الخميس، 18 أكتوبر 2012

اعتقال بنغالي كان ينوي تفجير «الاحتياطي الفيديرالي» في نيويورك

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

اعتقل «مكتب التحقيقات الفيديرالي» (اف اب آي)، بالتعاون مع الشرطة المحلية في مدينة نيويورك، البنغالي قوازي نفيس، البالغ من العمر 21 عاما، بتهمة محاولة تفجير عبوة ناسفة تستهدف «البنك الاحتياطي الفيديرالي». 
وأظهرت وثائق الادعاء ان نفيس كان يعتقد ان الشاحنة التي ركنها امام البنك فيها عبوة زنتها نصف طن من المتفجرات، وانه كان بامكانه تفجيرها عن طريق خليوي تم وصله بها. الا ان العبوة كانت مزيفة زوده بها رجال الـ «اف بي آي» الذين كانوا يتواصلون معه عبر عميلهم السري، الذي كان نفيس اعتقد انه نجح في اشراكه في المخطط.
وهذه المحاولة رقم 15 لتفجير عبوة في المدينة منذ هجمات 11 سبتمبر 2011.
وكان نفيس دخل الولايات المتحدة بتأشيرة دخول طالب في يناير الماضي منتسبا الى «جامعة ميزوري» الجنوبية، وعمل منذ ذلك الحين على تجنيد مجموعة متطرفة بهدف القيام باعمال عنف في عموم البلاد. واتضح ان احد الذين كان يعتقد انه جندهم كان في الواقع عميلا سريا للاستخبارات الاميركية.
وترجح وثائق المحكمة ان نفيس لم يكن على اتصال بتنظيم «القاعدة»، مع انه صرح بذلك الى العميل السري في يوليو، وتعتبر الوثائق ان نفيس قام بعمله منفردا ومتأثر بالدعاية التي يبثها التنظيم عبر مطبوعة انكليزية كان يصدرها بعنوان «انسباير» وكان يشرف على تحريرها الاميركي من اصل يمني انور العولقي، الذي قتلته القوات الاميركية في اليمن في سبتمبر من العام الماضي.
وقبل محاولته التفجير عبر الخليوي، طلب نفيس من العميل السري تصوير شريط فيديو، ضمّنه تهديدات للاميركيين قال فيها: «لن نتوقف حتى نحرز النصر او الشهادة».
وقالت المدعي العام لوريتا لينش، اثناء الاعلان عن التهم الموجهة الى نفيس، ان المتهم «اعتقد انه كان يسدد ضربة للاقتصاد الاميركي، وانه كان يدير مجموعة من يشاطرونه الرأي». واضافت: «لكن في كل خطوة، كان مخطئا».
وتظهر الوثائق ان نفيس ابلغ العميل السري انه كان لديه «خطة باء» تتضمن قيامه بعملية تفجير انتحارية ان اقتضى الامر. 
وجاءت انباء اعتقال نفيس بعد اقل من يوم على اعلان التحقيقات الاميركية اعتراف الاميركي من اصل ايراني منصور عربسيار انه كان على اتصال بـ «الحرس الثوري» الايراني من اجل تنفيذ عملية كانت تهدف الى اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجبير.
ومع ان الانباء في الحالتين تظهر نجاح الادارة الحالية في مكافحة الارهاب، وبالتالي تصب في مصلحة اعادة انتخاب الرئيس باراك اوباما، الا ان انهماك البلاد ووسائل الاعلام بنتائج المناظرة الرئاسية الثانية التي جرت مساء الثلاثاء، وبالمشهد الانتخابي عموما، يطغى على ما سواه من اخبار، بما فيها خبر اعتقال نفيس.
وفي سياق متصل، لاحظ خبراء ان اوباما توقف عن ترديد مقولته ان «تنظيم القاعدة يتراجع». 
وكتب جوش روغان في صفحته في «فورين بوليسي» انه في مناظرة الثلاثاء، «خفف الرئيس باراك اوباما من ادعاءاته حول نجاح الولايات المتحدة في حربها ضد القاعدة، مبتعدا عن جملته التي رددها غالبا اثناء حملته ان التنظيم الارهابي يتقهقر».
ولفت روغان الى ان اوباما كرر حرفيا، في اكثر من خطاب انتخابي، جملته التي يقول فيها «قلت اني سأنهي الحرب في العراق، وفعلت ذلك، وقلت اني سأعيد التركيز على من هاجمونا في 11 سبتمبر، وقد طاردنا قيادة القاعدة كما لم نفعل من قبل، واليوم القاعدة تتقهقر واسامة بن لادن ميت». واعتبر روغان انه اثناء المناظرة الرئاسية الثانية، كرر الرئيس المقطع نفسه لكن هذه المرة حذف منه الجزء الذي يقول فيه ان «القاعدة تتقهقر».
الى ذلك (ا ف ب) نفى اقرباء نفيس صفة التطرف عن الشاب الذي اكدوا انه مسلم ورع لم يظهر أي توجهات راديكالية.
وقال أحد أقرباء قاضي محمد رضوان الاحسان نفيس (21 عاما)، من منزل الأسرة في دكا عاصمة بنغلادش، ان الأسرة تحدثت معه قبل ساعات من القبض عليه الأربعاء، حتى أنهم رشحوا له فتاة للزواج.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008