| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
أفادت مصادر أميركية بأن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين «نتنياهو اتفق مع الروس على الاستمرار في منع وصول أسلحة نوعية الى حزب الله، وأن إسرائيل ستحتفظ بحق شن غارات ضد أي اهداف تعتقدها شحنات أسلحة الى الحزب تتحرك داخل سورية، حسبما دأبت على فعل ذلك على مدى السنوات الثلاث الماضية». ونقلت المصادر الأميركية عن الإسرائيليين أنهم سمعوا موافقة كاملة من بوتين حول هذا الامر.
وقالت المصادر ان نتنياهو الذي اجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زود المسؤولين الأميركيين بخلاصة اجتماعاته مع الروس، والتي تمحورت حول تأكيد «قوانين الحرب» المندلعة في سورية.
وتابعت المصادر أن «الإسرائيليين استفهموا من الروس عن سبب انتشارهم العسكري في سورية، وأن بوتين قال ان الأهداف المباشرة تتصل بمنع نظام الرئيس السوري من السقوط بعدما بدت علامات وهن واسعة في حروبه الدفاعية في سهل الغاب شمالاً وفي معارك الربيع في القنيطرة جنوباً».
وكان بوتين حاول إقناع الرئيس باراك أوباما، في اتصال هاتفي في يوليو الماضي، بضرورة «القيام بخطوات ضرورية لمنع انهيار نظام الأسد»، محذراً إياه من استيلاء «المجموعات الإسلامية على الحكم في سورية وتحويلها الى بؤرة لشن الإرهاب ضد دول العالم».
لكن أوباما لم يبد حماسة للتجاوب مع مطالب بوتين، بل اعتبر ان الاتصال كان سببه تقهقر الأسد، معتقداً ان التقهقر من شأنه ان يجبر الأسد على المشاركة في مفاوضات تؤدي الى انتقال الحكم وخروجه منه. كذلك، يبدو ان أوباما لم يعتقد أن لبوتين نفوذاً يذكر في سورية، وان إيران هي صاحبة الكلمة الأخيرة، وهو ما دفع أوباما على الإصرار، امام بوتين، ان تكون إيران جزءاً من أي تسوية سياسية تؤدي لإنهاء الأزمة السورية.
ويبدو ان أوساط الإدارة الأميركية رصدت استياء ايرانياً، عبر الاعلام التابع للنظام في طهران، من قيام الروس بتعزيز نفوذهم داخل سورية.
واردفت المصادر أن «النظام الإيراني يحاول إعطاء انطباع ان الخطوة الروسية تأتي بتنسيق مع واشنطن، وان العاصمتين تتآمران على الأسد وإيران، وهو طبعاً تحليل خاطئ ويظهر ان طهران، وإن كانت تحاول إخفاء غيظها من خطوة موسكو الاخيرة، فهي لا ترتاح للخطوة الروسية كثيراً».
والتباين بين موسكو وطهران هي فكرة تردّدها أوساط الإدارة الأميركية منذ فترة، وتعتقد انه يمكن لأميركا وحلفائها استغلال هذا التباين.
على ان نتنياهو لا يكترث لحسابات الفرقاء السوريين وعرّابيهم الإقليميين والدوليين، بل ان اهتمام إسرائيل ينحصر بضبط قواعد الحرب السورية للحفاظ على استقرار وأمن الدولة العبرية، وهو سبب زيارة نتنياهو العسكرية - الاستخباراتية الى موسكو.
وتتمتع إسرائيل وموسكو بعلاقة أفضل من علاقة أي منهما بالولايات المتحدة، فروسيا ابتاعت أخيراً 10 طائرات من دون طيار من صنع إسرائيلي، فيما التنسيق الاستخباراتي بين الاثنين رفيع المستوى. وكانت إسرائيل امتنعت عن التصويت ضد روسيا في قرارات الأمم المتحدة التي دانت موسكو لضمها شبه جزيرة القرم ولأعمالها العسكرية في شرق أوكرانيا.
كذلك، يشترك نتنياهو وبوتين في منافستهما أوباما. الأول يحاول تحدي الرئيس الأميركي من داخل واشنطن عن طريق اللوبي المؤيد لإسرائيل، فيما بوتين يحاول التفوق على أوباما على مسرح السياسة الدولية. في الحالتيْن، يعتقد خبراء اميركيون ان «تقارباً روسيا - إسرائيلياً قد يتطور بشكل ملحوظ، خصوصاً إذا ما أدت الاتفاقية النووية مع إيران الى تحسّن العلاقات بين واشنطن وطهران».
ويعتقد الخبراء الاميركيون أيضاً، ان «التورّط الروسي في سورية والزيارة الإسرائيلية الى موسكو، وغيرها الكثير من الخطوات المقبلة، هي جزء من عملية إعادة التمركز في الشرق الأوسط، التي تقوم بها الدول المعنية على ضوء التغيير المتوقّع بعد الاتفاقية النووية مع إيران وتقاربها المتوقّع مع اميركا».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق