اعتبرت مصادر مطلعة في وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» ان الهجوم الذي تشنه قوات الحكومة العراقية بالاشتراك مع ميليشيات «الحشد الشعبي» ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) «وصل حده الأقصى».
ورجّحت انه «لن يكون بإمكان القوة العراقية المشتركة بين القوات النظامية وغير النظامية استكمال طرد (داعش) من المناطق التي يسيطر عليها في غرب العراق وشماله الغربي».
وقالت المصادر ان «التقارير المتواترة من ساحات المعارك تشير الى انه - وبغطاء جوي كثيف تقدمه مقاتلات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة - نجحت القوات المشتركة بتحقيق تقدم داخل مدينة الرمادي من محوريْن في جنوبها وشرقها، لكن (داعش) نجح في وقف التقدم بإظهار شراسة قتالية ادت الى ضراوة في المعارك. وبسبب التحام الطرفيْن، أحجمت مقاتلات التحالف عن استكمال مشاركتها في القتال في شوارع الرمادي لصعوبة تحديد اماكن المسلحين بدقة كافية ولتفادي توجيه ضربات عن طريق الخطأ الى القوات المشتركة، التي يقودها ضباط من «فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني»، حسبما يرى باحثون.
ومثلما حصل في الرمادي، نجحت القوات العراقية المشتركة في اختراق خط الدفاع الأول الذي اقامه تنظيم «داعش» حول مدينة الفلوجة. لكن التقدم توقف، ايضاً بسبب استشراس مقاتلي «داعش» وتمسّكهم بالاراضي التي يسيطرون عليها. وكما في الرمادي أيضاً، يجعل القتال داخل المدينة من الصعب على مقاتلات التحالف او المدفعية العراقية المشاركة في القتال مخافة التسبّب بوقوع «خسائر صديقة».
ويتابع مسؤولو «البنتاغون» والخبراء الاميركيين ان «(داعش) نجح في تخفيف ضغط الهجوميْن عليه في الرمادي والفلوجة بفتح جبهة في محافظة ديالى، التي تجاور الحدود مع إيران. وكان التنظيم نجح، في الاسابيع الاولى التي تلت استيلاءه على مدينة الموصل الشمالية في 10 يونيو من العام الماضي، في تحقيق تقدم داخل ديالى وصل خلاله الى مشارف بلدة خانقين، وهذه الاخيرة كانت شهدت معارك حامية اثناء الحرب العراقية - الإيرانية بين الاعوام 1980 و1988».
احتلال «داعش» العام الماضي لبلدة جلولاء، التي تبعد 35 كيلومتراً عن الحدود العراقية مع ايران، أجبر الجيش الإيراني النظامي (آرتيش) على دخول الاراضي العراقية، حسب مسؤولين في «البنتاغون»، لصد هجوم التنظيم المذكور. واستخدم الجيش الإيراني حينذاك مقاتلاته الأميركية من طراز «أف - 4» التي يملكها منذ ما قبل ثورة 1979 في ايران. ويقول مسؤولو «البنتاغون» ان «التنظيم المتطرف شن الاسبوع الماضي، هجمات عنيفة، خصوصا باستخدامه السيارات المفخخة، في مناطق مختلفة من ديالى، ضد قوات من (تنظيم بدر)العراقي الشيعي الذي يقوده ضباط إيرانيون. ومن المعروف ان وزير الداخلية العراقي محمد الغبان، ينتمي الى (بدر)، وبسبب ضغط (داعش) في ديالى، وجدت الحكومة العراقية وقيادة (فيلق القدس) نفسيْهما في حيرة: إما أن ينقلا مقاتلين الى ديالى وتالياً يعطّلون زخم الهجوميْن في الرمادي والفلوجة، أو يستمران في الهجومين ويتركان ديالى عرضة لتقدم (داعش) الذي ربما يجبر القوات الإيرانية على دخول الاراضي العراقية مجدداً للانخراط في القتال ضده».
ويتابع المسؤولون الاميركيون ان «الحيرة العراقية - الإيرانية تظهر ان الاعداد البشرية المتوافرة لبغداد وحلفائها الايرانيين وصلت أقصاها، وانه لا يمكن توسيع رقعة القتال التي تنخرط فيها القوات المشتركة ضد (داعش) من دون المخاطرة بجبهة دون أخرى».
ويختم المسؤولون الاميركيون ان «قيادة القوات العراقية المشتركة كانت تسعى لإقامة حزام أمني واسع حول بغداد وحول مناطق الجنوب العراقي ذي الغالبية الشيعية، مع ما يعني ذلك من ضرورة السيطرة على الفلوجة والرمادي لإضافتها الى تكريت التي استولت عليها هذه القوات من (داعش) قبل اسابيع. لكن القوات المشتركة يبدو انها عدّلت من المخطط الاصلي القاضي بإنشاء أحزمة أمنيّة واسعة تُبقي التنظيم المتطرف بعيداً، والارجح ان القوات العراقية ستكتفي بأحزمة ضيقة بدلاً من ذلك، وهو ما يعني ان القوات المشتركة قد لا تتقدم كثيراً أبعد ما تقدمت حتى الآن، وقد تبدأ خطوط الجبهة بالثبات».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق