| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
لم يكد يقفل الاسبوع الاول من شهر اكتوبر، السيء انتخابيا للرئيس باراك اوباما وحزبه الديموقراطي، حتى أصدر «مكتب احصاءات العمل» بيانه الشهري الذي اظهر انخفاضا في نسبة البطالة بين الاميركيين الى ما دون ثمانية في المئة للمرة الاولى منذ وصول اوباما الى الحكم في يناير 2009.
هذه «الاخبار السارة» انعشت آمال الديموقراطيين الذين كانوا اصيبوا بما يشبه الاحباط على اثر الاداء الضعيف لاوباما اثناء المناظرة الرئاسية الاولى في وجه منافسه ميت رومني مساء الاربعاء الفائت.
تقرير وزار ة العمل اظهر ان الاقتصاد الاميركي اضاف 114 الف وظيفة في شهر سبتمبر الماضي، كما اعاد النظر في ارقام وظائف شهري يوليو واغسطس، واعتبر انها ارتفعت بـ 86 الف وظيفة اكثر من التقديرات الصادرة سابقا. وفي المحصلة النهائية، انخفضت نسبة البطالة الى سبعة فاصلة ثمانية في المئة للمرة الاولى منذ 43 شهرا.
وافادت التقارير ان الاقتصاد الاميركي مازال يشهد ازديادا في عدد وظائفه منذ 24 شهرا متتالية، وان نسبة العاطلين عن العمل انخفضت الى 12 مليون ومئة الف أميركي للمرة الاولى منذ قرابة اربع سنوات، وان البلاد شهدت اضافة ما مجموعه 325 الف وظيفة منذ تولي اوباما الرئاسة.
ولأن رومني يبني حملته الرئاسية على «خلق وظائف» للاميركيين على اعتبار ان اوباما فشل في ذلك، اثار التقرير سخط الجمهوريين ووسائل اعلامهم، وذهب بعضهم الى اعتبار ان وزارة العمل ومكتب الاحصاءات التابع لها يتآمران لمصلحة الرئيس ضد الحزب الجمهوري.
الا ان مدير هذا المكتب حتى الامس القريب، كيث هول، كان عيّنه الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الابن، وخلف هول الاقتصادي جون غافين، غير الحزبي، الذي يشغل المنصب بالوكالة حاليا.
بدوره، اعتبر رومني ان الارتفاع في عدد الوظائف ليس كافيا، وقال في بيان صدر عن حملته انه «ليس هكذا يكون التعافي الحقيقي الاقتصادي». واضاف: «لقد خلقنا وظائف اقل في سبتمبر من اغسطس، واقل وظائف في اغسطس منه في يوليو، وخسرنا 600 الف وظيفة صناعية منذ تولي الرئيس اوباما الحكم».
ورغم الانتقادات بحق رومني انه غالبا ما يطلق اقوالا تجافي الحقيقة لتحقيق مصالحه الانتخابية، جاء في بيان المرشح الجمهوري ان «23 مليون اميركي يصارعون من اجل العثور على وظيفة»، وهو ما يناقض صراحة تقرير «مكتب احصاءات العمل» الذي اظهر ان رقم العاطلين عن العمل هو 12 مليونا.
كيف يؤثر انخفاض نسبة البطالة على حظوظ اعادة انتخاب اوباما لولاية ثانية؟
يقول الخبير البارع نات سيلفر ان هناك علاقة واضحة بين التغيير في نسبة البطالة وحظوظ اي رئيس اميركي مرشح لاعادة الانتخاب. ويعتبر سيلفر ان «انخفاض البطالة تحت حكم السيد اوباما هذه السنة، منذ ديسمبر الماضي، هو الانخفاض الاكبر في سنة انتخابية منذ اعادة انتخاب رونالد ريغان عندما انخفضت النسبة الى سبعة فاصلة ثلاثة في المئة في سبتمبر 1984، من ثمانية فاصلة ثلاثة في المئة في ديسمبر 1983».
ويعتقد سيلفر ان انخفاض نسبة البطالة وحده لا يضمن اعادة الانتخاب، فالنسبة انخفضت كثيرا في العام 1976، ومع ذلك خسر جيرالد فورد كرسي الرئاسة لمصلحة المرشح جيمي كارتر.
وتوقع سيلفر ان تتم اعادة انتخاب اوباما بفارق ضئيل يبلغ 3 نقاط مئوية، «تماما كما تغلب (الرئيس السابق جورج) بوش على (المرشح الديموقراطي السناتور) جون كيري العام 2004». واضاف: «خصوصا مع تقارير العمل الصادرة الجمعة(الماضي)، صارت الارقام الاقتصادية كافية لوضع الرئيس في الخانة المفضلة لاعادة الانتخاب، بالنظر الى كيفية تقييم الاميركيين لرؤسائهم تاريخيا».
ويختم الخبير الاميركي انه «للمرة الاولى منذ وقت طويل، يجدر بالسيد اوباما ان يكون سعيدا اذا ما اتجهت النقاشات الانتخابية نحو الاقتصاد».
وتأتي «الاخبار السارة» الى الحزب الديموقراطي على خلفية اخبار مشابهة حول وضع السباق في الكونغرس بمجلسيه، اذ ترجح استطلاعات الرأي ان يحافظ الديموقراطيون على غالبيتهم الحالية البالغة 53 مقعدا من اصل 100 في مجلس الشيوخ، حسب احصاءات كل من سيلفر والخبير الآخر المرموق تشارلي كوك.
وتعتبر مؤسسة «تقرير كوك» ان وضع الديموقراطيين انتخابيا في مجلس النواب يتحسن للمرة الاولى مع ارتفاع شعبية اوباما.
وكتب دايفيد واسرمان، من مؤسسة «تقرير كوك»، ان «الديموقراطيين يراقبون عن كثب الدوائر الانتخابية التي يمثلها اعضاء كونغرس من الحزب الجمهوري، والتي فاز فيها اوباما في العام 2008».
ويقول واسرمان ان عدد هذه الدوائر يبلغ 58، وهو رقم انخفض من 61 بسبب اعادة رسم الدوائر التي قام بها الكونغرس الحالي، ذات الغالبية الجمهورية، عملا بما ينص عليه الدستور من اعادة ترسيم الدوائر على اثر كل احصاء سكاني يجري كل عشرة سنوات.
ويسيطر الجمهوريون حاليا على الاكثرية بـ 242 مقعدا، مقابل 193 للديموقرطيين، الذين يحتاجون الى 25 مقعدا لاستعادة الاكثرية التي خسروها في انتخابات العام 2010.
وفي حال نجح اوباما في الفوز بالدوائر الـ 58 نفسها التي فاز فيها العام 2008، فان عددا من المرشحين الديموقراطيين سيحصدون عددا من هذه الدوائر ايضا. بيد ان «تقرير كوك» مازالت تعتقد ان الديموقراطيين لن ينجحوا في استعادة اكثر من 10 مقاعد في الكونغرس، وهو ما يعني ان الاكثرية ستبقى بأيدي منافسيهم الجمهوريين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق