حسين عبدالحسين
تتداول الأوساط المعنية في العاصمة الأميركية همساً خبراً مفاده أن إدارة الرئيس باراك أوباما وفريق نظيره الإيراني حسن روحاني يجريان اتصالات لتنظيم لقاء بين الرئيسين على هامش مشاركة روحاني في اللقاء السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 سبتمبر الجاري.
ويقول العارفون إن ما يجري العمل عليه حالياً هو تنظيم اتصال بين رئيسي الدولتين سيكون الأول من نوعه منذ الثورة الإيرانية في العام 1979. ويضيف هؤلاء أن المسؤولين من الجهتين لم يحددوا حتى الآن شكل الاتصال: «في أحسن الأحوال، قد يتمكن المنظمون من عقد اجتماع قمة قصير بين الاثنين تليه تصريحات يدليان بها». ويتابعون: «أما في أضعف الإيمان، فيمكن تنظيم مصافحة عابرة».
وكان أوباما وروحاني تحادثا هاتفيا أثناء زيارة الأخير نيويورك في سبتمبر 2013 في ما وصفه كثيرون على أنه «مكالمة تاريخية». وقبل حدوث المكالمة، التي أجراها روحاني من السيارة وهو في طريق عودته إلى المطار، حاول أوباما التواجد في أماكن قد تضعه وجهاً لوجه مع الرئيس الإيراني، فلبى الرئيس الأميركي دعوة الغداء التي يعقدها عادة أمين عام الأمم المتحدة على شرف زعماء الدول المشاركة في أعمال الجمعية العامة.
لكن يبدو أن روحاني تبلغ نية أوباما الحضور، فآثر التغيب عن غداء الأمين العام بان كي مون، ولم يفسح المجال لأي اتصال مع الرئيس الأميركي إلى أن اتصل به هاتفياً. ويعتقد الخبراء، خصوصاً من معارضي أوباما، أن روحاني «لم يحصل على الضوء الأخضر للاتصال بأوباما، إلا بعدما تأكدت جماعة المرشد من إيران أن الرئيس الأميركي بدا هو المستميت في مطاردة نظيره الإيراني».
وبعيداً عن الأسباب التي أدت إلى الاتصال الهاتفي، صار معلوماً اليوم أنه جاء بعد صيف شهد محادثات سرية في سلطنة عمان بين وزارتي خارجية البلدين. وسبق الاتصال الرئاسي الأميركي - الإيراني في سبتمبر 2013 التوصل للاتفاقية النووية الموقتة مع إيران في نوفمبر.
وينقل المتابعون عن فريق الرئيس الأميركي اعتقاد مسؤولي الإدارة أن «الظروف نضجت لمصافحة بين رئيسي أميركا وإيران»، وأنه بعد «سنتين من المفاوضات السرية وأول اتصال علني بينهما، تغير الكثير نحو الأفضل، وتعززت الثقة بين الحكومتين».
ويتابع هؤلاء أن المصافحة تأتي بعد أن حسمت الأمور في الكونغرس، واقترب العالم من تطبيق ما ورد في الاتفاقية النووية لناحية رفع العقوبات عن إيران في مقابل إخضاع برنامجها النووي لمراقبة دولية.
ويأتي الحديث عن مصافحة أو لقاء بين أوباما وروحاني في وقت تتضارب الإشارات الواردة من طهران إلى العاصمة الأميركية، فبعدما سرت أنباء أن الحكومة الإيرانية قامت بمسح كل الشعارات الداعية إلى الموت لأميركا في شوارع طهران وعموم المدن الإيرانية، أطل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي ليقول إن بلاده لا تنوي الخوض في حوار مع أميركا خارج الاتفاقية النووية، فيما رصد المتابعون تصريحات لروحاني قال فيها إنه حان الوقت لبلاده التفكير في التعاطي مع دول مختلفة، وهو ما فسره كثيرون على أنه كان يعني الولايات المتحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق