| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
في اللقاء الذي انعقد بين الرئيس باراك أوباما وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض أمس، كرر الزعيمان مواقفهما السابقة لناحية الحديث عن متانة العلاقة بين البلدين والنية بالاستمرار في التعاون في معالجة الأزمات المتنوعة في منطقة الشرق الأوسط، مثل الحرب على الإرهاب وأزمتي سورية واليمن، والتصدي لنشاطات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، حسب تعبير الرئيس الأميركي.
اللقاء بين الرجلين استمر ساعات وشمل جلسة غداء عمل في غرفة لقاءات الحكومة، المجاورة للمكتب البيضاوي. وقبل بدء الاجتماعات، حدد أوباما عناوين المشاورات مع ضيفه السعودي بالقول إنها ستشمل «نقاشاً حول تطبيق الاتفاقية النووية مع إيران»، والتوصل الى حل في سورية، والحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، ومواضيع تتعلق بالاقتصاد العالمي بما في ذلك شؤون بيئية ومشكلة الاحتباس الحراري.
وأكد أوباما أن محادثاته مع الملك تشمل التصدي لأنشطة إيران التي تزعزع الاستقرار في المنطقة.
وحاول أوباما إعطاء الانطباع انه رغم التحسن المتوقع في العلاقات الأميركية مع إيران، تبقى السعودية في صدارة أصدقاء واشنطن. وقال أوباما ان بلاده تأخذ الاولويات السعودية بعين الاعتبار، وأشار الى ان واشنطن تشارك الرياض القلق حول اليمن وسورية، لكن الرئيس الأميركي لم يقدم أي التزامات، فاكتفى بالقول إن «اميركا والسعودية يمكنهما بحث التحول السياسي لحل الأزمة السورية»، ما يعني ان أوباما يرغب بمشاركة سعودية في حل الأزمة السورية، ولكنه يصر على الرؤية الأميركية للحل، والتي تتباين بعض الشيء مع النظرة السعودية القائلة بضرورة رحيل الأسد كمدخل لأي تسوية.
أما رؤية واشنطن، فمبنية على دعوة جميع الأطراف المعنية للانخراط في حوار، منها السعودية، وكذلك إيران، التي سبق ان جزم أوباما بضرورة مشاركتها في حوار الحل السوري في اطلالات سابقة له. لكن أوباما أضاف هذه المرة انه سيبحث وضيفه السعودي كيفية التصدي لنشاطات إيران المزعزعة للاستقرار.
بدوره، أكد خادم الحرمين نية بلاده التعاون مع الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. وقال: «علاقاتنا مستمرة بما يفيد السلم في العالم كله وخصوصا الشرق الأوسط»، مذكراً بأن الصداقة بين بلاده والولايات المتحدة تعود إلى أيام الملك الراحل عبد العزيز والرئيس الراحل فرانكلين روزفلت، مشيراً إلى انه قصد افتتاح زياراته الرسمية الخارجية بزيارة إلى الولايات المتحدة كتأكيد على تلك الصداقة.
وكان العاهل السعودي وصل العاصمة الأميركية، اول من أمس، واقام والوفد الكبير المرافق له، والذي يتصدره 4 وزراء، في فندق «فور سيزنز» في منطقة جورجتاون.
ورغم أن زعماء الدول غالباً ما ينزلون في الفندق نفسه أثناء زياراتهم للعاصمة الأميركية، الا ان الوفد السعودي حجز الفندق بأكمله، فأقفل الفندق ابوابه امام عامة الناس، وتجمهرت حوله سيارات الشرطة والأمن السري الأميركي المولج حماية الرئيس الأميركي والشخصيات التي تزور واشنطن. وتحول الفندق ومحيطه الى شبه معسكر، وتحولت بعض شوارع واشنطن الى ساحة حرب مع وجود أمني كثيف.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير استبق اللقاء الملكي – الرئاسي بلقاءات عقدها مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية، اول من أمس، فيما افتتح وزير التجارة والصناعة توفيق الربيعة مؤتمراً حول العلاقات التجارية بين المملكة وأميركا بمشاركة نخبة اقتصادية ومالية أميركية رفيعة. واستمرت أعمال المؤتمر برئاسة الربيعة على مدى يوم أمس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق