدي العاصفة الى دمار يؤثر سلبا في حظوظ اعادة انتخاب الرئيس الاميركي لولاية ثانية.
وفي الوقت الذي كان انتباه معظم الاميركيين مشدودا الى وقائع الاعصار واقترابه من شواطئ الشمال الشرقي، اظهرت استطلاعات للرأي متفرقة ان اوباما يتمتع بتقدم شعبي طفيف على رومني، على الاقل حسب الاستطلاع الاخير الذي اجرته صحيفة «بوليتيكو» بالتعاون مع «جامعة جورج واشنطن» والذي اظهر الرئيس الاميركي متقدما بنقطة مئوية واحدة على منافسه الجمهوري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق