السبت، 14 يناير 2017

مجلس الشيوخ الأميركي يحقّق في «علاقة» ترامب بروسيا

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

في أقل من 24 ساعة، وفي أقل من أسبوع على تسلم الرئيس الاميركي المنتخب الجمهوري دونالد ترامب منصبه، اهتز النظام السياسي الاميركي، ووافق رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ريتشارد بير على تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في علاقة روسيا بترامب او أفراد حملته، ومحاولتها التأثير في نتائج الانتخابات الرئاسية لمصلحته.

وكان بير رفض، صباح الخميس الماضي، انشاء اللجنة، لكن بعد يوم جمعة ماراثوني تخللته سلسلة من اللقاءات بين اعضاء الكونغرس ومدير «مكتب التحقيقات الفيديرالي» (اف بي آي) جايمس كومي للحديث حول التدخل الروسي في السياسة الاميركية، أعلن بير مساء اول من امس، اقامة اللجنة التي تتمتع بصلاحيات تتعدى القضاء العادي، وتسمح لها استدعاء اي شخص، والاطلاع على اي نوع سجلات، حتى الفائقة السرية منها.

وكانت المرّة الاخيرة التي شكّل فيها مجلس الشيوخ لجنة تحقيق في حملة انتخابية في العام 1973 للتحقيق في امكانية تورط الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون في خلع مكاتب الديموقراطيين في مبنى وترغايت للتجسس عليهم. وبعدما كشفت اللجنة تورطه، استقال نيكسون العام 1973 بعدما صوت مجلس النواب على خلعه، وكان اول رئيس أميركي يتعرض للخلع ويقوم بالاستقالة.

وتسارعت التطورات على مدى الايام القليلة الماضية، وباتت أحداثها تشبه أحداث فيلم هوليوودي، مع اختفاء كريس ستيل، العميل السابق في جهاز الاستخبارات البريطانية «ام آي 6»، في لندن، بعد انكشاف هويته على انه الشخص الذي جمع المعلومات حول تورط ترامب مع الاستخبارات الروسية.

وكشفت مجلة «موذر جونز» ان ستيل باشر بجمع المعلومات عن ترامب في روسيا مطلع العام بتكليف من خصوم ترامب من الجمهوريين اثناء انتخابات الحزبين التمهيدية، ثم بعد فوز ترامب بالترشيح، موّل عمل ستيل ديموقراطيون. لكن لهول المعلومات، قرر ستيل تسليم الملف الى «اف بي آي» في الصيف. على ان «اف بي آي»، قرر إخفاء الملف عن عيون العامة، في الوقت نفسه الذي حوّل قضية البريد الالكتروني التابع لكلينتون الى قضية عامة. وحتى قبل اسبوع من الانتخابات، عاود كومي فتح ملف بريد كلينتون في خطوة اعتبرت حملة كلينتون انها كانت الضربة القاضية التي أطاحت برئاستها.

وفاز ترامب بشق الأنفس على كلينتون، اذ تغلب عليها بـ 80 ألف صوت، من اصل 135 مليون اميركي ادلوا باصواتهم، في اربع ولايات متأرجحة، وفاز بالرئاسة على الرغم من خسارته التصويت العام بفارق 2 في المئة من الاصوات، وهو ما يعني انه من دون التدخل الروسي او تلاعب كومي، لكانت كلينتون فازت بالرئاسة على الارجح.

ومع تواتر التقارير عن خط اتصال مفتوح بين السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسيلياك ومستشار الأمن القومي المقبل لترامب مايكل فلين، خصوصا في ديسمبر 2015، يوم كانت واشنطن تعلن فرض عقوبات على موسكو، وجد مجلس الشيوخ، الذي تسيطر عليه غالبية جمهورية، نفسه محرجا ومجبرا على فتح تحقيق في اتصالات روسيا مع ترامب ومساعديه.

وبثت وسائل الاعلام الاميركية تقارير اتهمت فيها ترامب بأنه قد يكون قد تم تجنيده من قبل الاستخبارات الروسية. كما اعتبرت بعض وسائل الاعلام الاميركية ان ترامب لم يفصح عن بياناته الضريبية ربما بسبب استثماراته في روسيا. وتأتي هذه التقارير بعد سابقة اشارت الى فيديوات جنسية فاضحة لترامب تحتفظ بها روسيا اثناء زياراته الى موسكو وإقامته في فنادقها، لكن ترامب نفى هذه الاخبار نفيا قاطعا ووصفها بالمزيفة.

هكذا، وقبل أقل من اسبوع على دخول ترامب البيت الابيض، تختلط الجاسوسية بالسياسة، وتهز النظام الأميركي بأكمله، الى حد دفع صحيفة «وول ستريت جورنال» اليمينية الى دعوة كومي، وهو جمهوري ايضا، الى الاستقالة من منصبه مديرا للـ «ف بي آي»، فيما قال اعضاء في الكونغرس، بعد لقائهم كومي، ان الاخير خسر كل مصداقيته، وذكّرت زعيمة الاقلية الديموقراطية في الكونغرس نانسي بيلوسي بما سبق ان قالته اثناء الحملات الرئاسية: «ماذا يمسك الروس على ترامب بالضبط؟».

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008