| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
للمرة الأولى منذ سنوات، عاد لبنان إلى واجهة الاهتمامات الديبلوماسية في العاصمة الأميركية المنغمسة في شؤونها الانتخابية قبل 11 يوماً على انتخابات الرئيس والكونغرس المقررة في 6 نوفمبر المقبل.
وعلمت «الراي» أن ديبلوماسيين كباراً في وزارة الخارجية عقدوا، على مدى الأيام القليلة الماضية، لقاءات واتصالات مع نظرائهم في العواصم المعنية بالشأن اللبناني، وخصوصا الفرنسيين والسعوديين، وانه تم الاتفاق على الخطوط العريضة للسياسة التي ستتبعها هذه الدول تجاه الشأن اللبناني في الاسابيع المقبلة.
تقول مصادر أميركية إن «الدول المعنية اعتبرت ان الاستقرار في لبنان هو الهم الاول والرئيسي للبنانيين كما للمجتمع الدولي»، وان «حكومة (الرئيس نجيب) ميقاتي لم تعد قادرة على المساهمة في تأمين هذا الاستقرار، بل اصبحت جزءا من الازمة خصوصا على اثر الهجوم الارهابي (حادثة اغتيال رئيس شعبة المعلومات في الامن الداخلي وسام الحسن) الاسبوع الماضي».
عليه اتفقت العواصم المعنية «على ضرورة رحيل حكومة ميقاتي»، حسب المصادر الأميركية، التي تقول: «لا نعرف كيف تمت قراءة موقفنا وكأنه تزكية لبقاء حكومة ميقاتي».
ويقول المسؤولون الأميركيون ان «من وجهة نظر اقليمية، لا خوف على استقرار لبنان الذي يكفله حاليا رئيس الدولة ميشال سليمان»، وانه «حتى لو رحل ميقاتي، بامكان سليمان لعب دور صمام الامان حتى التوصل إلى تشكيل حكومة بديلة».
على ان بعض الأوروبيين يعتقدون ان «من الافضل التوصل إلى اتفاق بين الاطراف اللبنانيين على اسم الشخصية السنية التي سيتم تكليفها لتخلف ميقاتي، وعلى التشكيلة الحكومية عموما، قبل رحيل حكومته».
ويقول المسؤولون الأميركيون ان «التفكير يذهب في اتجاه دعم تسمية شخصية تكون اولا من خارج البرلمان والاحزاب السياسية القائمة، وثانيا حيادية وتتمتع بتأييد معظم الاطراف السياسية». على ان هذه المهمة تبدو صعبة من وجهة نظر المجتمع الدولي، وان «كانت ليست مستحيلة».
ويضيف هؤلاء ان هناك اتجاها لتحديد مهمة الحكومة بأمرين هما «الحفاظ على الامن اللبناني والتأكد من ان الاحداث في سورية لن تتمدد باتجاه لبنان»، و«التوصل إلى اقرار قانون انتخابات يضمن عدالة التمثيل في الانتخابات البرلمانية العام المقبل».
باختصار، يقول المسؤولون الأميركيون، «ستكون الحكومة الحيادية المرجو تشكيلها حكومة انتخابات».
ومع ان واشنطن غالبا ما تشدد على احترامها لخيارات اللبنانيين في حكوماتهم، الا ان المصادر الأميركية تذكر ان «للولايات المتحدة حلفاء وأصدقاء داخل لبنان وحول المنطقة، وهو ما يساهم في عملية صنع القرار الأميركي وبناء المواقف من الوضع اللبناني عموماً».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق