| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
في جلسة مغلقة حول سورية، شارك فيها مشرّعون أميركيون من الحزبيْن ومسؤولون حكوميون سابقون وخبراء، افتتح احد أعضاء الكونغرس الجلسة بالقول، بعصبية: «يوم ركنّا سفننا الحربية أمام شواطئ سورية، ثم تردّدنا وتراجعنا عن توجيه ضربة لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، كان ذلك اليوم الذي اخذ فيه (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مقاسات رئيسنا وأدرك نقاط ضعفنا».
واستذكر المسؤول الاميركي الاسبوع الذي وصلت فيه السفن الاميركية قبالة الساحل السوري في سبتمبر 2013، وقال ان فرقاطة روسية، كانت موسكو ارسلتها لاستعراض دعمها للأسد «انسحبت فور وصول بوارجنا، فالروس يعرفون انهم لن يدخلوا معنا في مواجهة مسلّحة، وهم يعلمون ايضاً ان سورية حالياً، مثل القطب الشمالي المتجمّد، ستؤول السيطرة عليها الى أول من يرسل قواته للاستيلاء عليها وزرع علمه».
وعلّق احد المسؤولين السابقين ممن يعملون خبراء اليوم، بالقول ان «بوتين رأى فرصة ذهبية في سورية، فهو من ناحية يسيطر على أزمة اللاجئين التي صارت تؤرق الاوروبيين، وينال دعمهم وربما صداقتهم، ما يخفّف من ضغطهم عليه بسبب الأزمة الاوكرانية، ومن ناحية ثانية يشغل العالم عن نشاطات روسيا العسكرية في شرق أوكرانيا».
وتابع المسؤول السابق القول، انه على يقين من ان «بوتين لم يكن ليرسل القوات الروسية لتدخّل عسكري مباشر في سورية لولا إنجاز الاتفاقية النووية مع ايران، والتي دفعت موسكو الى الاعتقاد ان واشنطن وطهران تقتربان من تسوية سياسية للأزمة السورية، على حساب روسيا ومصالحها في سورية».
وكانت التقارير العسكرية الاميركية اشارت الى ان موسكو ارسلت ما يقارب 1500 جندي روسي مع 10 دبابات حديثة الصنع وناقلات جند وطائرات من دون طيار و6 مقاتلات وبرج مراقبة محمول.
ويعتقد المسؤولون الاميركيون ان روسيا تسعى الى اقامة قاعدة عسكرية جنوب اللاذقية في شمال سورية الغربي. لبناء قدرات قوات الأسد، وتوجيهها في المعارك، وتقديم اسناد استخباراتي جوي وارضي واسناد جوي في معاركها ضد خصومها.
ويرى الخبراء ان موسكو ستحصر عملياتها الحربية بتوسيع الجيب الذي تسيطر عليه قوات الأسد.
ورأى احد المشاركين في الجلسة ان ضخامة المشاركة الروسية تجعل من التورّط العسكري الايراني في سورية يبدو صغيراً. وتابع ان من يقحم قوة عسكرية اكبر في سورية، من بين الروس والايرانيين، سيكون صاحب الكلمة العليا حول مستقبل الأسد والنظام واي تسويات مستقبلية، وانه من الواضح ان «روسيا استولت على الورقة السورية من أيدي الايرانيين».
وكان الناطق باسم البيت الابيض جوش أرنست تحدث مفصلاً، في اطلالته اليومية لصحافيين، عن تطوّرات التدخّل الروسي في سورية وتداعياته. وألمح الى ان بوتين يسعى منذ فترة الى إجبار الاميركيين على الحديث اليه وحده حول مستقبل الأسد ونظامه. وزاد انه «اذا كان بوتين ينتظر اتصالاً من أوباما، فإنه سينتظر كثيراً».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق